كيف تستعد الضّاحية الجنوبيّة لاستقبال عاشوراء؟
موقع إنباء الإخباري ـ
نور الهدى صالح:
تذكّرنا الانفجارات اليوم بـ “أهرام البونجوس”. كنّا في طفولتنا ندوس عليها عندما تفرغ، لتصدر صوتا يشبه الانفجار، فنتسلى.
أمّا اليوم فبتنا نحن التسلية بأيدي من يرمي “بنجوساته” في شوارع الضاحية الجنوبيّة. مسألة الانفجارات “المترّمة” على المناسبات، أصبحت ظاهرة مرعبة لكلّ سكان المنطقة في جوّ من اللااستقرار.
الوضع الأمني وضع مرهون بالتشديدات الأمنية الّتي يلتزم بها حرّاسها.
ظاهرة الانفجارات هذه بدأت خصوصاً بعد الانتصار الّذي حققه الجيش النّظامي السوريّ ومجموعات حزب اللّه العسكرية في القصير. وكأنّها تشكّل “فشّة خلق” من نوع إرهابي جديد، يطال حزب اللّه أحد الحلفاء الأبرز للنظام السوريّ.
الانفجار الأوّل الّذي استهدف منطقة بئر العبد، كان تحديداً قبل يوم واحد من بداية شهر رمضان المبارك، أمّا الانفجار الثّاني الّذي استهدف منطقة الرويس فقد ترّم في 15 آب أي بعد يوم واحد من ذكرى انتصار لبنان 2006. إذاً فإن كلا الانفجارين تزامنا مع مناسبتين لهما ثقلهما عند أهالي الضاحية.
بناءً على التوقعات فإنّ المناسبة الأكثر أهميّة للطائفة “الشيعيّة”- أكثر الطوائف وجوداً في الضاحية – هي مناسبة عاشوراء. وامتداداً لما يحدث اليوم في سوريا، ومع المدافعة العسكريّة الشرسة لحزب اللّه فيها خصوصاً عن مقام السيدة زينب – أبرز شخصيات الملحمة العاشورائيّة – فإن الانفجار الأكبر المحتمل هو انفجار يطال هذه المناسبة.
وبالنسبة للطرف الثّاني، صاحب العقلية التكفيريّة، ضرب الشيعة في هكذا مناسبات يؤدّي إلى إضعافهم، وإضعاف إرادتهم في إحياء عاشوراء لاحقاً. غير أنّ ذلك قد يؤثّر على الحركة العسكريّة لحزب اللّه في سوريا. إذاً فإنّ الرسالة من الانفجار المحتمل الجديد إذا تزامن مع عاشوراء ستكون أقوى ـ حسب تصوّر ذلك الطرف ـ من أي وقت مضى.
رمز عاشوراء بالنسبة للشيعة، هو رمز يرسّخ تاريخ إمامهم الثالث الّذي قتل في هذه المناسبة. واعتباراً منهم للدّفاع عن نهج هذا الرجل العظيم، لا بدّ من إحياء هذه الذكرى والدّفاع عن كلّ ما يتعلّق بها في إطار استعدادات أمنيّة مكثّفة.
حسب ما ذكرت صحيفة “الديار”: “إنّ الأجهزة وضعت خطّة أمنيّة متكاملة للضاحية الجنوبيّة سيبدأ تنفيذها في الرابع من تشرين الثاني بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، تقضي بمنع دخول السيارات إلى المدينة، على أن تبلغ ذروتها في اليوم التاسع والعاشر للذكرى حيث سيتم إقامة منطقة أمنية تمتد على بقعة تبلغ عشرة كلم”.
إذاً فإن التشديدات الأمنيّة ستشكّل عائقاً أمام كلّ من ينوي ضرب الضاحية الجنوبيّة في هذه الذكرى. لكن ذلك طبعاً يقلل من نسبة التفجيرات المتوقّعة، وقد لا يعدمها. فعدد السيارات المفخخة المرسلة إلى المنطقة غير محدد رسميّاً بعد.
بين التهديدات الإرهابيّة وبين التشديدات الأمنيّة، خيط رفيع يحدّد مصير استقرار المنطقة، في ظلّ عزم الأهالي على المضي بوجه كلّ من ينوي الكيد لهم في مناسبات تذكّرهم بمعاني الشهادة السامية الّتي تزيدهم إصراراً للدفاع عن أنفسهم وتاريخهم الطويل.