كيف انتقل الانتحاري حمزة من سباق السيارات الى إرهابي؟
تناقلت الصحف الصادرة اليوم معلومات جديدة حول حياة الانتحاري محمد حمزة الذي فجّر نفسه خلال مداهمة الجيش الشقة التي يتواجد فيها في دير عمار بطرابلس. في هذا الاطار، أوضح مصدر أمني لصحيفة “الأخبار” أن “حمزة ينتمي الى مجموعة أسامة منصور وشادي مولوي في منطقة باب التبانة في طرابلس، وهو لم يكن عنصراً عادياً، بل كان مسؤولاً في المجموعة، ومرتبطاً بجبهة النصرة كما أكثرية أعضائها”، مشيراً إلى أن حمزة “يعتبر من العناصر القليلة والخطيرة المطلوبة للعدالة التي كانت لا تزال متوارية عن الأنظار، ويعدّ أبرزها المطلوب الآخر الفار شادي مولوي. لكن ذلك لا يقلل من احتمال وجود عناصر أخرى لا تقل خطورة قد يكون جرى تحضيرها وتفريخها من غير أن تظهر إلى العلن”.
وبحسب “الأخبار”، كانت الأجهزة الأمنية قد رصدت حمزة (من بلدة مرياطة في قضاء زغرتا، وأقام بين محلتي البقار والبداوي قبل تواريه عن الأنظار) في بلدة دير عمار. وبعد المتابعة، تبيّن أنه توجّه للإقامة سرّاً في منزل شقيقته في مجمّع نحلة السكني بعد عودتها قبل أيام مع عائلتها من السفر، فحاصرت قوة عسكرية من الجيش المبنى فجر السبت، وطلبت منه تسليم نفسه. لكنه رفض وألقى على المجموعة قنبلتين يدويتين، انفجرت إحداهما وأدت إلى إصابة جنود ومدنيين من سكان المبنى بجروح. وتبع ذلك تبادل لإطلاق النار مع العسكريين الذين ضيقوا الخناق عليه فأقدم على تفجير نفسه بحزام ناسف.
الارهابي محمد حمزة
من جهتها، رأت صحيفة “السفير”، أن مسيرة حياة حمزة الحافلة بمحطات متقلبة على الصعد الاجتماعية والعقائدية، لم تكن تعطي أي مؤشر لعارفيه بأن نهايته ستكون على هذا الشكل الدراماتيكي.
ولفتت الصحيفة الى أن الشاب المتحدر من بلدة عشاش في قضاء زغرتا، أمضى حياته في وادي النحلة في مدينة البداوي، حيث عمل في مهن متعددة لم يستقر في أي منها، وهذا ما انسحب على حياته التي شهدت عدة تقلبات، من شاب طائش يهوى سباق السيارات ورسم الوشوم على جسمه وممارسة حياته مع أبناء جيله المراهق لينتهي به المطاف في سجن رومية في العام 2008 بتهمة لا تمت بصلة الى السلاح أو الإرهاب.
وفي رومية، أمضى فترة عقوبته تحت كنف مقاتلي “فتح الإسلام” الذين ساهموا بإحداث تغيرات جوهرية في حياته بانت عليه لحظة خروجه من السجن، ليتحول الى شاب يحرص على اخفاء الوشوم عن جسده وعلى اظهار صورة مغايرة للمقربين منه، وسارع الى قطع علاقته بمعظم أصدقائه بسبب التغيير الذي طرأ على نمط وسلوك حياته.
وأضافت “السفير” “لدى خروج حمزة من السجن كانت طرابلس تشهد جولات العنف التقليدية بين التبانة وجبل محسن، حيث انضم الى صفوف المجموعات المسلحة في منطقته على محور المنكوبين وقاتل الى جانبهم . لكن هذا التحول لم يكن الوحيد في حياة ابن الـ31 عاماً. فقد بدأ أيضاً يتأثّر خلال تلك الفترة بـ “المجاهدين” في سوريا والعراق، ورغبته ان يكون من بين صفوف “الاستشهاديين”، وربما هذا ما قربه من اسامة منصور في التبانة. علما أنّه لم يكن على علاقة بالتنظيمات الاسلامية المعروفة على الساحة الطرابلسية أو حتّى شخصاً معروفاً في اوساط الإسلاميين”.
وبعد انهاء الجيش اللبناني لمربع أسامة منصور في التبانة، اضطر حمزة لمغادرة المنطقة الى جهة مجهولة، قبل ان يعود ويظهر في بعض الاحيان في منطقة جبل البداوي، ويلتقي بعض عارفيه.
وكان يؤكّد حمزة لهؤلاء أنّه في حال جرت أيّ محاولة لتوقيفه، فإنه سوف يفجر نفسه ولن يسمح لاحد بتوقيفه “لان الموت اهون عليه من عذاب السجن”، ليعود ويختفي لمدة شهر بشكل نهائي قبل أن يعثر الجيش عليه في منزل شقيقته صفا في دير عمار التي كانت عادت اليه من السفر مع ابنتها قبل يومين من الحادثة واستضافت والدتها لتكون الى جانبها، خصوصا أن زوجها بقي خارج لبنان. وكان شقيقها الضيف الرابع والاخير الذي ساهم بفعل قرار مواجهته للجيش، في إنهاء حياة إبنتها الطفلة إسراء السيد التي شيعت أمس في مرياطة، إضافة الى والدته حسنة حمزة”.