كيري للإيرانيين: الوقت ينفد!
تستأنف اليوم في العاصمة النمساوية فيينا الجولة الجديدة من المحادثات النووية بين إيران ومجموعة دول الـ”5+1″ بهدف التوصل إلى اتفاق نووي شامل مع اقتراب المهلة النهائية المحددة في 20 تموز الحالي.
ولكن قبيل انطلاق المفاوضات، بدأت الرسائل الكلامية تصدر عن الطرف الأميركي، بعدما حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إيران من أنه ما زال يتعين عليها أن تثبت أن طموحاتها النووية سلمية بالكامل، في الوقت الذي واصل فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني موقفه العلني المتفائل بشأن المفاوضات، قائلاً إن العقوبات الغربية التي فرضت لتقييد البرنامج النووي الإيراني “تتهاوى بالفعل”.
وفي مقال نشره في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية انتقد كيري إيران بالقول إن “تفاؤلها العلني بشأن النتيجة المحتملة لهذه المفاوضات لم تقابله حتى اليوم المواقف التي يتم التعبير عنها خلف الأبواب المغلقة”.
وأضاف كيري “أثبتت الولايات المتحدة وشركاؤها لإيران مدى جديتهم، وخلال المفاوضات التي جرت للتوصل إلى خطة عمل مشتركة، قامت واشنطن بمد يدها للإيرانيين، والتقت بهم بشكل مباشر لفهم ما تريده طهران من برنامجها النووي. وساعدت الولايات المتحدة مع شركائها الدوليين في تمهيد الطريق الذي سيسمح لإيران ببرنامج محلي للأغراض المدنية فقط، كما أثبتوا مرونة في عرض التخفيف المالي”.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنه “لا تزال هناك فجوات بين ما يقول مفاوضو إيران إنهم مستعدون لفعله، وما يجب أن يفعلوه لتحقيق الاتفاق الشامل”.
وأضاف “نعلم أيضاً أن تفاؤلهم المعلن جراء النتيجة المحتملة لهذه المفاوضات لم تقابله حتى الآن مواقفهم خلف الأبواب المغلقة”.
ورأى أن “هذه الاختلافات في المواقف، لم تحدث نتيجة لإفراط في المطالب من جانبنا”، موضحاً أن القوى الست “أظهرت مرونة إلى أقصى حد ممكن”.
ولفت وزير الخارجية الأميركي إلى أن مهلة 20 تموز للتوصل إلى اتفاق “تقترب بسرعة”، معتبراً أن إيران يمكنها إما أن تنتهز الفرصة لعمل ما هناك حاجة إليه لتهدئة المخاوف بشأن برنامجها النووي أو “يمكنها أن تهدر فرصة تاريخية لإنهاء عزلة إيران الاقتصادية والديبلوماسية وتحسين حياة شعبها”.
وأوضح كيري أنه “ما زال هناك تناقض بين نوايا إيران المعلنة في ما يتعلق ببرنامجها النووي والمحتوى الفعلي لذلك البرنامج حتى اليوم”.
وخلص كيري إلى القول إنه “لو كانت إيران قادرة على الاختيار، ستكون هناك نتائج إيجابية للشعب والاقتصاد الإيرانيين، وستصبح طهران قادرة على استخدام معرفة علمية كبيرة للتعاون النووي المدني الدولي. ويمكن أن تعود الاستثمارات ويبدأ اقتصادها في النهوض. أما لو لم تكن إيران مستعدة لاتخاذ قرارها، فإن العقوبات الدولية ستزداد صرامة، وستتعمق عزلة إيران”.
وفي طهران، تعهد الرئيس الإيراني بمواصلة الجهود لرفع العقوبات من أجل تحسين القطاع الصناعي في إيران.
وقال روحاني إن “اليوم أزيلت بعض العقوبات وسترفع عقوبات أخرى. وأقول هذا مرة أخرى: كأس العقوبات تحطم ولن يكون بإمكان أحد أن يعيد الوضع إلى ما كان عليه”، طالباً من الإيرانيين عدم القلق بشأن المحادثات النووية لأن “فريق التفاوض الإيراني يتمتع بكفاءة كبيرة”.
وأضاف الرئيس الإيراني “نعلم أنه أمر صعب.. لكننا سنواصل السير في هذا المسار حتى النهاية”.
صحيفة السفير اللبنانية