كيري الأكثر صراحة في أميركا
صحيفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:
يستعمل وزير الخارجية الاميركية ابتزازه مع الايحاء دوما ان دولته عظمى وتملك امكانيات عسكرية هائلة ولديها من القوة مايدمر العالم وانها وصية عليه ، تفعل به ماتشاء ، وعليه ان يأتمر بما تملي ، لارأي له عندما يكون لها رأي ، ولا حراك له طالما هي قادرة على تكبيله .. العالم يخصها، هكذا يوحي كيري بشخصه وكلامه وعنترياته، هو صريح الى حد القول بتلك المقولات دون حساب لرأي او ضمير او اخلاق.
تخترع اميركا اخلاقا جديدة للعالم يرضي نفسها وذوقها ووجودها الضخم. بل هي تخترع ضميرا للبشرية لايشبه ماتعارفت عليه من قبل. هي تتجاهل ان للحياة نظامها، لكنها لاترى منه سوى اعتراف بوجود قوي وضعيف، وان الأول يقتل الثاني، ويفتك به، واذا تحداه عليه ان ينصاع، واذا أمره عليه ان ينفذ.
قيم تفرزها الولايات المتحدة فاعلة الويلات في العالم. اما في حدود الازمة السورية حول السلاح الكيماوي، فكيري صاحب ملفه مثلما هو صاحب الملف الفلسطيني الاسرائيلي وباقي الملفات الملحقة بهذا وذاك. لكنه متفرغ اخيرا لسورية، ادى فيها قسطا كبيرا من الكلام كله حار وهادر وآمر، ترك له أوباما الدور الفاعل باعتباره علما خارجيا يحتاج لمهارة خبير له صولاته وجولاته في فهم الحرب والسلم، فان تحدث في الحرب فهو آمرها وفاعلها ، وان تحدث في السلم فهو من يقيمه.
كانه يرفض عروض حل أزمة الكيماوي من باب ازادة الضغط على سورية، هو ابتزها منذ البداية عبر التهديد والوعيد، جل كلامه ” عليها ان تفعل”، و”أن لم تفعل ” وإذا ” كلمة ترددت كثيرا في كلامه عن سورية، الى ان قال جملته التي قام يتحضيرها منذ البداية لكنه خبأها بين ثناياه و”هي اذا قبلت تسليم سلاحها الكيماوي فلن تحصل الضربة “.. هو يقول الضربة ونحن نسميه بالعدوان!.
رد عليه السوريون عبر لافروف “نسلمه الى الامم المتحدة” لابد ان يكون لهذه المؤسسة الاممية دورها في هكذا مصير عالمي، فاذا بامينها العام يتحرك ويتجاوب. هو الابتزاز اذن، لف ودوران وضغط وتهديد ووعيد من اجل جملة مؤجلة قيلت في لحظة اجتماع الكونغرس، فاذا بالسوري العليم باصول الاستعمار الاميركي واسلوبه يقدم النهاية كي يقفل الباب. لكن السوري يعرف، انه كلما قدم حلا طلب الأميركي المزيد ، وكلما قدم المزيد زاد في طلبه وفي مطالبه.
انها التجربة التي تعيها سورية مع “عدو”أميركي يسعى لثأر عمره سنوات طويلة بدأ مع الوحدة السورية المصرية ثم مع نظام البعث وبعده مع حافظ الاسد واليوم مع ابنه بشار اضافة الى ماهو مقيم في الغد حيث لايحب الاميركي ان يكون لسورية غد الا بحجم الكارثة على سنوات عمرها المقبلة.
ليس كيري سوى عينة اميركية، كان اسم دولته بالقارة الجديدة ،، لكنها لم تجدد سوى سلاحها الفتاك، فيما ضاعفت من خطر الاخلاق الرديئة على العالم ومن مفهوم الضمير الخطير على الانسانية.