“كوماندوس إسرائيلي” على خطّ معارك الشمال السوري
تصدّرت الإنجازات الميدانية المتلاحقة للجيش السوري في القلمون واجهة المشهد الميداني السوري، مشرفاً على إنهاء عملياته العسكرية بالكامل في هذه المنطقة، في الوقت الذي تستمر المعارك في ريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع اشتعال جبهتيْ حلب وحمص، في إشارة ربطها محللون عسكريون بعزم القيادة السورية تسريع الحسم العسكري على الجبهات الاستراتيجية في غضون الأشهر الستة المقبلة. وعلى خط مباشر، خرقت معلومات أمنية جدار التطورات الميدانية بإشارتها إلى عبور أكثر من 1000 “جهادي” إلى جبهة ريف اللاذقية، عبر جسر جوي يربط بين الأردن وتركيا، من بين آلاف آخرين تمّ تدريبهم على أيدي ضباط من الاستخبارات الأردنية والأميركية في معسكرات شمال عمان، مترافقة مع أخرى تشير إلى احتمال خرق عسكري “إسرائيلي” وشيك للمشهد الميداني السوري من البوابة اللبنانية الجنوبية، عبر إنزال قوات من “الكوماندوس” في قرى محدد من الجنوب، حسب ما كشف موقع “واللا” “الإسرائيلي”. وكالات أنباء دولية أكدت نقل مئات “المسلحين” الإضافيين إلى جبهة ريف اللاذقية الشمالي – غالبيتهم من جنسيات أردنية وسعودية وشيشانية وداغستانية – عبر جسر جوّي تم استحداثه عقب بدء الهجوم المسلح على بلدة كسب الحدودية، يمتدّ من الأردن إلى مطار انطاكيا في لواء اسكندرون، بعد أن تمّ تدريبهم في معسكرات بمنطقة الرصيفة شمال عمّان، بهدف نقل المعركة التي تم الترويج لها إعلامياً من الجبهة الجنوبية إلى الشمال، وبالموازاة، توقفت أجهزة الأمن “الإسرائيلية” أمام معلومات كشفها ضباط من جهاز “الموساد” تفيد بأن الجيش السوري، وبالتنسيق مع فرق نخبوية من حزب الله، أعدّ العدة لعملية عسكرية دقيقة، وفق خطة استراتيجية أُدرج في مضمونها إدخال فرق خاصة مهمتها زرع الكمائن وتصفية قياديي المجموعات المسلحة الذين يديرون المعارك على جبهة ريف اللاذقية الشمالي، مشيرين إلى “اصطياد العشرات من هؤلاء القياديين – وأبرزهم من “جبهة النصرة” – في تلك الجبهة. وفي السياق، ذكر موقع “واللا” الإسرائيلي أن “إسرائيل” المتوجّسة من مجريات الميدان السوري والمشهد الأمني “المريح” الذي وصلت إليه الساحة اللبنانية، والذي من شأنه فك الضغوط التكفيرية عن حزب الله، قد تتوجه إلى عدوان عسكري وشيك يتمثل بإنزال قوات من “الكوماندوس” في قرى محددة من جنوب لبنان، لإعادة خلط الأوراق الميدانية في سورية ولبنان. وكشف الموقع عن تدريبات عسكرية مكثّفة شملت ضباطاً من لواء “كافير” بإشراف الضابط الأعلى كفاءة “جال ريتش”، تنتهي بعملية تدريب شاقة في غور الأردن، بهدف إنجاح مهمة “الكوماندوس” وإفلاتها من أي خرق محتمَل من قبَل مقاتلي حزب الله.
وبالتزامن، كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الموساد “الإسرائيلي” عمد إلى تجنيد العشرات من المعارضين في صفوف النازحين السوريين في لبنان، خصوصاً في شبعا وكفرشوبا، في الوقت الذي أشار معلّق الشؤون الاستخبارية في صحيفة “ذا بوست” الإسرائيلية – نقلاً عن تقارير أمنية – إلى أن تدخُّل “إسرائيل” عسكرياً في جنوب لبنان بات وشيكاً، وهو مرتبط بشكل وثيق بمجريات العمليات العسكرية الدائرة التي يشارك فيها حزب الله إلى جانب الجيش السوري.
وإذ أكد على التنسيق اللوجستي العالي المستوى بين الجانبين، بمشاركة خبراء عسكريين روس وإيرانيين يديرون المواجهات على الجبهة الشمالية كما الجنوبية – حسب تعبيره – رجّح أن تحمل العمليات العسكرية المقبلة في ريف اللاذقية الكثير من المفاجآت، حيث تمّ إدخال فرق نخبوية من القوات السورية وحزب الله إلى هذه الجبهة، لعل أخطرها تلك المتخصصة بزرع الكمائن، والتي أضيفت إليها أخرى خاصة تابعة لمسلحين أرمن تُعتبر بدورها من أشرس المجموعات القتالية في العالم، وفق توصيفه.
إنها بلا شك أكثر الشهور سخونة في الميدان السوري، في ظل سعي أميركي – سعودي حثيث لتسجيل نقاط ربح استراتيجية في مرمى القيادة السورية قبيل الانتخابات الرئاسية، كشفه استحداث غرفة عمليات في الأردن – بمشاركة استخبارية “إسرائيلية” فاعلة – يتم بموجبها تدريب آلاف المسلحين، بهدف إنشاء “جيش بديل” عن الجيش النظامي، بحسب ما أكدت مصادر غربية متابعة، واكبتها تطورات خرقت المجريات الميدانية، وبدت لافتة من حيث التوقيت، تمثلت بالمعارك الضارية التي اندلعت بين مقاتلي جبهة “النصرة” و”داعش” في منطقة البوكمال، حاصدة مئات القتلى بين صفوف الجانبين، والمرشَّحة لتأخذ منحى تصعيدياً أكثر عنفاً في القادم من الأيام، وفق إشارة عارفين في الجماعات “الإسلامية” المتشددة، خصوصاً في الرقة وشمال حلب، وسط مشهد إقليمي متلبد يبدو أنه سيكون أكثر وضوحاً في المرحلة المقبلة.
ماجدة الحاج – الثبات