كوريَا كيم جونغ وون.. الانتصَارات تَتواصل
موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
صادفت مؤخراً، يوم 27 تموز/يوليو، الذكرى ال65 لانتهاء الحرب الكورية، حرب التحرير الوطنية العظمى، بإنتصار جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وكانت بالفِعل حرباً عالمية ثالثة بكل مقاييسها وطبيعتها وصورها، وعدد قتلاها ومساحة النزال فيها بين المتحاربين ومن الدول الكبرى التي خاضتها، ودور الدول والشعوب التي إنجذبت إليها، ونسبتها إلى حجم البشرية عموماً وجغرافيتها.
كما وسوف يُصادف في 15 من أغسطس/آب “الذكرى 73 لِتحرير الوطن الكوري”، وسوف يُحتفل بذلك على أوسع نطاق في كوريا.
وبهذه المناسبة من الضروي التنويه الى أن التفوّق العددي والتقني للامبريالية الامريكية لم ينجدها في خسارتها هذه الحرب، ولا في جرجرتها ذيول خيبتها وانكسارها، فانتصرت عليها الدولة الكورية الزوتشيه انتصاراً تاريخياً مشهوداً، تم فيه إنقاذ وجود الامة الكورية برمتها وضمان مستقبلها.
استمرت هذه الحرب الكورية الضروس ما بين (1950-1953)، واندلعت في شبه جزيرة كوريا الواقعة في أقصى شرق آسيا، ونشبت الحرب بين عدد من مختلف القوى الرئيسية التي حاربت “سوياً” في الحرب العالمية الثانية ضد الفاشية الإيطالية والنازية الهتلرية الالمانية والعسكريتاريا الإمبرطورية اليابانية الشرسة، إلا أن اليابان تحالفت مع عدوّتها الولايات المتحدة التي ألقت عليها قنبلتين نوويتين، في حربها على كوريا !
وخلال هذه الحرب التي استمرت 3 سنوات، خسر العدوان الامريكي والقوى المقاتلة معه في كوريا، أكثر من مليون ونصف المليون عسكري، من ضمنهم نحو نصف مليون جندي وضابط أمريكي، وخسر العدوانيون كذلك عدداً ضخماً من الاسلحة، منها 12 ألفاً و224 طائرة حربية، و564 سفينة حربية من مختلف الانواع والطرازات، و3 ملايين و255 دبابة وعربة مدرعة، و7آلاف و695 مدفعاً من شتى العيارات والأنواع، و925 ألفاً و152 سلاح صغير، وهي خسارة كبيرة بلغت زهاء 2.3 ضِعف ما خسرته أمريكا في حرب الباسفيك، التي خاضتها الادارة الامريكية لمدة أربع سنوات، خلال الحرب الكونية الثانية.
وما يَلفت الانتباه إليه في هذه الحرب، أهدافها الجيوبوليتيكية المُتعارضة ما بين المعسكرين الشرقي الاشتراكي، والغربي الاستعماري المتطلّع دوماً الى إرساء قواه الضاربة في كوريا، تمهيداً لمحاولة كسر شوكة الاشتراكية السوفييتية والصينية وقوى التحرر في آسيا، والتي نهضت نهضة جبارة، إثر انهيار دول محور الاستعمار التقليدي الفاشي النازي العسكرتاري، فباشر الغربيون بالتعاون مع الإمبرطورية اليابانية، العدوّة سابقاً لهم، بشن الحرب بأبشع الصور بهدف وقف الزحف الناعم للاشتراكية نحو قلاع غرب اوروبا العفنة وسواحل المحيط الهندي وغيرها، والسعي الى قتل أكبر عدد من السوفييت والروس والصينيين والكوريين لتفريغ الأرض منهم، و “تحضيرها” لِ “السيد الجديد”، الذي “يَرى” تقسيم روسيا وحدها لِ185 دويلة إقطاعية مَسلوبة الإرادة، وتُقاد تحت قيادة “خُبراء” مدنيين وعسكريين واستخباراتيين أمريكيين، تشبهاً بخبراء أمريكا في وزارات ومصانع أسلحة بيريسترويكا العُملاء غورباتسوف ويلتسين وتشوبايس ورهطه “الديمقراطي”!
وتأكيداً على ما ذهبت إليه أعلاه، ورد في كتاب صدر في اليابان بعنوان “مَن هم الغزاة؟”، أن المراسل الخاص في سيؤول، كتب في مقالته التي نشرت في صحيفة “نيويورك هيرالد تريبيون”، بتاريخ 5 حزيران عام 1949، أن الجنرال روبرت، رئيس بعثة الرُّسل العسكرية الامريكية المرابطة في كوريا الجنوبية يوجّه تدريبات الجيش الكوري الجنوبي، ويقود أكثر من 500 شخص من المستشارين العسكريين الامريكيين، للهجوم على “كوريا الشمالية”. واقتبس أقوال روبرت التالية: “إن دافعي الضرائب الامريكيين يعتمدون على الجيش، كلب الحراسة المخلص الذي يدافع عن استثمارات بلدنا (الولايات المتحدة) في كوريا، بصفته قوة قادرة على إحراز أكبر نجاحات بأقل نفقات.”
ونوّه المراسل إلى أن روبرت قال: “… لقد التحق 13- 14 ضابطاً أمريكياً على الأقل بكل فرقة من الجيش الكوري الجنوبي، ويعملون مع ضباط الجيش الكوري الجنوبي، في الجبهات على خط العرض 38 ، ويشاركونهم حتى في العمليات العسكرية والاستراحة.”
ـ كانت حالة تشكيل قوات الجيش لكوريا الجنوبية بهدف شن الحرب الكورية هي كما يلي:
“ نحو تموز عام 1949، أكملت حكومة كوريا الجنوبية كل الاستعدادات لغزو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بأوامر صادرة من ماك آرثر، القائد العام للقوات الامريكية في الشرق الأقصى (الآسيوي). ولكنها لم تحقق خطتها العدوانية جرّاء العمليات القتالية النشطة التي قامت بها وحدات حرب العصابات (الفدائية) في مؤخرة الجيش الكوري الجنوبي في ذلك الحين، والأسوأ من ذلك، من جراء لجوء بعض وحدات الجيش الكوري الجنوبي الى طرف جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
فيما بعد أيضاً، استمرت الحكومة الامريكية وطغمة “سينغمان ري” في الإعداد لغزو كوريا الشمالية، دون توقف حتى ولو للحظة واحدة.” (الجزء الأول من الكتاب “الحرب الكورية”، الصادر في دار النشر العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السوفييتية، 1959).
ـ “شرعت قيادة الجيش الكوري الجنوبي والمستشارون العسكريون الامريكيون بالاستعدادات لغزو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية منذ مدة طويلة. ومن أجل تحقيق هذا الغرض، تم تعبئة أكثر من 70 بالمئة من الجيش الكوري الجنوبي. وبحسب الاعداء، فقد إدعوا بأنهم قادرون بهذه القوى على سحق الجيش الشعبي الكوري إذا هاجموها مفاجأة.” (الكتاب الآنف الذكر).
ـ “اخذ الجيش الكوري الجنوبي يُعجّل بالإعداد لغزو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في الفترة ما بين أواخر أيار وأوائل حزيران عام 1950. بدأت قيادات الفرق والفيالق توزع قواتها واقعياً وفقاً لخطة الهجوم. وفي أواسط حزيران احتشدت وحدات الجيش الكوري الجنوبي في مواقع الانطلاق وكانت على أهبّة تامة للقتال.” (نفس الكتاب).
ـ “في شهر حزيران عام 1950، تكوّن الجيش الكوري الجنوبي من القوات البرية والجوية والبحرية والمدنية. بلغ القوام الإجمالي للقوات البرية أكثر من 93 ألف فرد، (وتشكّلت من 8 فرق مشاة وفوج خيّالة مستقل، و 5 كتائب مستقلة، و3 كتائب مدفعية مستقلة، و7 كتائب إختصاصية).
ـ أما القوات الجوية فقوامها الاجمالي 3 آلاف فرد، وهي مكوّنة من (الوحدة الجوية (40 طائرة، من بينها 25 طائرة مطاردة، و9 طائرات للنقل، و5 طائرات للتعليم التدريبي والاتصال)، وكتيبة لإدارة المطار، وكتيبة المضادات للطائرات (6 مدافع بعيار 37 مم، 4 مدافع رشاش كبيرة العيار)، ومدرسة عسكرية (فيها 21 طائرة للتعليم).
ـ وكانت القوات البحرية تضم 5 أساطيل (أساطيل 3،2،1، أسطول التعليم، قاعدة القوات البحرية في زينهاى)، فوج البحارة، 9 حاميات للسواحل والمؤسستين التعليميتين للبحرية، وقوامها الإجمالي 15 ألف فرد، و71 سفينة حربية (سفينتان حربيتان مضادتان للغواصات، 21 كاسحة ألغام، 5 مراكب للانزال، 43 مركبة اخرى). وكانت لدى القوات المدنية 5 لواءات، وفي كل منها 3 أفواج، باستثناء لواء 105 المكّوّن من فوجين، قدّر قوامها الاجمالي50 ألف فرد تقريباً).
ـ وهكذا، كان قوام الجيش الكوري الجنوبي 181 ألف فرد إجمالياً قُبيل اندلاع الحرب الكورية، بضمنها 20 ألف فرد لوحدات الحراسة.” (نفس الكتاب).
ـ وذكر الكِتاب الامريكي “مَن هو مشعل نيران الحرب الكورية؟”، أنه قد “تمت كل الاستعدادات للهجوم على كوريا الشمالية في أيار عام 1950.!
وكان مشروع مارشال الاستعماري غير العتيد، أحد وسائل الدفع الخبيث لاستمرار الحرب المسلحة المباشرة أنذاك على كوريا بإتجاه استكمالها في حرب إقتصادية وتجارية، وللإعلان عن مِثال ونمط حياة غربي، يَحل مَحل المِثال الإشتراكي العالمي.
في كوريا جرت الحرب الغربية والأمريكية واليابانية المتحدة بكل الأسلحة المُحرّمة دولياً، في الجو والبحر وعلى الأرض على رقعة صغيرة جغرافياً، وسمّم العدو الغربي الطعام والأسماك والماء وحرق الاشجار، ومسح المدنية الكورية مِن على وجه الأرض، فماتت مدن وقرى كورية كثيرة جداً، ودمر العدو الحضارة والمدنية الكورية وحاول إفناء جيل الشباب، وأحرق المُهاجِمون أجساد الكوريين بقنابل حارقة، ورفعوا رؤوس الكوريين المقطوعة بخناجرهم وسكاكينهم على أسنّة رِماحِهم، وبقروا بطون النساء، وسبَوا قسراً أعداداً كبيرة منهم تُعدُ بمئات الألوف الى بيوت الدعارة الإجبارية، فيما بات يُعرف تاريخياً بِ “نساء المُتعة”، وسمّموا الأغذية التي كانت الطائرات الأمريكية تقذف بها للكوريين إعراباً منها عن “إنسانيتها” و “رغبتها” بإطعام الجَوعى منهم!!!، لكن بأسماك وأطعمة مُسمّمة وقاتلة على الفور لكونها “مُطعمّة” بالسيانيد والكيماويات القاتلة، وهذه الممارسات عكست بأبشع الصور وفضحت طبيعة العدو الهمجي الدولي، فمَن يَقترف الشر لأجل الشر، شرير ولا خير فيه لا وقتها، ولا في أي يوم ودقيقة في المستقبل..
الساسة الغربيون واليابانيون أنذاك حرّفوا صفحات التاريخ حتى لا تتكشف فظائعهم اللاإنسانية، وليحتلوا أدمغة الشباب ويسيطروا على عواطفهم وأنماط تفكيرهم، ولحرف الأجيال بتفاهات وتشويهات تاريخية، وإن كان بعضها مضحك وهستيري. لكن الحقائق، أية حقائق، لا تختفي ولا يمكن أن تختفي للأبد، فتاريخ العالم كله مدوّن منذ فجر البشرية الى اليوم، ومّن يريد الحقيقة، يَبحث ويَحصل عليها كلها بدون نقصان.
مؤخراً، احتفلت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية سوياً مع حلفائها الصينيين والروس، بالذكرى ال65 للانتصار العظيم في حرب التحرير الوطنية الكورية، واكتسبت الاحتفالات بخاصة في زمننا الحالي، وفي إطار تطوراته السياسية، وعشية الذكرى ال70 لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، دلالات عميقة كورية وطنية وأممية ودولية.
في كوريا الديمقراطية العظيمة جرت الاحتفالات بمشاركة جنود الجيش الشعبي والشغيلة والطلبة الشباب، والناشئين الذين زاروا مواقع المجد والبطولة ومقابر الشهداء وأبراج تأبين شهداء الجيش الشعبي المقامة في شتى أرجاء البلاد الكورية، إبتداءً من خط الفصل العسكري ال38، وحتى الحدود الدولية مع روسيا والصين، وعبّر الكوريون عن تواصل احترامهم للمنتصرين في السنوات العظيمة من الحرب، والذين كرّسوا حياتهم بدون تردد في سبيل الوطن الوحيد ومستقبله وقضية تحرير شبه الجزيرة الكورية من الاستعمار العسكري الامريكي والغربي الحالي، وإبعاد شبح الاستعمار الاقتصادي والتجاري والنفسي والإعلامي عن بلادهم المُعذّبة والمُبتلَية باستعماريي الغرب والعسكرتاريين من كل ناحية وصوب.
واللافت للانتباه كثيراَ في الاحتفالات التي جرت بصدد النصر المؤزّر على أكبر دولة إمبريالية في العالم – الولايات المتحدة – وحليفاتها الغربيات واليابان العسكرية، ان المُحتفين الكوريين من رسميين وشعبيين، وقفوا دقيقة صمت وإجلال حِداداً على أرواح شهداء جيش متطوعي الشعب الصيني والجيش الأحمر الروسي، الذين قاتلوا ببسالة على الجبهة الكورية، ووضع الشعب الكوري أكاليل الزهر أمام نصب الصداقة ومَقبرة شهداء جيش متطوعي الشعب الصيني وقبورهم الواقعة في “حي هيونغزيسان”، في العاصمة الغنّاء بيونغيانغ، ومدينة كايسونغ، وقضاء هويتشانغ، ومدينة آنزو بمحافظة بيونغآن الجنوبية.
“مشروع مارشال” العدواني لم ينجح على أرض الدول الاشتراكية أنذاك، ولم ينجح الى اليوم، وقد تم قبره في معظم دول آسيا ذات النظرة التحررية والاستقلالية الزوتشيه.
وبرغم من العدوان الغربي الدولي على كوريا الدولة والشعب والنظام، واستهداف مصائر الصين وروسيا وشعبيهما غربياً، إلا أن في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أُقيم نظام الصحة الشعبي الشامل، الذي تجسّدت فيه الفكرة المتمحورة على الانسان – فكرة زوتشيه، التي تؤكد أن “الانسان سيّد نفسه”، وبأنه هو الذي يَصوغ ويَصنع تاريخه الوطني.
هذا النظام الصحي كان أُقيم في ظروف مُعقّدة ما بعد الحرب، حين كانت الدولة خلالها تعاني من خراب شامل جرّاء العدوان الاجنبي عليها، ولذا فقد ضمنته مختلف القوانين مثل الدستور الاشتراكي، وقانون الصحة العامة، وتحقق من خلال نظام العلاج المجاني العام، ونظام الوقاية الطبية. ونشأ نظام العلاج المجاني العام من نظام العلاج المجاني الذي طبّقه الرئيس المؤسس للبلاد الزعيم كيم إيل سونغ في قواعد حرب العصابات – المناطق المُحرّرة في فترة النضال الثوري المناهض لليابان العسكرتارية، وبعد تحرّر البلاد من الحكم الاستعماري الإحلالي والاقتلاعي الياباني البغيض، وقد بدأ بتطبيق هذا النظام منذ كانون الثاني عام 1953، حيث كانت حرب التحرير الوطنية ضد الإمبرياليين الاحتلاليين الأمريكيين على أشدّها، وازدادت نمواً وتطوراً مع تقدم البناء الاشتراكي لما بعد الحرب. وقد أكد ذلك كله أفضلية الاشتراكية والزوتشية وسونكون ونهج التحرّرالاشتراكي الذي تفوّق على المعسكر الغربي.
لقد أفضت الحرب الكورية إلى تصليب مكانة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، فقد تأسست دولة كورية مستقلة وسيّدة في الشطر الشمالي من الجزيرة، وتواصَلَ تطوير الدولة بإبداع لافت برغم كل العقبات الخارجية التي أبتدعتها القوى الاستعمارية التدخلية، وبرزت كوريا دولة اشتراكية قوية ومستقلة في قرارها السياسي والاقتصادي والدفاع الوطني، لا سيّما بقوة الوحدة وبتلاحم كامل ما بين الزعيم و الشعب بقلب واحد وإرادة واحدة، غالبة كل التحديات والمِحن وكانت أولاً تحت القيادة الحكيمة للرئيس المؤسس “كيم إيل سونغ” و القائد الراقد “كيم جونغ ايل”، واليوم بقيادة الرفيق القائد المحترم “كيم جونغ وون”.
كوريا اليوم المتحرّرة تعيش ذروة عصر النهضة في تطورها، وها هي تواصل نجاحاتها من خلال إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية، والخطة العظيمة الخاصة ببناء الدولة القوية الاشتراكية المتطورة للقائد الأعلى “كيم جونغ وون” ونشاطاته الدؤوبة، وقد عزّزت كوريا زوتشيه وضاعفت من قدراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية بصورة ملحوظة، وأحبطت المخططات الشرسة للخنق والعزل والضغط الممارَسة من جانب القوى المعادية بزعامة أمريكا التي تواجه الجيش الكوري العقائدي القوي، الملتف كالبُنيان المَرصُوص حول القائد الأعلى صديقنا وحليفنا الكبير والعظيم “كيم جونغ وون” .
وفي هذه الايام، وبعد اللقاء ما بين القائد الأعلى المحترم كيم جونغ وون، والرئيس ترامب، وتراجُع الإدارة الأمريكية عن كل تعهداتها السابقة والموقّعة بسحب قواتها وبخاصة النووية منها من شبه الجزيرة الكورية بالكامل، والتي ورد ذكرها صراحة في الاتفاق بين شطري كوريا مؤخراً، تشهد شبه الجزيرة الكورية هذه الايام وضعاً خطيراً، ينبىء بحرب جديدة بين طرفي الحرب الكورية السابقة، وتدفع أمريكا بهذا الاتجاه الخطير، وهي تعلم أن مطالبها لن تتحقق أبداً في كوريا زوتشيه، برغم تواصل الحصار والعقوبات السياسية والاقتصادية الجائرة على الشعب الكوري الصبُور، والمواجه بقيادته النابهة لمختلف الضغوطات والتهديدات العسكرية الامريكية والقوى المعادية الحليفة لها، وهو يصر إصراراً تاماً على تواصل سيره في بناء عالم سلمي بعيد عن الحرب، واستمرار نضاله من أجل تحقيق السلام والأمن في شرق آسيا والعالم.
شخصياً أنا أثق ثقة كاملة أن قيادة حزب العمل الكوري وحكومة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بقيادة القائد المحترم كيم جونغ وون، لن تتراجع سنتمتراً واحداً عما بنته منذ سنوات طويلة لتعزيز قدراتها العسكرية لحماية شعبها، وفي تعزيز قواتها الدفاعية النووية، والهدف هو فقط المحافظة على سيادة كوريا الديمقراطية واستقلالها وأنفة شعبها وانتصار الاشتراكية الزوتشية. ومع كل ذلك، تواصل كوريا عمليات تعزيز دفاعاتها وقدراتها لاستئصال السياسة العدوانية الأمريكية تجاه الوطن الزوتشي ولجمها في شرق آسيا، ما يمنع نشوب الحرب في شبه الجزيرة الكورية، وتوفير مناخات مناسبة لتطبيق السلام في شبه الجزيرة، وللدفاع عن السلام والأمن في كوريا وشرق وشمال آسيا والعالم بقدرة كورية رادعة لأي عدوان أجنبي، وهي قدرات أُقيمت على قاعدة قوى كوريا كيم جونغ وون، المُتمحوِرة على القوة النووية الضاربة التي تصنع السلام.
…
*#مروان_سوداح: رئيس منظمات التضامن العربية و #زوتشيه وفكرة #الاستقلالية مجلس التضامن مع الشعب #الكوري ومُناصرة توحيد شطري كوريا، وحامل الأوسمة الكورية وعضو في #الاتحاد_المركزي للصحفيين الكوريين، وزميل #أكاديمية العلوم الروحية #الروسية.
ششششكرا للاخ محمود ريا المدير العام لموقع إنباء الإخباري الشهير، لنشره المقالة وتعزيز التضامن العربي مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، من أجل المزيد من العلاقات بين الجانبين، وشد أزر بعضنا البعض، فلدينا مع كوريا زوتشيه الكثير من المشتركات الاستراتيجية واليومية…