كوباني– الرمز المنسي بعد معارك التصدي
موقع دوتشي فيلي:
في شهر كانون الثاني/ يناير تنفس سكان كوباني الصعداء، فبمساعدة المقاتلين الأكراد من شمال العراق ومن خلال مساندة الغارات الجوية الأمريكية، تم دحر ميليشيات “داعش” وإلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي.
تدمير أكثر من ثلثي المدينة
“حوالي 70 إلى 80 بالمائة من كوباني مدمر ولحقت أضرار بالبنية التحتية”، كما يؤكد إدريس، الذي يشغل منصب نائب رئيس العلاقات الخارجية للمدينة. وبينما فتحت محلات تجارية غير مدمرة أبوابها والمخبز الرئيسي بالمدينة أيضا، وباشرت عيادات صحية عملها ، فإن النازحين العائدين إلى المدينة يفتقدون إلى مياه شرب صالحة وإلى كهرباء. “نضخ المياه من آبار محلية، لكن الكمية لا تكفي”، ويضيف: “لدينا كميات قليلة جدا من الوقود”.
إدريس علي رحيم: “نحتاج إلى مساعدات عاجلة”
يشكو إدريس من تأخر وصول المساعدات الإنسانية ومواد البناء إلى كوباني. كما يلاحظ أن الجانب التركي لا يسمح بفتح الحدود، خشية من عبور مقاتلين من حزب العمال الكردستاني إلى الأراضي التركية.
من جهته يقول مصطفى، وهو مواطن آخر من كوباني ويرفض الإفصاح عن اسمه كاملاً لدويتشه فيله، إن الأتراك يسمحون بعبور الأشخاص من تركيا إلى كوباني ويمنعونهم من العودة إلى تركيا. “من يريد دخول تركيا عليه الاستعانة بعصابات التهريب مقابل 100 دولار”، حسب مصطفى.
تهديد “داعش” ما زال قائماً
إدريس، وحسب تصريحاته، استعان بالمهربين أيضاً للخروج من سوريا، وهو يسعى بمساندة من سياسيين أكراد آخرين زيادة الضغط على تركيا بهذا الخصوص، ويقول: “على الأسرة الدولية أن تفتح ممراً إنسانياً”. ويضيف بأن المقاتلين الأكراد في حاجة إلى سلاح. فحتى لو أنهم استولوا على أسلحة من “داعش”، فإنهم يحتاجون إلى قذائف مضادة للدبابات وقذائف الهاون. وحقاً ما زالت كوباني هدفا لمقاتلي “داعش!”
دعم من الخارج
لكن إدريس يعترف بأنه ليس هناك من خيار في المدينة عدا مواجهة كل أنواع المقاومة كي تبقى على قيد الحياة، ويضيف: “نحتاج إلى مساعدة من جميع الأطراف لإنقاذ حياة المواطنين وتزويدهم بالضروريات الأساسية”. وفي حديثه مع دويتشه فيله يقول مصطفى، إن أسعار المواد الغذائية الاساسية قد تضاعفت.
إدريس يشكو في العاصمة الألمانية برلين من سلبية المجتمع الدولي، وهو يخشى من أن تتحول كوباني، التي كانت قبل شهور قليلة رمزا للنضال ضد “داعش”، إلى مدينة منسية. بعد الحسم العسكري يبدو أن ” الجانب الإنساني ليس مهماً بالنسبة للدول الأجنبية”.