كل الدعم للمـقـاومـة الأوكرانية وكل السحق للفلسطينية
وكالة أنباء آسيا:
كل ما هو روسي أو متعلق بروسيا فرض عليه الحصار والعقوبات، وكأن الزمن لهذة الدولة ومواطنيها توقف مع بدء الحرب. إن الحرب على أوكرانيا التي أقدم عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،تسببت في حشد التعاطف من أغلب دول العالم، الذين أعلنوا عن رفضهم للحرب وويلاتها وخاصة مع ظهور مقاطع مصورة ومسجلة للدمار الذي لحق بالمواطنين على أثر هذه الحرب.
هذا ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي على فرض العديد من العقوبات على روسيا في محاولة لردع الرئيس الروسي عن الحرب.
لكن تلك العقوبات لم تتوقف عن الرئيس بوتين صاحب قرار الحرب، لكنه توالى ليلاحق رجال الأعمال، والألعاب الرياضية، والمنتجات الروسية، وحتى الفضاء الإلكتروني، وكل ما هو منتمي بشكل أو بأخر إلى روسيا.
تعاطف عظيم ربما لم يشهده العالم من قبل، فإنه يؤكد على أن الانسانية وحدها قادرة على تأليف القلوب وتوحيد المواقف بغض النظر عن اللون أو الدين أو الجنسية، لكن السؤال أين كانت تلك الانسانية وهذا التعاطف والقلوب المؤلفة من فلسطين وما يحدث فيها من جيش الاحتلال الصهيوني الذي صوت من ضمن 141 دولة للموافقة على قرار أممي يدين الحرب الروسية على أوكرانيا!!
إن نفس الكيان الذي وافق على إدانة حرب بوتين على أوكرانيا وشعبها، هو نفسه يرتكب كل يوم عدة جرائم متنوعة لا مثيل لها في حق الفلسطيني، على سبيل المثال محاولة التهجير القسري والاستيطان التي وقعت في حي الشيخ جراح، واستخدام فيها الكيان الصهيوني كل أعمال العنف، حتى حاصرهم الغضب الفلسطيني في كل مكان.
وبالرغم من الأعمال الاجرامية التي يرتكبها الإسرائيليون في حق الفلسطينيون ، إلا أن هنا الأمر مختلف فدول العالم المتعاطفة مع أوكرانيا والتي تعاقب روسيا على أفعالها ، هي نفسها من تقوم بمعاقبة الفلسطينيين على موقفها الدفاعي ضد الاحتلال وويلاته.
على سبيل المثال ما حدث مع حركة (BDS) حركة فلسطينية تطالب بمقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها، وهي حركة ذات امتداد عالمي تسعى لتحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
فإن هذه الحركة رغم سلميتها وأهدافها المشروعة، إلا إنها لوحقت وجرمت في عدد من الدول التي خي نفسها تقف الآن بكل ما أوتت من قوة لتدافع عن حق تقرير المصير لأوكرانيا ورفض العدوان الروسي عليها.
فثلما أقدمت الدول الغربية في ملاحقة رجال الأعمال الروسية، أقدمت تلك الدول على ملاحقة حركة مقاطعة إسرائيل في بلدانها؛ على سبيل المثال أقدمت ألمانيا على غلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، وصادرت يختاً فاخراً بقيمة 600 مليون دولار يملكه الملياردير الروسي، عليشر عثمانوف، في حوض لبناء السفن في هامبورغ. كما عزمت على اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا. في المقابل ألمانيا نفسها قامت بملاحقة حركة BDS المناهضة للاحتلال الإسرائيلي ، ففي مايو من عام 2019 قرر البرلمان الألماني حظر نشاط وفاعليات حركة مقاطعة إسرائيل BDS، باعتبارها معادية للسامية.
أما الولايات المتحدة الأمريكية التي تتزعم فرض العقوبات والحشد الدولي أمام روسيا، فقد نجحت في فرض عقوبات اقتصادية ضد روسيا مثل الخروج من نظام سويفت العالمي، فهي الحليف والمساند الأساسي لجيش الاحتلال في كل أفعاله الإجرامية من ناحية، ومن ناحية أخرى لاحقت كل ما له علاقة بحركة مقاطعة اسرائيل بالرغم من أن هذا يتنافى مع حرية الرأي والتعبير التي تدعي أمريكا دوماً الدفاع عنها.
ففي فبراير/شباط عام 2019 صدق مجلس الشيوخ الأمريكي،على قانون ضد حركة BDS، وفي إبريل/نيسان من نفس العام منعت الولايات المتحدة، الناشط الفلسطيني عمر البرغوثي في حركة مقاطعة إسرائيل «BDS»، من دخول أراضيها، إلى جانب هذا قامت عدد من الولايات المنفردة، أبرزها ولايات نيويورك، نيوجرسي، إلينويز، فلوريدا، وفرجينيا، بسن قوانين تجرّم حركة BDS وتعد التعامل معها خرقاً للقانون.
إلى جانب هذا أعلنت العديد من الشركات الأمريكية وقف خدماتها في روسيا مثل شركة “باي بال” الأمريكية المختصة في مجال خدمات الدفع الإلكتروني، و”مايكروسوفت” و”ايكيا” و”إتش أند إم” و”سيمنز”، الأمر الذي فشلت الحركة الفلسطينية في تحقيق مثله على مدار السنوات الماضية ورغم تعدد أعمال العنف تجاه الفلسطينيون من قبل جيش الاحتلال.
جدير بالذكر أن الفيسبوك أعلن مؤخرا تقييد الوصول إلى حسابات وسائل إعلام روسية مثل وكالة سبوتنيك وقناة روسيا اليوم ردا على الهجوم الروسي على أوكرانيا، هو نفسه ما قام بحظر التدوينات والصفحات الشخصية للمئات بسبب دعمهم للفلسطينيين ضد الهجمات الاسرائيلية.
أما بريطانيا التي أقدمت على تجميد أرصدة مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقيمة تتجاوز 19 مليار دولار. وشملت العقوبات تجميد أصول لرجلي الأعمال الروسيين أليشر أوسمانوف وإيجور شوفالوف، اللذين وصفتهما بأنهما مقربان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما صرّح نائب رئيس الوزراء البريطاني أن ممتلكات النخب الروسية يمكن أن تصادر وتسلم إلى اللاجئين الأوكرانيين. هي نفسها التي تسعى على قدم وساق إلى حظر حركة مقاطعة إسرائيل “BDS”، كما مررت تعديلًا يمنع صناديق التقاعد العامة من دعم المنتجات التي تسعى إلى “نزع الشرعية عن إسرائيل”.