كسب تحت سيطرة الجيش السوري
سادت حالة من الهيستيريا والجنون عند الإرهابيين في مختلف المناطق بعد تحرير يبرود وقلعة الحصن وتقدم الجيش العربي السوري في مختلف المناطق وتكبيد منظومة الإرهاب خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ما دفعهم لشن هجمات «جنونية» في ناحية كسب شمال اللاذقية وفي حلب إضافة إلى قصف الأحياء المدنية وسط دمشق بقذائف الهاون، الأمر الذي أدى إلى رد قوي من بواسل الجيش السوري الذين كبدوا مجدداً الإرهابيين خسائر كبيرة وردوا بالنار على كل من تجرأ ودنس الأرض السورية وعاث فساداً بها.
وتحدثت مصادر إعلامية تركية لـ«الوطن» أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أصيب شخصياً بحالة من الجنون السياسي بعد سقوط يبرود تحديداً إذ كان يعتقد أنها ستكون منيعة على قوات الجيش العربي السوري وخاصة أن خبراء أتراكاً وفرنسيين شاركوا مباشرة في بناء تحصيناتها التي سقطت خلال ساعات قليلة مع التقدم السريع للجيش في يبرود.
وقالت المصادر: إن أردوغان كان يراهن أيضاً على منطقة الحصن لكونها امتداداً للزارة ونقطة وصل بين شمال لبنان ووسط سورية، ولم يكن يتوقع هذا الانهيار السريع، ما دفعه للدخول مباشرة في الحرب على سورية والزج بالآلاف من الإرهابيين الشيشان والقوقاز والعرب إلى معركة «الأنفال» كما سميت انطلاقاً من أراضيه وبتغطية نارية تركية وكذلك في شمال حلب.
وأضافت المصادر: إن خطة أردوغان كانت تقضي فرض سيطرة سريعة على مدينة كسب والقرى المحيطة بها وعلى شمال حلب لخلق واقع جديد وتحصينه من الداخل التركي بعد الإخفاقات المتتالية في المناطق البعيدة عن الحدود التركية والمتصلة مع الحدود اللبنانية وانهارت واحدة تلو الأخرى.
وأوضحت المصادر أن حسابات أردوغان لم تنجح كما أراد لها إذ صمدت نقاط الدفاع السورية في كسب وكذلك شمال حلب وتمكن الجيش من إرسال تعزيزات بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني وكل من أراد الدفاع عن تراب سورية فكان الهجوم المضاد وإعادة السيطرة على عدة نقاط كان الإرهابيون سيطروا عليها لساعات، وقتل خلال المعركة العشرات من الإرهابيين وقاداتهم.
واعتبرت المصادر أن تدخل الحكومة الأخير ومساندتها المباشرة والعلنية للإرهاب في معارك كسب وحلب تثبت مجدداً تورط تركيا في دعم الإرهاب العالمي وانتهاكها للقرارات الأممية التي حظرت التعاون مع التنظيمات الإرهابية، كما تؤكد دون لبس ما جاء في تقرير أممي عن تهريب السلاح والمقاتلين من ليبيا إلى سورية من خلال تركيا وما قدمته من تسهيلات لهم ومراكز إيواء وتدريب.
وقالت المصادر: إن تصرفات أردوغان هي انتحار سياسي بامتياز عشية انتخابات بلدية في تركيا، وتعبر عن الجنون السياسي الذي أصاب رئيس حزب العدالة بعد سقوط يبرود والحصن وتورطه شخصياً في دعم الإرهاب ليس في سورية فحسب بل أيضاً في مصر واليمن وليبيا إلى جانب آل سعود وآل ثاني.
وميدانياً أكد مراسل «الوطن» في اللاذقية أن مدينة كسب باتت منذ ليل أول من أمس كاملة تحت سيطرة الجيش وأن المعارك تجري الآن على الشريط الحدودي مع تركيا وعند لواء اسكندرون المحتل لاستعادة البوابة الحدودية وفك الحصار عن عدد من المناطق والنقاط على الحدود.
وأضاف مراسل «الوطن» إن عدداً كبيراً من الأهالي من مختلف المحافظات والمقيمين في محافظة اللاذقية التحق بقوات الدفاع الوطني للدفاع عن كل شبر من الأراضي السورية، وإن عدداً كبيراً من الشبان وصل أيضاً من محافظة طرطوس للمشاركة في القتال، واستشهد خلال المواجهات قائد الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد وقالت المصادر: إن مسألة استرجاع البوابة الحدودية لن تستغرق طويلاً علماً أن الجيش التركي يوفر تغطية نارية كثيفة لتأمين دخول وانسحاب الإرهابيين وأقام مشافي ميدانية لمعالجة الجرحى.
وبعد ظهر الأمس ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إرهابيين فتحت تركيا نيرانها باتجاه طائرة حربية سورية كانت تحلق في المجال الجوي السوري وأصابتها إصابة مباشرة وتمكن الطيار من الهبوط بمظلته بأمان قرب شواطئ اللاذقية بعد أن ساعد القوات العسكرية في إحراز مزيد من التقدم على الأرض.
وطالبت دمشق على لسان مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين حكومة أردوغان «بوقف عدوانها ودعمها للإرهاب واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والامتناع عن توريط الجيش التركي في مغامرات لا طائل ولا مبرر لها ضد جارة لا تكن للشعب التركي إلا مشاعر الأخوة وحسن الجوار والرغبة في استمرار العلاقات الثنائية الطيبة التي تخدم البلدين والشعبين الجارين».
في الأثناء استشهد خمسة أشخاص وأصيب آخرون باعتداءات إرهابية بقذائف هاون في دمشق وحمص ودرعا.
إلى ذلك علمت «الوطن» من مصادر محسوبة على فصائل المعارضة المسلحة أن «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة وعدت مقاتليها في حلب بتزويدهم بأسلحة «نوعية» تعهدت الدول الداعمة لها وخصوصاً السعودية بتقديمها إليها في أقرب وقت ممكن لتغيير خارطة الصراع التي باتت محسومة لمصلحة الجيش.
المصدر: صحيفة الوطن السورية