كرامي يجمع التبّانة وجبل محسن: اردموا المتاريس
صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
عبد الكافي الصمد:
اللقاء التشاوري الأول الذي عقد أمس في منزل الوزير فيصل كرامي في طرابلس، وجمع فاعليات من منطقتي باب التبانة وجبل محسن بدعوة من جمعيات المجتمع المدني في المدينة، عُدّ حدثاً سياسياً غير مسبوق، كونه الأول الذي يجمع أشخاصاً من المنطقتين جلسوا جنباً إلى جنب، بعدما كان بعضهم حتى وقت قريب يطلق النار على الآخر، ويسقط في صفوفه قتلى وجرحى.
أكثر من 300 شخصية من المنطقتين ضاقت بهم القاعة الرئيسية في منزل كرامي في منطقة الضم والفرز، في لقاء كان له صداه الإيجابي على أكثر من مستوى، إلى حدّ أن الرئيس نبيه بري، الذي التقاه كرامي قبل يومين، قال له إن «ما تقوم به خطوة مهمة وشجاعة، وتأتي في ظل أجواء الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل التي أراحت البلد، ونحن ندعمها ونشجعها».
خطوة كرامي لقيت أيضاً تأييد قوى سياسية أخرى، كحزب الله والرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، علماً بأن الأخير، وفق كرامي، «أبدى كل استعداده لدعم اللقاء على كل الصعد».
وكشف كرامي لـ»الأخبار» أن «ممثلين عن جمعيات وهيئات من المجتمع المدني في طرابلس جاؤوني قبل مدّة وطلبوا مني أن أستضيف لقاءً موسعاً يجمع ممثلين عن جمعيات وفاعليات من المنطقتين وجوارهما، وأنهم يعتبرون أن بيت كرامي هو الوحيد الذي يمكن أن يجمعهم، ويرضون أن يلتقوا به، وأن لقاءً كهذا قد يشكل نقطة انطلاق يمكن البناء عليها من أجل عقد مصالحة بين أهالي المنطقتين، فكان طبيعياً أن أوافق».
وأوضح أنه بمجرد الإعلان عن عقد اللقاء، الذي «لم أكن الجهة الداعية إليه، تلقيت اتصالات عدة من أشخاص وفاعليات من المنطقتين وخارجهما تسألني المشاركة، فكان ردّي الترحيب بهم». وفي ردّه على ملاحظات وانتقادات وُجهت إلى اللقاء، سأل كرامي: «هل مثل هكذا لقاءات تفيد طرابلس أم تضرّها؟»، قبل أن يجيب: «الجميع يعرف أنها مفيدة وايجابية، إذ ليس سهلاً أن تجمع بين جيران من المنطقتين باعدت بينهم الخصومة»، مضيفاً: «أي جهة تسعى لأن تقوم بما قمت به أدعمها وأؤيدها مسبقاً، وخصوصاً أنني تلقيت ترحيباً واسعاً عن اللقاء الذي ترك انطباعات إيجابية».
يذكر أن أبرز الملاحظات جاءت من الحزب العربي الديموقراطي، الذي رأى مسؤوله الإعلامي عبد اللطيف صالح، أن «خطوة كرامي ناقصة لأنها استبعدتنا كحزب سياسي، ولأنها استبعدت أيضاً جمعيات وهيئات علوية من جبل محسن كان يفترض أن تدعى»، قبل أن يعتبر أن «عتبنا هو على قدر المحبة».
وكان كرامي قد أكد في كلمة بالمناسبة، أن «الحديث عن خلاف سني ــــ علوي عيب وحرام، والحروب بين باب التبانة وجبل محسن مفتعلة من خارج طرابلس ومن خارج لبنان، وهي حروب عار ارتضاها لنا آخرون».
ورأى أن «اللقاء ليس مصالحة سياسية، لأن المصالحة الجدّية يجب على الدولة أن ترعاها وتؤمّن لها الغطاء السياسي»، داعياً أهالي المنطقتين وجوارهما إلى «ردم المتاريس، وإعادة اللحمة بينهم فوق كل السياسة وكل الانتخابات وكل المحاور».
[ad_2]