كتاب:هل ما جرى ويجري في سورية (ثورة) أم (مؤامرة)؟ الحلقة الثانية
كتاب:هل ما جرى ويجري في سورية (ثورة) أم (مؤامرة)؟
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
من تأليف سعادة سفير الجمهورية العربية السورية في العاصمة الأردنية عمان اللواء الدكتور بهجت سليمان…
حصرياً على موقع إنباء الإخباري
الحلقة الثانية
– 1 –
معظم المتباكين على سفك الدم السوري ، هم (١) مشاركون في سفك الدم السوري، لا بل تشكل شلالات الدم السوري ، الهدف الأول الذي يسعون لاستباحته وهدره (٢) والاستثمارة المناسبة لهم، لكي ينتهوا من سورية ودورها ومقاومتها وممانعتها وعروبتها، إلى الأبد… لا بل (٣) يستمتعون وينتشون ، كلما ازدادت شلال الدم السوري، سيلانا ، لأن ذلك ، هو الكفيل بتحقيق أهدافهم الخبيثة… وكلما تمادوا في ذرف دموع التماسيح، كلما كانوا يضحكون في (عبّهم) ويصبّون الزيت على النار، لكي تزداد شبوبا واشتعالا، لأن لهم ثأرا تاريخيا مع سورية، التي نغّصت عليهم حياتهم المتحللة من أيّ مسؤولية وطنية أو قومية، ولأنهم يريدون التفرغ لتحقيق الأهداف الذاتية والشخصية فقط، وإلباس هذه الأهداف، ثوبا أخلاقيا مبدئياً إنسانياً، ولكن هذا الثوب سرعان ما ينهار أمام الواقع السوري، الذي عرّى هؤلاء ومشغليهم وأسياد مشغليهم.
-2-
لقد وصلت (السفالة) و (النذالة) و (الانحطاط) و (السقوط) بالكثير من فصائل المعارضات السورية، إلى درجة، لا تستنكر فيها تلك الجرائم الإرهابية الدموية التي يقوم بها القتلة الظلاميون التكفيريون الوهّابيون الإخونجيون…
لا بل تبررها لهم تلك المعارضات، عندما تحمّل الدولة، مسؤولية العنف.. أو عندما تفسّر هذه الجرائم الإرهابية الشنيعة، بأنها عملية ردّ فعل على عنف الدولة!!! والسبب هو الانتهازية اللامتناهية لدى هذه المعارضات، ظناً منها أنّ مثل هذه العمليات الإجرامية الفظيعة، تؤدي إلى إضعاف الدولة، التي سوف تضطر حينئذ إلى التنازل أمامها، وإعطائها ما ليس لها فيه حق.
ولكنّنا نعدهم ونعد أسيادهم، بأنّ الشعب السوري لن يتراجع أمام تلك العصابات الإجرامية وأسيادها، حتى لو دفع عشرات آلاف الشهداء فداء لوحدة الوطن والشعب.. ونعدهم أيضاً بأنّ مقبرة هؤلاء المجرمين الظلاميين التكفيريين وداعميهم، سوف تكون في بلاد الشام.
-3-
عندما نقول أنها (حرب كونية) على سورية يشارك فيها حلف الأطلسي والعثمانيون الجدد والأعراب والأذناب و(سفلة) العالم الاستعماري القديم والجديد في كل مكان.. يسخر البعض قائلين (أيّ مؤامرة؟) إنها (ثورة)… (ثورة) أيها المجرمون، تقتل الأبرياء والأطفال وطلاب المدارس والماريّن العابرين في الطرقات؟ ولا تكتفون بذلك (أيها السفلة) بل تتمادون وتتهمون الدولة بأنها تفجّر نفسها وتدمّر مقرّاتها الأمنية وتفجّر مواقعها العسكرية وتقتل مواطنيها.. ثم بعد ذلك، يوافقكم الرأي، مشغلوكم في (مهلكة آل سعود التلمودية الوهّابية) وصبيانهم، التي هي رأس البلاء في هذه الأمة، والتي صادرت المقدسات الإسلامية وثروات الجزيرة العربية، ووضعتها في خدمة الأمريكان والصهاينة، من أجل دعمهم في البقاء كابوساً على رأس أبناء الجزيرة العربية، وإبقائهم خارج العصر وخارج التاريخ، تحت لافتة (خدمة الحرمين الشريفين)!!!!!!!
فليهنأ الأمراء العبيد في (مهلكة آل سعود) بسيل الدماء السورية، التي وعد وزيرهم الهزّاز (سعود الصغير عبد الناتو) بسفكها، عندما قال دون خجل أو حياء: (إنّ تسليح المعارضة السورية، فكرة ممتازة) نعم، سفك دماء السوريين وقتل أبنائهم، فكرة ممتازة لكم يا عبيد الناتو في مهلكة (آل سعود)..
لكننا نعدكم بأنكم لن تهنؤوا طويلاً بذلك.
-4-
مضمون الصفقة (الأمريكية – الإخونجية) التي انعقدت بين رموز من مكتب الإرشاد العالمي للإخوان المسلمين، وبين (الاستبلشمنت) الأمريكية منذ عدة سنوات، كما يلي: (1) السلطة للإخوان المسلمين في دول المنطقة، والسلطان للأمريكان، بمعنى تسيير الأمور والتنفيذ للإخوان، أمّا القرار والتدبير فللأمريكان.. (2) من لا يستطيع أن يصالح إسرائيل، عليه أيضاً أن لا يعاديها.. (3) لا علاقة لكم بالنفط، حتى لو استلمتم السلطة في البلدان النفطية، بل أنتم نواطير له وعليه، كما هو الحال في المشيخات الحالية.. (4) العدوّ الجديد، ليس إسرائيل ولا الصهيونية، بل (الهلال أو المحور الشيعي: أي المحور المقاوم الممانع) والصراع الجديد ليس ( صراع عربي – صهيوني) بل (صراع عربي – فارسي) و (صراع سنّي – شيعي).. ومن لا يلتزم بهذه الشروط الأربعة، أو لا يبرهن عن قدرته على تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع العربي، تحت أيّ ظرف شعبي أو اجتماعي أو اقتصادي فلا يلومّن إلاّ نفسه، وسوف يدفع ثمن عجزه أو عدم قدرته على تنفيذها كاملاً.. ومن ينجح منكم في مهمته هذه، سوف يستمّر دعمه للبقاء في السلطة.. ومن يفشل، سوف يجري الاستغناء عنه.
-5-
من يعتقد أنّ (الدين) الوهّابي – التلمودي، ابتعد يوماً، عن خدمة المشروع الصهيو-أمريكي، يكون واهماً.. فالوهّابية، انوجدت أساساً، لتجهيل المسلمين، عبر إلهائهم عن القضايا الكبرى، وعبر إشغال أتباع الوهّابية المستمر، بطول اللحية، وحلق الشوارب، ونقاب المرأة، وفصلها عن الرجل، وإرضاع الكبير، ومجامعة الزوجة المتوفّاة، وعدم زيارة الأضرحة، والتبرّك ببول الرسول الكريم..ألخ، وانوجدت الوهّابية، ثانياً، لوضع المسلمين في خدمة المشروع الاستعماري، القديم والجديد.. وأمّا (الإخوان المسلمون) فليسوا مطلقاً أصحاب (مشروع إسلامي) مهما ادّعوا ذلك، بل هم أصحاب (مشروع سياسي – سلطوي – حزبي – مغرض – مرتهن للخارج) ولا تستطيع كلّ براقع الدنيا التي يتلّحفون بها، أن تخفي حقيقتهم المختبئة وراء تسمية مزيّفة ومزوّرة، وهؤلاء يريدون (الحكم) فقط، أولاً وثانياً وأخيراً، وبرنامجهم هو (تطبيق الشريعة) ولكن على هواهم، وبما يناسب بقاءهم في السلطة، حتى لو تخلّوا، ليس عن وطنهم فقط، بل عن الشريعة نفسها.. ويتضمّن برنامجهم، تكفير المسلم المختلف معهم – حتى لو صرّحوا بعكس ذلك – واعتماد (الذميّة) لغير المسلم، وإقامة الحدّ على هؤلاء، وفقاً لما تحدّده فتاوى رجال الدين (الموثوق بهم أطلسياً).. وهؤلاء جزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد، ولا يختلفون مع أصحابه، إلاّ بأقلّ القليل، ويسلكون نهجاً اقتصادياً رأسمالياً تابعاً ريعياً ربوياً خراجياً، ولذلك تراكضوا صوب (العم سام) بمجرّد أن أشار لهم بأصبعه، بعد أن كان قد ركلهم بعيداً، إثر سقوط المنظومة السوفيتية عام (1990).
-6-
(الوهّابيون) و (الإخونجيون) و (السلفيون السياسيون) وليس السلفيون التقليديون.. يشتركون بالمضمون، حتى لو اختلفوا بالشكل.. وهم جزء عضوي تابع للبرنامج السياسي الاقتصادي الأطلسي (الأمريكي- الأوربي) من حيث الحرص الشديد على اتفاقيات الإذعان مع إسرائيل – مع السماح بقول العكس، نظرياً – وعبر التربّع الدائم في الحضن المشيخي النفطي..الأمر الذي يؤدي إلى سلوك النهج النيوليبرالي الكولونيالي (اقتصادياً) وإلى النهج الشمولي (ثقافياً واجتماعياً) وإلى خلطة (شمولية – ليبرالية) (سياسياً) وبما يمهّد ويؤدّي إلى التفكيك الاجتماعي، و التفتيت الثقافي، وترسيخ الشقاقات الطائفية والاحتقانات المذهبية، واعتمادها بديلاً للتعددية السياسية الحقيقية ( وتمويه ذلك بتعددية سياسية شكلية) والقضاء على التنمية الاقتصادية المتوازنة، وعلى الديمقراطية الاجتماعية.
-7-
هناك (مسلمون) و (إسلاميون) و (متأسلمون).. المسلمون يؤمنون بالدين الإسلامي، قرآناً وحديثاً، ويمارسون إيمانهم، عبادةً وعملاً، ولا يسيّسون الدين…
أمّا (الإسلاميون) فهم نوعان: (أ- الإسلاميون المستقلّون) و (ب- الإسلاميون التابعون).. (المستقلّون) يجعلون من الدين الإسلامي، إيديولوجية، لتحقيق الأغراض النبيلة وجوهر الدين واستقلالية القرار، والأهداف الإنسانية الكبرى التي جاء من أجلها الدين الإسلامي.. وأمّا (التابعون) فيجعلون من الدين وسيلة وجسراً لتحقيق أطماعهم الشخصية ومكاسبهم الذاتية، ويعتمدون الشكل لا المضمون…
وأمّا (المتأسلمون) فيتجسدون بـ (الوهّابية) و (الإخونجية) بشكل أساسي، وهما اختراعان بريطانيان، الأولى منذ مئتين وخمسين عاماً – عندما كانت الشمس لا تغيب عن المستعمرات البريطانية – والثانية، منذ أقلّ من مئة عام.. بغرض توظيف الدين الإسلامي الحنيف، بما يناسب ويلائم ويحقق الأهداف الكبرى المنشودة، لأعداء العرب والمسلمين، وباسْم الإسلام، وبواسطة أتباع الإسلام أنفسهم، ودون الحاجة إلى استخدام قوى خارجية بشكل مباشر، إلاّ عند الضرورة.. وهؤلاء المتأسلمون اختطفوا الإسلام وتسلّطوا عليه، واخترعوا إسلاماً جديداً، لا علاقة له بالإسلام المحمدي، هو (الوهّابية) و (الإخوان المسلمين) ووصلوا إلى درجة (التألّه) عندما فوّضوا أنفسهم، بالحق الذي لا يتمتع به إلاّ الله عزّ وجلّ، وهو تحديد من هو مسلم ومن هو خارج عن الإسلام،وتكفير من يريدون، وفتح طريق الجنة لمن يريدون، عبر إصدار الفتاوى، غبّ الطلب، وعبر القيام بتصدير مفهوم (الخوارج) للإسلام، وعبر ضخّ مليارات الدولارات سنوياً، لتعميمه في العالم الإسلامي والوطن العربي.. والتلطي وراء تلك البدعة الوهّابية، التي هي أعدى أعداء الإسلام، على مرّ التاريخ، لا بل إنها أسوأ من الخوارج، لأنّ الخوارج ينطبق عليهم قول رابع الخلفاء الراشدين، عندما طلب منه أصحابه، تكفيرهم، بعد أن خرجوا عليه، فرفض تكفيرهم، وقال: (من طلب الحق، فأخطأه، ليس كمن طلب الباطل، فأصابه) واعتبر أنهم طلبوا الحق، ولكنهم أخطؤوا سبيل الوصول إليه.. أمّا الدين الوهّابي الجديد، فقد طلب أصحابه الباطل، وليس الحق، فأصابوه، وساروا في ركابه، وامتطوه وعممّوه.
-8-
أكثر ما يسيء للإسلام وللمسلمين جميعاً، هو اللهاث وراء طروحات عن وجود، أو ضرورة وجود ما يسمى (محور سنّي) مقابل (هلال شيعي) لأنه يعني العمل على إيجاد (محور خانع تابع للمنظمة الصهيو-أمريكية- أطلسية) مقابل (محور مقاوم ممانع لهيمنة تلك المنظومة) وعندما يحاولون تغطية وإخفاء حقيقة المحور الأول، بإطلاق اسم (السنّة) عليه، فإنهم يعملون لتهشيم وتحطيم سمعة (المسلمين السنّة) الذين لا يشكلّون طائفة ولا مذهباً، بل هم أمّة الإسلام.. عندما يعملون لجعل هذه الأمّة، تابعة للمحور الصهيو- أمريكي، بأعذار مختلقة ومفضوحة، عبر محاولات خبيثة مسمومة وملغومة، تسيء إلى الإسلام وتاريخه وحاضره ومستقبله، وتسيء إلى المسلمين، بأعلى درجات الإساءة.. ولكن الإساءة الأكبر في هذا النمط من التصنيف والطرح، هي بالدرجة الأولى لـ (المسلمين السنّة) عندما تجري محاولات مستميتة لوضعهم في غير مكانهم الطبيعي والصحيح.
-9-
عندما يتحدّث بعض (مثقفي الناتو) أو بعض مرتزقة المارينز الإعلامي، وبيادقه، ومساميره الصدئة.. عن أنّ تيّار (الإسلام السوري) وهو يقصد (الإخوان المسلمين السوريين) لا يشبه، في أهم ملامحه – حسب قوله – أمثاله في البلدان الأخرى.. فإنّ هذا القول صحيح، ولكن على عكس ما يقصده هذا البعض.. ذلك أنّ (الإخوان المسلمين السوريين) فصيل دموي بامتياز، أوغل في دماء السوريين، منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ووضع نفسه، منذ ذلك الوقت وحتى الآن، في خدمة جميع القوى اللاوطنية، والقوى الإقليمية والدولية، وفي خدمة جميع أعداء سورية، أينما وجدوا، مقابل احتضانه ودعمه.. ولم يكتف بذلك، بل قام (الإخوان) ويقومون الآن بعمليات قتل فردية وجماعية في سورية، والتمثيل بالجثث، والتفجير، والتلغيم، وإحراق كل مكان يستطيعون الوصول إليه وإحراقه في سورية، منذ أكثر من عام من الزمن وحتى الآن.. نعم، لا يشبهون أمثالهم في البلدان الأخرى، لأنّ أولئك لم يسمحوا لأنفسهم، بالانزلاق إلى هذا المستوى الشنيع من الدموية والإجرام تجاه الشعب والوطن، والانحطاط والانسحاق الذيلي، أمام أعداء الشعب والوطن والأمة.. وهل يكفي إصدار وثيقة إعلامية لتسجيل موقف مناقض تماماً، ليس لتاريخ هؤلاء فقط، بل لحاضرهم ولكل ما آمنوا ويؤمنون به على الصعيد السياسي.. نقول هل يكفي إصدار مثل هذه الوثيقة، بناءً على طلب أسيادهم في ( الناتو) حتى يُقال عنهم أنهم (غير شكل) عن الآخرين؟.
-10-
(هيئة التنسيق… يا هيئة التّنسيق؟!).. يبدو أنّ (هيئة التّنسيق – حسن عبد العظيم) تحتاج إلى القيام بالتّنسيق الفعّال، سواء في داخلها، أو مع الدّولة السّوريّة قبل أن تصبح بحاجة إلى تنسيق، لكي تتمكّن من لعب دور يُفترض بها أن تقوم به، وأن تتوقّف عن المراهنة على الخارج، وعن اللهاث وراء استرضاء مجلس استانبول… (هيئة تنسيق) على رأسها (منسّق عام) لها. (ناصري) مدعوم من أعدى أعداء جمال عبد النّاصر من مشيخات… ومحميّات الخليج.. و(نائب منسّق عام) ماركسي سابق، لكنّه لم يسمع بأنّ المنظومة الشيوعية انهارت، ويريد من سورية أن تنهج نهجاً اقتصادياً سوفيتياً، و(نائب منسّق عام) آخر، ماركسي سابق، صار من المبهورين بالليبراليّة الجديدة… و(مسؤول علاقات خارجيّة) ماركسي من رابطة العمل الشّيوعي، سابق أو حالي، (لا ندري)… ويتحدّث هؤلاء، وكأنّهم الممثّلون الوحيدون للشّعب السّوري، وكأنّ الشّعب السّوري انتخبهم، ليكونوا أوصياء عليه، وليس فقط ممثّلين له… وهؤلاء يريدون-فقط-!! تفكيك الدّولة (تحت عنوان تفكيك السّلطة) ويريدون تفتيت المجتمع، ومن ثمّ تسليمهم مقادير الأمور، من أجل إعادة صياغة الاثنين (الدّولة والمجتمع )… ويبدو أنّهم متأثّرون بـ(بريسترويكا) غورباتشوف، وهؤلاء- في حقيقة الأمر- تهافتوا على بيادق مجلس استانبول الملحق بالنّاتو وأذنابه، ولكنّ هذا المجلس المشبوه، رفض قبولهم كشركاء، ولم يقبلهم إلّا كأذناب ملحقين به (رغم ذيليته اللا متناهية)… بينما تعرض القيادة السّوريّة عليهم، أن يكونوا شركاء في تحمّل المسؤوليّة، وبما يزيد كثيراً عن حجمهم التّمثيلي المتواضع…. ورغم تضييعهم الفرص، فإنّ القيادة السّوريّة تأمل أن يعود هؤلاء إلى جادّة الصواب، ليتمكنوا من توسيع وتعميق مساحات وجودهم وفاعليتهم في المجتمع والسّلطة، لأنّ القيادة السّوريّة تريد التّعامل معهم، كمعارضة وطنيّة، طالما لم يلتحقوا ببيادق الخارج، ولكن إذا استمروا راكبين رؤوسهم، وطالما استمرّوا بالتّوهم، أنهم أصحاب الحلّ والربط في المجتمع والدّولة… فإنّ المجتمع والدّولة حينئذٍ لن ينتظروهم طويلاً، بل سوف يتابعون مسيرة الاستقرار والاستقلال والإصلاح والتّغيير إلى الأمام وبقوّة، مهما كان الثّمن.