كامب ديفيد الجديدة قمة الولاء والخضوع
رغم عدم مشاركة العدد الاكبر من الرؤساء في الخليج فيه من المحتمل ان تنعقد قمة كامب ديفيد في ظل مبادرة امنية جديدة يحملها جون كيري وزير الخارجية الامريكية كما عدتها بلاده لمنطقة الشرق الاوسط مع دول التعاون الخليجي وهي تشمل سلسلة من الالتزامات لينتج عنها تفاهم امني جديد يقودهما الى مستوى اعلى وتقوية ما اسماه المعارضة المعتدلة في سوريا ومن المتوقع ان يتم التباحث بشأن هذه المبادرة خلال القمة المقررة في كامب ديفيد .
تخبط عجيب وغريب تمر بها واشنطن لتحقيق وتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد والتي انبلجت بوادرها منذ نهاية التسعينات من القرن الماضي لانه يتطلب القيام بالعديد من الخطوات المهمة .
اهم هذه الخطوات هي تغيير الانظمة القائمة الغير موالية لها حالياً لانها تريد حكومات شرق اوسطية ليبرالية مضمونة الولاء وتبقى على اتصال مع الولايات المتحدة الامريكية . ولتحقيق هذه الاهداف يمكن قراءتها من خلال تصريحات مسؤوليها هو اغراق المنطقة بحروب تمتد لعقود من الزمن والقرارالاخير حول العراق والذي اصدرته لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الامريكي يحمل في ثناياه قراءات متشابكة ومعقدة والعملية التي طرحت في مجلس الشيوخ هي محاولة للبدء بالتقسيم في العراق و بداية المشوار وتعني اعداد سلسلة متواصلة من العلاقات السياسية والاقتصادية التي تؤدي الى التشظي والخراب والتقسيم ومنها تهيئة المناخات المناسبة لاشعال حرب كبيرة وطويلة في المنطقة بالتوافق مع بعض الدول الاقليمية المعروفة بولائها وخضوعها لواشنطن وفي اهم منطقة استراتيجية وجيوسياسية في العالم ومنها لينقل على شكل فايروس للاصطفافات ولتمتد وتتوسع لكل مكان في العالم . ان امريكا تسعى الى تقسيم المنطقة بخطة اصبحت معروفة المعالم وعلى شكل دويلات صغيرة متحاربة ناتجة عن تقويض المنطقة لكي تكون اسرائيل هي محور الشرق الاوسط والشرطية الدولية .
مثل هذه اللقاءات لن يثمر منها سوى رسم استراتيجيات انتقائية وسيناريوهات دموية في إطار الصراعات الإقتصادية والمنافسات السياسية ومحاولات مد النفوذ من أجل الحصول على الثروات والتاسيس لدول وحكومات ضعيفة عند الحاجة خاضعة لاجنداتها وتأمين ممرات لغرض فرض الارادات والسيطرة على الخيرات والمصالح وتشكيل لدول وحكومات التابعة والذيلية وتأمين منافذ وممرات لنهب الثروات وتقاسم امكانيات الشعوب المهظومة.
إن قمة واشنطن ستساعد الحلفاء الخليجيين على إقامة نظام دفاعي إقليمي للحماية من الصواريخ الإيرانية، ولطالما استخدم اكثر الرؤساء الأمريكيون عبارات التهديد ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستخدمين عبارة “كل الخيارات مطروحة على الطاولة”. العبارة الأخيرة هي رسالة تهديد مباشر بالحرب من قبل الأمريكيين لأن واشنطن استنفذت كافة السبل الأخرى مع إيران، سواءً عبر الحرب بالوكيلة او فرض سلسلة من العقوبات على إيران لم يسبق لها مثيل لم تهز شعرة واحدة من افراد مجتمعها وهم يعرفون ايران ومكانتها الاقليمية وثقلها السياسي والاجتماعي والحضاري والثقافي وجعلتهم اكثر ايماناً للاعتماد على انفسهم للوصول الى الاكتفاء الذاتي وتحسين اقتصادهم . تحت ذريعة مكافحة الارهاب والكل يعلم ان واشنطن وحلفائها ممن يدعون محاربة الإرهاب هم الذين اوجدوا هذه الافة ودعموها لتمرير ما يصبون اليه من اهداف مستغلين بقاء الاوضاع على ماعليها و في تصاعد وتيرة النزاعات الطائفية التي تخل بمبادئ الوحدة الاجتماعية بين ابناء شعوب المنطقة، لتؤدي الى انقسامات فئوية حادة داخل مجتمعاتهم.
اما اللقاءات الجديدة المحتملة والمتمثلة بكامب ديفيد والتي تبنى بتخويف وارعاب الدول الخليجية لغرض فتح ترسانات السلاح امام هذه الدول وقد يصحبها تعزيز الالتزامات الأمنية وصفقات سلاح جديدة والمزيد من التدريبات العسكرية المشتركة مقابل المليارات من الدولارات .وقالها كيري بكل صراحة في المؤتمر الصحفي الذي عقده في باريس قبل اللقاء التشاوري’والتي اشترك فيها وزراء خارجية كل من الكويت والبحرين وقطر والسعودية وعمان والامارات “ان هذا ليس طريقا من اتجاه واحد.. إنه طريق ذو اتجاهين.. يشمل مصالح مشتركة واحتياجات مشتركة ينبغي التعامل معه”.وأضاف “أنا واثق من أن وجهات النظر تلك سوف تتبلور من خلال اجتماع كامب ديفد في صورة ستعزز كثيرا قدرتنا وعلى تلبية احتياجات شعبنا واحتياجات كل من يريدون ذلك مستقبلا ”
إلا ان واشنطن تعيش وضعاً على اقل تقدير يمكن ان يقال عنه تخبط ولايعرفون ما يجب القيام به لان هناك قوة مختلفة تتصارع او تتنافس فيما بينها في المنطقة يجب ان يحسب لها الحساب وعلينا ان ننتظر ماسوف تخرج به قمة كامب ديفيد من نتائج .