كاريش وما بعد كاريش
صحيفة الوفاق الإيرانية-
حميد مهدوي راد:
بدأت في العام 2012 المباحثات غير المباشرة لتحديد الحدود البحرية بين لبنان وكيان تل أبيب، وذلك عبر وسيط امريكي مع الاخذ بالاعتبار اصرار هذا الكيان على اغتصاب جانب من ميدان قانا الغازي المعروف بالخط 23 البحري.
وقد استندت تل أبيب في هذا على تفوقها العسكري والدعم الامريكي، مضافا الى ذلك اتفاقيتها مع قبرص لرسم الحدود المائية لتحصل على ما تريد. وهذا الوضع وصل الى ذروتة في بداية سبتمبر 2022 عندما اعلن الكيان الصهيوني عن نيته باستخراج الغاز من حقل كاريش، مما جعل الطرفين في حالة استنفار عسكري.
ودخلت ضغوط المقاومة (اللبنانية) في وقت حساس وعندما كان لبنان يواجه اشد ازمة اقتصادية وسياسية في بضعة العقود المنصرمة.
من جهته فان كيان تل أبيب، الذي يعيش حالة الانسداد السياسي في تشكيل الكابينة، سعى لكي لا تتحول المسألة الى ازمة أخرى بالنسبة له.
لبنان الذي قبل صعود المقاومة وحرب تموز عام 2006، كان يعتبر في حالة ضعف عسكري ودفاعي امام الكيان الصهيوني، اصبح الآن بعد التغيير في منحى الكيان الصهيوني بوساطة أمريكا، يعيش حالة دولة قوية مقتدرة بفضل قوى المقاومة. كما أن السيد حسن نصرالله، الذي وعد سابقاً بالايتاء بالوقود من إيران، أضاف بهذا النصر مزيد من البريق لسيطرته. ويعلم الكيان الصهيوني حق العلم ان أي توتر مع حزب الله يمكن ان يشعل نار حرب أخرى ويواجه (الكيان) أزمة جديدة.
على هامش مؤتمر الوحدة الـ 36 في طهران، أجابني الشيخ حسان عبدالله عندما سألته عن كاريش، قائلاً:
” اولا بفضل المقاومة الاسلامية في لبنان والتهديد الذي اطلقته من انها لن تسمح للعدو الصهيوني بان يسحب من الغاز والنفط من كاريش ومن غير كاريش وكما قال سماحة سيد حسن نصرالله “الكاريش وما بعد كاريش” ، قرر العدو الصهيوني ان يخضع للارادة اللبنانية واليوم وقعت الصيغة النهائية للاتفاق. هذا الاتفاق لن يؤدي الى أي معاهدة صلح وليس هو اتفاق بين الدولة اللبنانية والكيان الصهيوني وانما هو اتفاق عبر الامم المتحدة ولانعترف بالكيان الصهيوني وانما نوقع لنيل حقنا في مياهنا الاقليمية لاستخراج نفطنا .واستطعنا ان نفرض على العدو الأمريكي والولايات المتحدة الأمريكية ، التي تمنع شركة توتال من استخراج الغاز ، ان تطلب من شركة توتال البدء بإستخراج الغاز وهذا الشيء جيد. “اسرائيل” غير قادرة على شن الحرب هي مضطرة للإذعان وقد اذعنت ،كما قال نيتانياهو بان “لابيد فرض علينا الهزيمة. هزمه نصرالله وفرض علينا هزيمة مخزية من خلال موافقته على الطرح اللبناني في تحديد الحدود مابيننا و بين فلسطين المحتلة.”