قيادي في الجهاد الإسلامي: رهانات الصهاينة على قتل إرادة الفلسطينيين فشلت
جدد القيادي البارز بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل، التأكيد على أن بركة وقداسة وخصوصية أرض فلسطين تحث أهلها على ضرورة العودة والتشبث بها، مشددًا على أن المقاومة ستظل الورقة الرابحة بيد شعبها لاسترداد هذا الحق المسلوب.
وقال المدلل في ندوةٍ تعبوية نظمتها حركة الجهاد الإسلامي، في مسجد الإسلام، الكائن بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة بالأمس: ” فلسطين من بحرها إلى نهرها هي ملك للمسلمين كافة، ولا يحق لأحد مهما كان وزنه أن يتنازل عن شبرٍ منها”.
وأضاف – في الندوة التي كانت تحت عنوان “بالوحدة عودتنا أقرب” -:” عندما غابت الأمة عن تاريخها وتراثها وعقيدتها تكالبت عليها الأمم، ونهشتها كما تنهش الفريسة الضعيفة”.
كما جدّد على أهمية الوحدة الفلسطينية كضرورة شرعية ووطنية، وعلى مركزية القضية الفلسطينية كبوصلة يجب أن يتّجه إليها المسلمون في شتى بقاع الأرض.
ولفت المدلل إلى أن المجاهدين في فلسطين استطاعوا أن يعيدوا المسجد الأقصى إلى قلوب الأمة، ولكن المؤامرة كانت أقوى منهم.
وتساءل باستغراب: أين ثروات الأمة اليوم ومقدراتها وأموالها ورجالها وعلماؤها مما يدور في القدس ومسجدها الأسير المبارك؟!.
وأشار إلى أن مليونير يهودي واحد يتبرع اليوم ببناء بيت لأسرة يهودية في مدينة القدس، فيما ملايين المسلمين يبخلون عن إهداء المسجد الأقصى الزيت، الذي أوصانا رسولنا الكريم بالصلاة فيه، وشدّ الرحال إليه، وعندما سُئل: فمنْ لم يسْتَطعْ أنْ يَتحمّلَ إِليهِ، قالَ: مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَأْتِيَهُ فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى إِلَيْهِ زَيْتًا كَانَ كَمَنْ قَدْ أَتَاهُ”.
وتحدّث القيادي بالجهاد عن ذكرى النكبة، التي لايزال الشعب الفلسطيني يعاني من ويلاتها وتبعاتها، مؤكدًا أن رهان قادة العدو الصهيوني على أن “الكبار يموتون والصغار ينسون”، فشل فشلًا ذريعًا.
وقال المدلل بهذا الإطار :” الكبار ماتوا بعد أن ورّثوا الصغار الهمّ والمسؤولية، فكانت انتفاضة الحجارة التي قهرت العدو، وكادت أن تنهي الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا، إلا أنهم لم يريدوا لهذا الشعب أن ينتصر، فصنعوا لنا “أوسلو” التي لم نجنِ منها إلا صفرًا كبيرًا، حتى أن الصفر أحسن حالًا من حالنا، كما تحدث مهندس الاتفاقية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في إحدى خطاباته بهذه المناسبة المشؤومة”.
واستطرد يقول :” صنعوا لنا اتفاقية أوسلو، التي منحت الاحتلال الشرعية على نحو 78% من فلسطين، وأبقت 22% للفلسطينيين، حيث عمل العدو الصهيوني طوال سنوات على سرقتها وتطويقها، ونهبها وممارسة أبشع أنواع العنصرية ضد أهلنا الصامدين في أراضي الـ 1948″.
وأعرب المدلل عن أسفه ومرارته لكون المشروع الوطني الفلسطيني اليوم لم يعد موحدًا بل أصابه الخدش والترهل منذ توقيع هذه الاتفاقية المشؤومة، وممارسة التنسيق الأمني، والتطبيع مع الاحتلال لقتل روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، الذي أشعل من جديد انتفاضة القدس للرد على العنجهية الصهيونية، التي استباحت كل محرم، وتجاوزت كل الخطوط.
ودعا إلى وجوب إسناد انتفاضة القدس التي يخوضها الشعب الفلسطيني اليوم ببسالة وإرادة، مبينًا أن دعوته هذه موجهة لكل فلسطيني، عربي، ومسلم، كون الشعب الفلسطيني يمثل الحاجز المنيع أمام المشروع الصهيوني، الذي يحاول التمدد والتغلغل إلى داخل المنطقة العربية.