قياديون في «حزب الله» لـ «الراي»: تدابير على الحدود من نتائجها قتْل 47 «تكفيرياً»
أُعلنت الحرب، وفُتحت أبواب المواجهة على مصراعيها بين «الجهاد العالمي» و«حزب الله»… لم يكن «إعلان الحرب» مفاجئاً بعد سلسلة العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة التي ضربت في الأشهر الاخيرة الضاحية الجنوبية لبيروت وأمكنة أخرى تُعتبر معقلاً لـ «حزب الله» وبيئته الحاضنة من المدنيين.
والأسئلة الأهمّ من الكلام عن «مقدمات» هذه المواجهة ومظاهرها ووقائعها، هي: في اي إتجاه ستذهب هذه الحرب، وماذا ينتظرها؟ وايّ مدى ستبلغه؟ وماذا عن مستقبلها؟
مصادر لصيقة بقيادة «حزب الله» أجابت «الراي» عن بعض جوانب هذه الأسئلة حين قالت ان «المعركة بين الجهاد العالمي وحزب الله مفتوحة منذ ان بدأت المواجهة مع شيعة العراق، واتخذت منحى طائفياً بعدما انحرف الجهاد العالمي عن قتال القوات الاميركية ليصيب امكنة التجمعات المدنية في أفراحهم وأحزانهم ومواقع عملهم، وحين اختلط القتل بين مقاومة الاحتلال والمذهبية، الى ان اتت حرب يوليو 2006 الاسرائيلية على لبنان لتبعد شبح الطائفية موقتاً عن المنطقة وعن لبنان، قبل ان يعود مجدداً كاسراً كل المحرمات في سورية».
واشارت المصادر الى ان «حزب الله لم يدخل المعركة في سورية في بدايتها بل اكتفى بالدفاع عن مراكز العبادة وعن اللبنانيين في القصير الذين تعرّضوا للقتل والتهجير من دون ان تتدخل الاجهزة الرسمية لفعل شيء ما»، موضحة انه «في تلك الفترة كانت الجنازات تأتي في شكل متواصل الى مناطق شمال لبنان بسبب مشاركة الشباب السلفي في الحرب في سورية. وكذلك كان لمسؤول حكومي لبناني الدور في إرسال الدعم العسكري للمعارضة السورية»، مضيفة ان «خطف اللبنانيين في أعزاز السورية كان أكبر دليل على عدم انغماسنا في تلك الفترة في الحرب وإلا لما عاد ابداً هؤلاء الى عائلاتهم سالمين».
وأقرّت المصادر القريبة من مركز القرار في الحزب بان «المعركة اليوم أصبحت مكشوفة، ومحاربتنا للجهاد العالمي في سورية لن تتوقف ابداً مهما اشتدت النتائج على بيئتنا في لبنان ومهما كثرت العمليات الانتحارية الجبانة التي ستزيدنا قوة وعزماً على ضرب هؤلاء اكثر في سورية، فهم أعلنوها حرباً ونحن سنتصدى لها بكل ما اوتينا من قوة»، كاشفة عن ان «حزب الله باشر تدابير مهمة ليلية ونهارية، ضد تسلل النصرة وداعش، مع مراقبة حدودية، وهو قتل منهم الكثير اثناء تسللهم منذ أيام الى لبنان»، مشيرة الى «سقوط اكثر من 47 قتيلاً من عناصرهم (الجهاد العالمي) في كمين واحد، اضافة الى سقوط الكثير منهم في مناطق عدة في سورية»، متوعدة بـ «مطاردتهم داخل لبنان وفي اي مكان لجأوا اليه حتى يقلعوا عن ضرب المدنيين ونشر ثقافة القتل في الأماكن الآمنة».
وتحدثت هذه المصادر عن ان «البيئة الحاضنة في المناطق الشيعية تعتبر المعركة مع الفئة التكفيرية الباغية أكثر قدسية من اي معركة او حرب اخرى، وان قتال هؤلاء يزيدنا اصراراً في معركتنا ضدهم في سورية ولبنان حتى يكفوا عنا، وهذا ما يدركه اهلنا في لبنان وهم لا يترددون في إرسال أبنائهم الى ارض المعركة للقضاء على هؤلاء، فالمعركة عقائدية ووجودية، لا نريد إلغاءهم ولكن لن نبقي على احد منهم اذا استمروا بضربنا».
ولفتت المصادر عيْنها الى ان «حزب الله لم يتعرض حتى الآن لمصادر تمويل هذه الجماعات، الا ان المقاومة ضد الفئة الباغية تعني ايضاً ضرب أسيادهم ومناصريهم ومصدر تمويلهم المادي وحضنهم، وهو الامر الذي لم يفعله الحزب حتى الآن، إلا ان حسابات البارحة تختلف عن حسابات الغد. والسياسات والتدابير وردات الفعل تبقى رهناً بالتطورات ومدى مستوى الشر الذي تريد هذه الفئة التفكيرية بلوغه، ومهما يكن الامر فإننا لن نتفرج عليهم اينما كانوا».