قلق صهيوني.. البحر يدخل في المعادلة
موقع قناة المنار-
علي علاء الدين:
الإعلان عن تعرض ناقلة نفط تدعى “باسيفيك زيركون”، وتحمل علم ليبيريا، ويعود جزء من ملكيتها لرجل الأعمال الصهيوني، عيدان عوفر، إلى هجوم عبر طائرة مُسيَّرة، مساء الثلاثاء، في خليج عُمان، قوبل بصمت رسمي من المستويين السياسي والأمني، مقابل تسريبات لمصادر أمنية اتهمت إيران بالهجوم، من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي سارعت بدورها إلى اتهام إيران باستهداف ناقلة النفط، وأطلق المُعلّقون فيها العنان لتعليقاتهم حول دوافع الهجوم وأهدافه، فرأوا أنّه قد يكون رداً على الهجمات الإسرائيلية ضدّ أهداف إيرانية في سوريا.
التقديرات الامنية الصهيونية
رغم النفي الايراني وعدم وجود أي دليل على ضلوعها في عملية استهداف ناقلة النفط الا أن جهات امنية صهيونية استمرت في اتهام ايران بأنها نفذت الهجوم، وقال معلقون صهاينة إنّ المؤسّسة الأمنية والعسكرية الصهيونية وصفت الهجوم في الخليج بأنّه خطأ إستراتيجي من إيران، ستتمّ محاولة تزخيمه ضدّ النظام الإيراني، على خلفية افتتاح الحدث الأكثر تغطية في العالم– مونديال قطر، كما قال مسؤولون أمنيون صهاينة إنّ الطائرات التي هاجمت ناقلة النفط هي من النوع الذي زوّد به الإيرانيون الروس.
أمّا حول سبب الهجوم، فتحدّثوا في المؤسّسة الأمنية والعسكرية الصهيونية عن إحتمالات عدّة:
• جزء من حرب الظلال، الحرب البحرية بين الكيان الصهيوني وإيران.
• إنتقام على هجوم منسوب للكيان الأسبوع الماضي على الحدود العراقية – السورية.
• محاولة لردع الإسرائيليين من حضور مونديال قطر.
اعلاميا كان الاهتمام واضحا من وسائل الاعلام الصهيونية، فقد سلَّطت مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية الأنظار على حادثة استهداف ناقلة نفط في خليج عُمان، متحدثة عن مسؤولية إيران عن الهجوم على الناقلة “باسيفيك زيركون”، بواسطة طائرة مسيَّرة انتحارية، وبحسب قناة “كان” فإنَّ الهجوم على السفينة في خليج عمان هو جزء من الصراع والمعركة بين “إسرائيل” وإيران، الأمر الذي أشارت إليه أيضاً القناة 13، التي قالت إن الهجوم من الممكن أن يكون رداً على الهجمات المتكررة لسلاح الجو (الإسرائيلي) في سوريا. وفي هذا السياق، لفتت القناة 12 إلى أنه “ربما هناك أحد يرسل إشارة الآن ويحاول خلق معادلة جديدة تهاجمون في البر، ونحن لا نترك ردنا لليابسة فقط، ويمكن أن نضرب أيضاً في البحر”.
وفي معرض القراءات التي قدمتها وسائل الاعلام الصهيونية للهجوم والتي تتماثل إلى حدٍّ كبير مع الدوافع التي تحدّثت عنها المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية، وهي:
• رداً على الهجوم المنسوب لسلاح الجو الصهيوني ضدّ صهاريج نفط على الحدود السورية – العراقية.
• استمراراً للجهود الإيرانية للإنتقام من سلسلة عمليات منسوبة للكيان الصهيوني على أراضيها، في محاولة لإنتاج ميزان ردع يثنيها عن عمليات مشابهة في المستقبل.
• حرف أنظار الرأي العام عن الأجواء الموجودة حالياً في إيران.
نقطة إضافية تحدّث عنها مُعلّقون صهاينة هي دعوة الكيان للإستفادة من الهجوم وتحويله إلى معركة دبلوماسية – إعلامية ضدّ إيران، وتسليط الضوء على تزويدها الروس بطائرات مسيَّرة تُستخدم في أوكرانيا، وعلى جهودها للتشويش على مونديال قطر. ولفت مُعلّقون إلى أنّ إسرائيل ستسعى الآن إلى إسهام المجتمع الدولي، وخصوصاً الأميركيين، في خطوات مبادرة أكثر هجومية تجاه الإيرانيين.
كما حذّر مُعلّقون من أنّ “مزاج إيران الصِدامي” يجب أن يُقلِق الكيان المؤقت كثيراً، ولفتوا إلى أنّ هذا المزاج يستند إلى ضعف أميركي يظهر في حماسة واشنطن للعودة إلى الإتفاق النووي؛ وإلى محور تنسجه إيران مع روسيا والصين، ويضعها في موقف أقوى من الماضي. إذ لأوّل مرّة تجد إيران نفسها ليس في موقف إرتهان أمام موسكو، بل تدير مصالح مشتركة.
في الخلاصة ورغم عدم وجود أي دليل على تورط ايراني في استهداف ناقلة النفط، الا ان الكيان الصهيوني يستمر في محاولاته لزج اسم ايران من اجل محاولة الضغط عبر المحافل الدولية لزيادة الحصار وتضييق الخناق عليها، وفي المقلب الاخر فان الهاجس الصهيوني المستمر والخوف المستمر من قوة ايران المتعاظمة على المستوى العسكري وعلى مستوى الحضور القوي في التحالف مع روسيا والصين يجعل الكيان يرفع الصوت ويتهم ايران عند أي حدث امني او عسكري.