قلق اسرائيلي: الاتفاق خطأ تاريخي
توتر وقلق يسودان الأوساط الرسمية من الاتفاق بين ايران والدول الكبرى، فبينما اعتبر رئيس حكومة العدو الذي سيعقد اجتماعاً لحكومته حول المستجدات في فيينا أن هذا الاتفاق “خطأ تاريخي” ، مضى رئيس حزب “اسرائيل بيتنا ” أفيغدور ليبرمان إلى أكثر من ذلك بالقول “إنه يوم أسود للعالم الحر”، ولفت تصريح رئيس حزب”هناك مستقبل” يائير لبيد الذي اعتبر أنه “لا توجد موالاة ومعارضة في إسرائيل في مواجهة هذا الإتفاق”.
وعقب نتنياهو على توقيع الاتفاق مؤكدا ان “الاتفاق سيئ وله أبعاد تاريخية”، متعهدا بأنه “سيعمل كل ما بوسعه لكبح مطامح ايران النووية”.
وقال في مستهل لقائه مع وزير الخارجية الهولندي في القدس قبل ظهر الثلاثاء ” ان ايران ستتلقى بفضل هذا الاتفاق الالاف من مليارات الدولارات التي ستمكنها من مواصلة عدوانها وارهابها في المنطقة والمعمورة جمعاء”.
وذهبت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أكثر من ذلك بقولها إن “اتفاق ايران النووي استسلام تاريخي للغرب أمام قوى الشر بقيادة طهران”.بدوره، رأى رئيس حزب اسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان إن “الإتفاقات التي تتجاهل تجارب الماضي- تهدد المستقبل”.وأضاف هذا الاتفاق سيذكر في التاريخ في نفس السطور مع اتفاق ميونيخ والإتفاق مع كوريا الشمالية. انه يوم أسود للعالم الحر”. بينما قال وزير “الإستعاب والقدس” في حكومة العدو ، زئيف الكين: إن ” زعماء العالم الغربي يكررّون الخطأ التاريخي المتمثل في الضعف والتنازل أمام الارهاب، الذي يهرول نحو الأفق النووي. اتفاق فيينا اليوم يذكرنا باتفاق ميونيخ، لكن دولة إسرائيل لن توافق على أن تكون تشيكوسلوفاكيا”.
ونقلت صحيفة معاريف عن مصدر رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي قوله “إن الرؤية الايرانية هي التوصل الى القدرة النووية، والحاجة الآن هي لتحضير أجوبة موجودة على الطاولة وهذه وظيفتنا تحضير الأجوبة.
وأضاف “على الجيش أن يكون مستعداً لكل سيناريو، بما فيه السيناريو الهجومي”.
المصدر أضاف أنه بعد نشر تفاصيل الإتفاق، ستجري المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تقييماً أمنياً للوضع تشارك فيه كل أذرع الاستخبارات، وقد عُيّن نائب رئيس هيئة الأركان العامة يائير غولان لتنسيق تقييم الوضع.
وأشار، إلى أنه “اذا حصل اتفاق فإن ذلك سيكون تطوراً لا يمكن تجاهله وسنطلب مناقشته في العمق، وقد بدأ قبل شهر من الآن طاقم برئاسة ضباط رفيعي المستوى من هيئة الأركان العامة في مناقشة الموضوع”.
وأضاف المصدر عينه، “هناك دول في الشرق الأوسط قلقة من هذا الإتفاق، دول عربية تدرك أن ايران آخذة بالتحوّل إلى دولة على عتبة النووي، ولذلك فإن مسألة النووي في الشرق الأوسط مطروحة على الطاولة أيضا من ناحيتها”. وكانت مصادر سياسية إسرائيلية لموقع يديعوت أحرونوت أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرى في الكونغرس “الحاجز الأخير للإتفاق السيء”.فلسطينياً، قال رئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية صائب عريقات “إننا نأمل أن يكون الإتفاق النووي فاتحة أمن واستقرار في الشرق الأوسط”.واضاف عريقات “يمكن لهذا الاتفاق أن يكون ممهدا لجعل المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل ، بما في ذلك السلاح النووي الاسرائيلي والزام اسرائيل الانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدودها وعاصمتها القدس الشريف”.
وفي السياق، أشار الدكتور احمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي في حديث للميادين إلى “إننا ننظر بايجابية للإتفاق ونطالب بنزع اسلحة الدمار الشامل من كل دول المنطقة وخاصة اسرائيل التي لم توقع حتى الآن على اتفاقية نزع الأسلحة النووية”.