قطر تقلق من تداعيات دعمها للمتطرفين في سوريا
قالت مصادر إنّ دوائر مخابراتية وأمنية قطرية تبذل جهودا للحدّ من تأثيرات التورّط القطري في دعم مجموعات متطرفة في سوريا وغيرها، ومنع ارتداد ذلك الدعم على الوضع الأمني في البلاد، بعد أن بدا أن شرائح واسعة من الشباب القطري تتأثر بالدعاية لصالح الجماعات المتشددة وتحاول الالتحاق بها في ساحات القتال.
وأكدت ذات المصادر أن جهات سياسية قطرية، عبّرت عن قلقها الشديد من حدوث نزيف في صفوف الشباب خصوصا في ظل محدودية عدد المواطنين في الدولة.
وكان نَشْرُ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، صور وأسماء مواطنين قطرين وآخرين عرب كانوا مقيمين في الدوحة، وقال إنّهم قتلوا أثناء القتال معه في سوريا، قد لفت نظر المراقبين إلى حجم التورّط القطري في دفع الثورة السورية نحو التطرّف، الأمر الذي مثّل دعاية مضادة لها أمام المجتمع الدولي، وذلك في التقاء مريب مع أهداف النظام السوري في تشويه صورة الثورة، ما دفع قادتها المعتدلين، على غرار رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا يبذلون جهودا مضاعفة لإقناع المجتمع الدولي وقوى عالمية على رأسها الولايات المتحدة ببراءة الثورة من التطرف، وعملها على تأسيس دولة مدنية معتدلة.
وحسب مراقبين، فإن هذا الكشف واحد من سلسلة أطول من الوقائع، تبين أن التورط القطري إلى جانب المتطرفين في سوريا، والذي يتجاوز الدعم المالي والإعلامي، إلى التورط الميداني في تأزيم وضع الثوار السوريين، وتشويه صورة الثورة عبر تشجيع اختراقها من قبل أكثر المجموعات والعناصر تطرّفا، على غرار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وذلك في التقاء مع أهداف نظام دمشق الساعي عبر التمكين للعناصر المتطرفة، ما يفسر التقدم على الأرض الذي تحرزه تلك العناصر على حساب الشقّ المعتدل في الثورة السورية.
وأكّدت مصادر مطلّعة على الوضع الميداني في سوريا، أن قطر ساهمت بفاعلية في تمرير الاتفاق الأخير الذي تمّ بموجبه إجلاء المقاتلين من مدينة حمص، وذلك لتسهيل خروج ضباط مخابرات قطريين كانوا ضمن المحاصرين بالمدينة التي دخلوها لمساعدة عناصر متطرفة على السيطرة عليها.
وقالت ذات المصادر إنّ الاتفاق تم أساسا بالاستناد إلى صفقة سرية بين النظام السوري وإيران من جهة، وقطر من جهة مقابلة وذلك لإطلاق سراح أسرى إيرانيين محتجزين لدى مقاتلي المعارضة مقابل تسهيل خروج ضباط المخابرات القطريين من المدينة المحاصرة.
وكان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، نشر في الأيام الماضية صور وأسماء ثمانية قطريين، وأسماء 5 عرب كانوا مقيمين في الدوحة قتلوا جميعا أثناء قتالهم إلى جانبه في سوريا.
وأورد التنظيم في تسجيل صوتي نشر على «منتدى حنين الجهادي» بعنوان «شهداء من قطر»، صور وأسماء 8 قطريين قتلوا، وهم عبد الله بن عبد المحسن آل بصيص المكنى بأبي الزبير، ومحسن بن حزام المري المكنى بأني الدرداء، ومطلق الهاجري المكنى بأبي عمر، وحمد مقلد المريخي المكنى بأبي عبيدة، وعلي عايد الأحبابي المكنى بأبي طالب، وعلي سالم المري المكنى بأبي محجن، وعمر الهزاع المكنى بأبي حمزة، وصالح الكلدي.
كما نشر «داعش» أسماء 5 مواطنين عرب قتلوا، مشيرا إلى أنهم «تركوا العيش في قطر وهاجروا في سبيل الله»، وهم أبو البراء المصري (داعية وإمام مسجد في قطر)، وأبو قلب التونسي، وأبو عوف المصري، وأبو البراء التونسي، وأبو عبد الله الشامي.
وتعليقا على ذلك استبعد متابعون للشأن القطري، أن يكون التحاق هؤلاء بداعش من دون علم المخابرات القطرية نظرا للرقابة الأمنية الشديدة التي تفرضها قطر على مواطنيها وتنقلاتهم خارج البلاد، فضلا عن الوافدين إليها من بلدان أخرى.
لكنّ هؤلاء أكّدوا أن الدوحة بصدد البحث عن مخرج من التورّط إلى جانب المتطرفين، في ظل انكشاف الأمر، من ناحية، ما يضاعف حرج الدوحة المتهمة من قبل دول خليجية بالعمل ضد استقرار المنطقة، وفي ظل مخاوف من أن يكون لدعم المتطرفين من ناحية أخرى تبعات أمنية داخل الساحة القطرية.
وكالة شتات نيوز