قضية قطع العلاقات السعودية – الإيرانية تتفاعل دولياً
دعا مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف إلى اعتماد الحوار واتخاذ إجراءات لتخفيف التوتر في المنطقة في أعقاب الأزمة الإيرانية السعودية. المجلس دان في بيان له ما تعرضت له الممثليتان الدبلوماسيتان السعوديتان في إيران. من جهته قال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، إن الازمة بين الرياض وطهران لن تؤثر في جهود السلام بشأن سوريا واليمن. وأضاف على هامش مشاورات مجلس الامن إن بلاده ستشارك في المحادثات المقررة بشأن سوريا في جنيف. وقال المعلمي “من جانبنا سنواصل العمل بأقصى الجهد لدعم مساعي السلام في سوريا واليمن. سنحضر محادثات سوريا القادمة ولن نقاطعها بسبب ايران”. وأكد السفير السعودي إن بلاده ستعيد العلاقات مع إيران “حين تكف عن التدخل في الشوؤن الداخلية لدول أخرى”. موقف السفير السعودي جاء فيما أوفد الأمين العام للأمم المتحدة المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا إلى الرياض وبعدها الى طهران، لتقريب وجهات النظر بين البلدين. كما أجرى اتصالات مع وزيريْ خارجيتي البلدين بهدف تخفيف التوتر بينهما. وكانت الولايات المتحدة قد أعربت عن قلقها من التوتر بين السعودية وإيران. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست إن واشنطن حذرت السعوديين في الآونة الأخيرة من عمليات الإعدام، وأشار الى أنها تكرر قلقها على وضع حقوق الإنسان في السعودية. من جهته أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إلى أن زيادة التوتر في المنطقة لن تكون مفيدة لتحريك عملية السلام إلى الأمام في سوريا. كما استبعدت الخارجية الأميركية أي دور يمكن أن تقوم به واشنطن للتوسط بين السعودية وإيران. تركياً، قال المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش إن بلاده لا يمكنها تأييد تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخ نمر النمر في السعودية. وأضاف المسؤول التركي إن بلاده تعارض هذه العقوبة وخاصة إذا كانت لدوافع سياسية. كورتولموش قال إن صداقة تربط بلاده بالسعودية وإيران، وهي لا تريد لهما الاقتتال لأن هذا هو آخر شيء تحتاج إليه المنطقة. موقفا واشنطن وأنقرة جاءا بعد إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده ستقطع العلاقات التجارية مع إيران بعد قطعها العلاقات الدبلوماسية، وفيما أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي وقْف جميع الرحْلات الجوية منْ إيران وإليها، قال الجبير إن الحجاج الإيرانيين لا يزالون محل ترحيب. وانسجاماً مع موقف الرياض أعلنت الخارجية السودانية قطع علاقاتها الدبلوماسية فوراً مع إيران، فيما أعلنت الإمارات العربية المتحدة خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران. بدورها البحرين قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وطلبت من جميع أعضاء البعثة الإيرانية في المنامة مغادرة المملكة خلال 48 ساعة، كما قررت إغلاق بعثتها الدبلوماسية في طهران وسحب جميع أعضائها. وبناء على طلب الرياض يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً الأحد المقبل في القاهرة. نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي قال إن المجتمعين سيدينون التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية الداخلية. أما روسيا فقد دعت خارجيتها طهران والرياض إلى ضبط النفس عارضة بذْل المساعي اللازمة للحل، وقابل هذا الموقف عرض للحكومة الفرنسية بالاستعداد للتوسط بين الطرفين لتسوية هذه الأزمة الدبلوماسية.