قسد وأصحاب الرايات السود عودة السيناريو المرعب والأهالي خائفون
وكالة أنباء آسيا-
عمر قدور:
تتصاعد الأحداث في مناطق سيطرة قسد، بعد قيام تنظيم داعش الإرهابي بالهجوم على سجن غويران، وهروب آلاف منه وفق ما قالته مصادر خاصة لأنباء آسيا، فيما تقع أحداث أمنية أخرى بالتزامن مع عودة داعش في تلك المناطق، وتتمثل بغليان وغضب داخل العشائر العربية بسبب جرمة ارتكبها عناصر من قسد بحق بعض الشبان، مما ينذر بمشاهد أكثر سخونةً في الأيام القادمة، فهل هي حرب استنزاف لقسد، أم أن عودة داعش ذريعة ستخدم التنظيم الكردي؟.
الاشتباكات تتوسع والمشهد يزداد سخونةً
لا يزال الجدل قائماً والأنباء تتوالى بعد قيام عناصر تنظيم داعش الإرهابي بالهجوم على سجن غويران في مدينة الحسكة، وسك استمرار المعارك حتى اللحظة، وتمددها لتشمل حواجز قسد في ريف دير الزور من قبل عناصر التنظيم.
وبين متخوف من عودة داعش، وآخرين يرون فيما جرى مسرحيةً لخلق ذرائع للتنظيم الكردي، تتجه الأمور إلى التصعيد الأكبر استناداً إلى معلومات خاصة لآسيا نيوز أفادت بهروب أكثر من 1400 عنصر من تنظيم داعش، وسط أخبار تبثها وسائل إعلام قسد عن تمكنها من السيطرة على الموقف والقبض على الكثير من الهاربين.
ففي دير الزور أكد مراسل آسيا نيوز في الشمال قيام عناصر من تنظيم داعش بشن هجوم مسلح بالأسلحة الرشاشة على حواجز عسكرية تابعة لقسد” في معيجل و الأشيطح بريف دير الزور الشمالي، وسط معلومات عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف قسد.
إضافة لوقوع هجمة ثانية قرب حدود العراق من جهة الانبار، حيث هاجم تنظيم داعش الإرهابي سجن مقر الأكاديمية العسكرية التابع لقوات قسد بطريق حقل كونيكو .
مصدر مقرب مما يُسمى بالجيش الوطني المدعوم من تركيا علق على تلك الأحداث قائلاً لآسيا نيوز: إن ما يحدث حالياً في الحسكة وما قد يحدث فيدير الزور، هدفه إحداث تغيير ديمغرافي وتهجير ما أمكن من المكون العربي، ويضيف: لقد قام عناصر قسد بسرقة منازل سكان حي غويران الذين نزحوا جميعاً بعد الاشتباكات الحاصلة هناك، وبعد قيام قوات من قسد بمداهمة منازل سكان الحي و توجيه الشتائم وتهم العمالة لهم.
ويختم المصدر بالقول: هناك مخاوف من أن يتكرر السيناريو في بعض بلدات دير الزور، إذ ان هجوم فلول داعش على حواجز لقسد هناك، سيدفع عناصر التنظيم الكردي لشن حملة مداهمات بحق الأهالي، حيث يتذرع قسد بأن أي هجوم يستهدفهم من أي قرية هو دليل على أن سكانها يشكلون بيئة حاضنة لأعداء التنظيم الكردي وفق رأيهم.
إلى ذلك تم إطلاق قنابل ضوئية من القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي باتجاه القرى والمدن القريبة من القاعدة بريف دير الزور الشرقي، كإجراء احترازي من أي عمليات تسلل لاستهداف القاعدة تتزامن مع اشتباكات الحسكة، مصدر متابع لمجريات الأحداث الأمنية هناك اعتبر بأن هذا الإجراء الأمريكي يدل على مخاوف من وجود نشاط لداعش ضدهم في دير الزور، حيث قد يقدم عناصر التنظيم الإرهابي على تخفيف الضغط عن زملائهم في الحسكة باستهداف القاعدة الأمريكية، وبالتالي تشتيت سلاح الجو الأمريكي الذي يساند قسد في معاركها بغويران، حيث قام طيران التحالف المروحي بالتحليق على علو منخفض واستهدف بالرشاشات محيط سجن الصناعة.
وفي سياق متصل أكدت المعلومات الواردة من مصادر محلية في الحي المذكور لآسيا نيوز بأن تنظيم نفذت إعدامات ميدانية على باب المعهد العالي للمراقبين الفنيين بالحسكة والمقابل لفرع شركة سادكوب، وسط أنباء غير مؤكدة بأن من بين الذين تم إعدامهم شبان من الحي لا علاقة لهم بتنظيم داعش.
العشائر تتوعد قسد بالقادم
بعد قيام عناصر من تنظيم داعش بمداهمة منزل الشاب أحمد حسن المصطو الغنايمي البالغ من العمر 18 عاماً في قرية مدنة بريف منبج، حيث أقدم العناصر على إطلاق النار على جسده عند خروجه إليهم لمعرفة ما يريدون، فتم قتله أمام والديه، ثم اعتقلوا شقيقه مصعب بعد إصابته بطلق ناري، وأخذوا معه جثة شقيقه أحمد.
قامت عشائر منبج بإعطاء مهلة لتنظيم قسد لإعادة جثة أحمد إلى ذويه من أجل دفنها، والإفراج عن شقيقه مصعب، وأكد بيان صدر عمن يسمون أنفسهم بتجمع أحرار عشائر منبج بأن التنظيم الكردي سيكون على موعد مع سيناريو مزلزل.
حول ذلك قالت مصادر خاصة في منبج بأن هناك حالة غليان بين الأهالي، إذ يتخوف الناس من أن تصبح المداهمات وقتل الشبان أمام ذويهم عادةً لدى قسد، في حال سكت أهل المنطقة عليها، وتضيف المصادر لآسيا نيوز بأن وجهاء العشائر في منبج عقدوا اجتماعاً بعد ساعة من حادثة المداهمة تلك، ثم تلاها إعلان الوجهاء التعبئة العامة لشبان العشائر.
أما المصادر الشعبية في قرية مدنة فقد أكدت لمراسل آسيا نيوز في الشمال السوري بأن وجهاء العشائر أرسلوا أكثر من 75 شاباً من شباهم مسلحين بالكامل تقلهم سيارات دفع رباعي، وسط توقعات باندلاع اشتباكات في أية لحظة بين عشائر المنطقة وعناصر قسد.