قسد بين حلم الكانتون الكردي وكابوس الانتفاضة العشائرية
وكالة أنباء آسيا-
عمر قدور:
وسط الحديث عن رفض مجلس النواب الأمريكي تمرير بند في ميزانية وزارة الدفاع يدعو إدارة بايدن لتمكين تلك قسد بما يكفي للاستغناء في قادم الأيام عن الدعم الأمريكي، وما اذا كانت تلك الخطوة محاولة تسبق انسحابا امريكيا محتملا من شرق الفرات، يعيش التنظيم الكردي صراعا وسباقا مع الزمن مابين العمل على الفوز باعتراف غربي بادارة ذاتية ومابين مواجهة التحديات المتصاعدة في مناطق سيطرته.
رحلة الاعتراف بالكانتون الكردي
انتقل تنظيم قسد الى مرحلة جديدة من العمل السياسي على المستوى الخارجي عبر خطوات ملموسة تتمثل باستقبال وفود اجنبية بعضها حكومي اضافة لملف المقاتلين الاجانب حيث يقوم التنظيم الكردي بالتواصل مع حكومات اجنبية لتسليم مواطنيها المنتمين لداعش، هذا الملف بحد ذاته شكل فرصة لقسد من اجل ايجاد علاقات مع دول غربية.
اما الخطوة الثانية واللافتة فقد تمثلت بتوقيع قسد لاتفاق مع شركة جيم دورنان للاستراتيجيات، كوكيل لها في واشنطن لشن حكلة اعلامية تدفع إدارة بايدن للاعتراف رسميا بالمناطق الخاضعة لسيطرة قسد كمنطقة حكم ذاتي، و عادة ما تكون هذه الشركات تابعة لاشخاص نافذين في السياسية والاعلام.
فيما اكدت مصادر خاصة في المانيا لاسيا نيوز بأن قسد وعبر اشخاص فاعلين من الجالية الكردية في هذا البلد ينشطون بقوة لترويج فكرة الادارة الذاتية ويحاولون بناء علاقات مع الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان الالمانية لاجل هذه الغاية.
وتابعت المصادر بالقول: ان بعض الاثرياء الاكراد الموالين لحزب الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني بدأوا باقامة مشاريع يذهب ريعها لقسد والادارة الذاتية، حيث يقوم بعض الاشخاص هناك بلعب دور الواجهات الاقتصادية للتنظيم الكردي، وختمت المصادر بالقول: هناك عدد من المطاعم والحانات اضافة لمكاتب شحن وتصدير باتت قسد تمتلكها في كل من دريسدن وبرلين وميونيخ.
من جهته لم يستبعد مصدر مقرب مما تسمى بالحكومة المؤقتة في مناطق درع الفرات لمراسل آسيا في الشمال السوري ان تكون تلك المعلومات صحيحة، موضحا بأن قسد سيلجأ حتما لاستغلال الجالية الكردية الكبيرة في كل من المانيا وهولندا من اجل الترويج لفكرة الادارة الذاتية في الاوساط الاوروبية تمهيدا للمطالبة بكانتون كردي شرق سورية على غرار اقليم كردستان العراق.
الاحتجاجات تتعاظم ضد قسد
تعيش المناطق التي يسيطر عليها تنظيم قسد حراكا شعبيا ملحوظا آخذ بالاتساع، يرجعه معارضون للتنظيم الكردي الى ممارساته القمعية بحق سكان المنطقة الذين باتوا غير قادرين على مراكمة المزيد من الصبر ازاء تلك الممارسات.
فقد اكدت مصادر اهلية لاسيا نيوز في دير الزور بأن مظاهرات
بلدتي أبو حمام و غرانيج، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين ووقف الاعتقالات التعسفية بحق أبناءها لن تكون الوحيدة، مشيرة الى ان بلدات اخرى تتحضر لمظاهرات جديدة.
ردا على ذلك قامت قسد بتصعيد عمليات الاعتقال، وقامت بخطف عدد من شبان دير الزور والرقة بتهمة تنظيم اعمال مخلة بامن الادارة الذاتية وعلى رأسها تهمة تنظيم مظاهرات ورمي مناشير تحريضية.
بالتوازي مع ذلك تؤكد مصادر آسيا في الرقة بأن حراكا عشائريا يتم ابتحضير له ايضا، وذلك بعد تجمهر العشرات من أبناء عشيرة البريج في منطقة الكرامة شرق الرقة، في محيط مركز قيادة ما يسمى قوات الآسايش، احتجاجاً على اعتقال عشرات الشبان من أبناء المنطقة، واوضحت المصادر بأن عشيرة البريج قد طلبت “الفزعة” من العشائر الاخرى، اضافة لمخاوف عشائر اخرى من ان يكون ابنائهم هم المحطة التالية لقسد.
بدوره مصدر من عشيرة البربج و احد وجهائها اكد لوكالة آسيا بانه تمت دعوة مشايخ عشائر الرقة ودير الزور والحسكة للتباحث بشأن مواجهة حملات التجنيد الاجباري التي تطال شبانهم، وختم المصدر بالتأكيد ان تلك العشائر لن تقف مكتوفة الايدي ازاء ممارسات قسد بحقها.