قراءة في أحداث منطقتنا والأهداف القادمة
موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي*:
يبدو أن الإدارة الأمريكية المتصهينة وحلفائها الصِغار في منطقتنا والعالم لن يتوقفوا عن حبك المؤامرت برغم الهزائم المتلاحقة التي تلحق بهم منذ خمس سنوات.
كذلك، يبدو ان إدارة أوباما المتصهينة سلّمت الأمور إلى الحزب الجمهوري بعد خطاب أوباما الأخير أمام الكونغرس، ليسلّم راية القتل والفتن والإرهاب الدولي للمرشح القادم من الحزب الجمهوري، الذي يتبع نفس السياسات الخارجية الأمريكية المتصهينة. والفرق بين الحزبين الكبيرين في امريكا، أن الحزب الديمقراطي الأمريكي يقّتلنا على دفعات ومراحل، بينما الحزب الجمهوري يقتلنا بضربة واحدة, وما الحروب التي جرت منذ أحداث 11 ايلول إلا دليل على تكتيكات مختلفة لهدف واحد استعماري للحزبين الإرهابيين اللذين يتحكمان بمصير الشعوب العربية والإسلامية مع حلفائهم المتصهينين.
فعلى سبيل المِثال، ما يجري في سوريا ودول العالم من لقاءات حول إجتماع جنيف 3 يشي بمماطلة كبيرة منذ إجتماع الرياض؟، وهناك تساؤلات متلاحقة بهذا الشأن منها، لماذا تم إدراج إسم علوش المُختَلف عليه في المفاوضات وجعله (كبير المفاوضين في جنيف)؟ وما الهدف من تمسّك الإدارة الأمريكية وحلفائها السعوديين به ليكون في هذا المنصب، وهم يعلمون بأن روسيا وسوريا وحلفائهما يرفضون هذا القاتل الذي ذبح مئات السوريين الأبرياء في دمشق وريفها وبالذات في الغوطة الشرقية؟
ولماذا تم دعم الدواعش وأخواتهم من التنظيمات الإرهابية بالأفراد والعتاد والإعلام من جديد؟ وما الهدف من تصريحات أشتون كارتر في دافوس بأنه سيتم إدخال قوات برية الى الموصل العراقية والرقة السورية بذريعة محاربة داعش؟ وقد يستعين بطائرات حلف الناتو بذريعة ضرب الدواعش؟ وما الهدف من تصريحات بايدن نائب الرئيس الأمريكي في تركيا بأنه إذا لم يتم الحل السياسي فمن الممكن الدخول عسكريا في العراق وفي سوريا بالذات بالتعاون مع حلفائهم المتصهينين في المنطقة؟
وفي شمال العراق، ما هو الهدف من حفر خندق ضخم حول “كردستان العراق” في الشمال؟ وماذا يفعل برنارد هنري ليفي الصهيوني الفرنسي في سنجار في بيوت البشمركة, والكل يعلم بأنه هو مَن قام قبل خمس سنوات بدور لورنس العرب الجديد, وكان منفّذ المؤامرة على الدول العربية ومفجّر ما يُسمّى بالثورات العربية و”الفوضى الخلاقة”، التي ما تزال الشعوب العربية والإسلامية تعاني منها لغاية الآن.
كما، وما الهدف من إعادة إثارة الفتنة السنية – الشيعة الآن بعد أن هدأت على كل المستويات؟ وما الهدف من تشكيل حشد شعبي أخر غير الموجود حاليا بإسم الحشد الشعبي السني؟ أهو التقسيم الجديد للعراق بعد تقسيمه عام 2003؟
وفي لبنان، ما الهدف من ترشيح سليمان فرنجية وهو من قوى 8 آذاروالتابع لمحور المقاومة من قبل تيار المستقبل وهم من قوى 14 آذار؟ وأيضا لماذا قام جعجع 14 آذار بخطوته بترشيح الرئيس عون 8 آذارالآن بعد أن عمل كل جهده حتى لا يصل عون إلى الترشح للرئاسة وهو من كان مترشحا أيضا للرئاسة؟
وفي تونس ما الهدف من قيام الشعب التونسي الآن بمظاهرات تعبّر عن الفقر والبطالة وغيرها وهي مطالب محقة، لكن ماذا يعني التوقيت وبتحريض من المرزوقي وحزبه وأتباعه ؟
وبخصوص إيران، ما الهدف من محاولة بعض القادة الأمريكيين الإتصال ببعض المعارضين الإيرانيين، الآن وبالذات، على اعتاب الإنتخابات في إيران؟ ومحاولات بث التفرقة الدينية بين السنة والشيعة في ايران على يد عملاء الاجنبي؟
وفي روسيا أيضا، ما الهدف من تصريحات الناطق بإسم البيت الأسود من أن روسيا تقيد حركة الدبلوماسيين الأمريكين وتتحرش بهم؟
الاجابة واحدة على كل هذه التساؤلات الكثيرة وغيرها، وهي :
1/ أن المتصهينين لن يكلوا أو يملوا عن الأمل بتنفيذ مشاريعهم القتّالة في المنطقة والعالم؛
2/ وأن يحصلوا على ما عجزوا عن تنفيذه سابقا في الميادين السياسية والعسكرية؛
3/ وإلهاء الدول والشعوب والأحزاب بفتن داخلية متجددة وبنفس الشعارات السابقة من فقر وبطالة وحرية وديمقراطية وغيرها؛
4/المماطلة في عقد مؤتمر جنيف 3 للوصول لحل الأزمة السورية هو فقط لنسف ذلك المؤتمر نهائيا إذا أمكنهم ذلك, وإلا فسيتم عقده لتضييع الوقت لتدنو لحظة خلط الأوراق من جديد، ف:
أ/ دخول قوات برية أمريكية – بريطانية إلى العراق؛
ب/تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم: إقليم سني وإقليم شيعي وإقليم كردي، وهو ما كان يُخطط له منذ إحتلال العراق في 2003؛
ج/ دخول تلك القوات وبالتنسيق مع الدواعش إلى الرقة السورية أيضا لتنفيذ مخطط التقسيم الثاني الذي عجزوا عن تنفيذه قبل خمس سنوات بأياديهم وبالدواعش؛
د/ دخول تلك القوات إلى العراق وسوريا لدعم الدواعش وانقاذهم رغبة بالقضاء على الجيشين العراقي والسوري، وتفتيتهما بضربات جوية وصاروخية بعيدة المدى بذريعة ضرب الدواعش، ويُنسّق الديمقراطيون والجمهوريون الان لينسفوا في سوريا والعراق ما عجزت عن القيام به داعش بسبب الدخول الروسي وقلب موازين المنطقة لصالح سوريا.
وفي لبنان الأمر واضح: فالمخطط الكبير الذي تدفق قبل خمس سنوات على قلاع المقاومة لتفتيتها فشل تماماً. فإلمقاومة صمدت وقاتلت ودافعت، بل انها أصبحت أقوى من السابق بإنضمام روسيا لمحورها، الذي يدافع عن المنطقة والعالم .
وألفت الانتباه هنا الى أن أحداث تونس التي اندلعت مؤخراً، وجُلّها مظاهرات مفتعلة من قبل المرزوقي، إنما هي لتشتيت محور المقاومة وروسيا عما يُخطّط له في سوريا والعراق، من دخول قوات برية وإستعمار جديد, ولإلهاء العالم بأحداث في بقاع ثانوية، حتى تأزف لحظة وصول الحزب الجمهوري للحكم وعندها :
1/ستكون الأرضية جاهزة للحزب لدخول حروب كبرى بقوات امريكا وجيوشها بالتنسيق مع حلفائه المتصهينين في المنطقة؛
2/ وتهيئة الأوضاع لمرحلة قادمة بغطاء دخاني واسع، من خلال إلهاء الشعوب بأحداث ثانوية، لتتفرغ امريكا وأصحابها للدخول لسوريا والعراق، فإيجاد قاعدة لحلف الناتو وطائراته فيها؛
3/ وتعزيز مواقع القوى المضادة داخل إيران، من إثارة الفتن هناك والفبركات الإعلامية على المستويات كافة، ومنها الطائفية، التي هي الورقة الرئيسية في لعبة المعسكر المضاد؛
4/ توظيف ذات الاساليب والآليات والخطط تجاه روسيا، وخلق مشكلة دبلوماسية كبرى معها، فإلهائها بفتن داخلية وطائفية وخلافات مع اوكرانيا والعرب، وتخليق مشاكل ومواجهات اخرى عبر سفرء امريكا والناتو وبعض العرب، مع سفراء روسيا؛
5/ التنسيق مع “المعارضة الروسية” والشخصيات والأمزجة المناهضة لروسيا، لإثارة البلبلة فيها وتجاهها وصوب سفارات روسيا في العالم العربي بخاصة، لتنشغل موسكو عن ما يجري في سوريا والعراق من دخول قوات الناتو وطائراته لإستعمارهما العلني والمباشر.
المُخطّط الجهنمي الذي يُعدُ ويُحضّر لتنفيذه بالمنطقة كبير وواسع وقتّال. لذا، أُطالب بالحذر واليقظة من دنو مرحلة أخطر تستهدفنا وتستهدف روسيا، فنحن في لحظات أخيرة قبيل بدء حرب عالمية ثالثة ستأكل الاخضر واليابس بأسلحة هي الأحدث والأشد فتكاً. إنه زمن ليفي الجديد والإدارة الامريكية الجديدة.. وزمن (اسرائيل) الجديد الذي تفبركه لتجييشنا تحت قيادتها لنذبح بعضنا بعضاً ولأن نكون فيه طعاماً لمدافعها واستقرارها بالمنطقة، لكنني اثق بأنه سيكون زمن الانتصارات وعلو شوكة المقاومة، وسيفتح المجال رحباً لانتصارات وعودة فلسطين السليبة، وكل أجزاء ووطننا العربي الكبير المُمزّقة والمسلوبَة بحِراب الأجنبي والدول الطامعة بترابنا وثرواتنا ومستقبلنا.
• كاتب وباحث اردني.