قتيل وعشرات الموقوفين من المسلحين و”النصرة” في عرسال
صحيفة السفير اللبنانية:
استفاق لبنان على انجاز أمني جديد للجيش تمثّل بتوقيف عشرات المسلحين اللبنانيين والأجانب الذين شاركوا في المعارك ضده في منطقة عرسال، ومن بينهم مسلحون من “جبهة النصرة” الإرهابية، في تطوّر يحمل عدة دلالات أهمها أن قيادة المؤسسة العسكرية قد اتخذت قراراً جدياً بالقضاء على ظاهرة المسلحين الإرهابيين في أي منطقة تخضع لسيادة الدولة اللبنانية، وأن هذا القرار يحظى بغطاء من كافة الفرقاء السياسيين، ومن دار الفتوى التي كان يزورها اليوم العماد جان قهوجي ويؤكد من على منبرها أن الجيش حريص على سلامة أهل عرسال من تعديات المسلحين.
وفي التفاصيل، فإن وحدات من الجيش اللبناني بدأت عند الساعة الخامسة، فجراً، بتنفيذ عمليات دهم واسعة في مخيمات للنازحين السوريين في منطقة عرسال بحثاً عن عناصر متطرفة شاركت في الاعتداء عليه، فتمكّن من توقيف العشرات من المسلحين السوريين واللبنانيين، ومنهم أربع عناصر من “جبهة النصرة”، في مخيمات: ورا الجسر والمصيدة والسنابل والجمالي.
وحاول ثلاثة مسلحين يستقلون دراجة نارية إحراق مخيم آخر تابع للنازحين بالقرب من المخيم الأول، لتغطية عملية هروبهم، ما دفع الجنود إلى إطلاق النار باتجاههم، فقتل أحدهم وأصيب الاثنين الآخرين بجروح.
وفي الوقت الذي طلب فيه الجيش من بعض العائلات السورية النازحة مغادرة السهول الغربية لبلدة الفاكهة في البقاع الشمالي لأسباب عسكرية وأمنية، تجمهر نازحون أخرون مقابل مبنى بلدية عرسال حيث رفعوا علما لـ”داعش” ورددوا شعارات تأييد للتنظيم الإرهابي.
وعلى صعيد متصل، دهمت وحدات من الجيش عدداً من أماكن المشبوهين باشتراكهم في التعديات الأمنية على المواطنين ومراكز الجيش خلال الأيام الماضية، حيث تمكنت من توقيف 20 شخصا من المشتبه بهم، وضبطت بحوزتهم كميات من الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية.
وفي دار الفتوى، عقد لقاء بين مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في وقائد الجيش، شرح خلاله قهوجي “كيفية معالجة الازمة في منطقة عرسال والشمال”، مؤكدا “ان الجيش اللبناني حريص كل الحرص على امن وسلامة اهلنا في عرسال”، نافياً أي حصار على المدينة وأهلها. وقال إن “ما يقوم به الجيش هو منع المسلحين المتواجدين في جرود عرسال من الدخول الى المدينة والاعتداء على المواطنين فيها”.
من جهتها دعت “هيئة علماء المسلمين” الى “تحقيق شفاف وحيادي في ما جرى من انتهاكات طالت الأبرياء في عرسال واحراق المخيمات وتعريض النساء الى الاهانة وتجريد المحتجزين من الثياب وتعريضهم للضرب والتعذيب وهذا موثق بالصور والشهادات”.
وطالبت الهيئة، في بيان، المؤسسات الانسانية والدولية “بالقيام بواجبها الانساني نحو الاخوة النازحين والاسراع في خدمتهم ورعايتهم بما يحفظ كرامتهم وحقوقهم الانسانية”، مشيرة الى ان “المجتمعين يدرسون موضوع تقديم شكوى لمنظمة حقوق الانسان والمنظمات الإنسانية”. وأضافت: “نهيب بقيادة الجيش اللبناني وضع حد لأي تجاوزات والعمل على معالجة الموضوع بالحكمة والسرعة حفاظاً على سمعة المؤسسات والوطن وقطعا لدابر الفتنة”.
وأكدت ان غداً يوم الجمعة هو يوم “لا لذبح عرسال”.