قتل أنطوان الحايك: 3 سيناريوات أمـنية
صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
حسن عليق:
صباح أول من أمس الأحد، أجهز شخص مجهول، مسلّح بمسدس يُرجّح أنه كان مزوّداً بكاتم للصوت، على «العميل المتقاعد» من عصابات أنطوان لحد، أنطوان الحايك، في بلدة المية ومية الجنوبية (شرق صيدا).
يتولى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي التحقيق في ما جرى. وحتى الليلة الماضية، كانت المعطيات المجمعة لدى المحققين محدودة للغاية. لم يتم التعرّف بعد على السيارة التي استخدمها المنفذون (يعتقد أن العدد هو اثنان)، ولا على رقم لوحتها، ولا على دوافعهم.
وبحسب مسؤولين أمنيين رسميين، فإن للعملية ثلاثة سيناريوات:
– إما قتل لأسباب شخصية، لا صلة لها بماضي الحايك. يجري التدقيق في هذا الأمر، لمعرفة إن كان للقتيل أعداء على خلفيات مالية أو شخصية.
– إما أن مجموعة ما، منظمة، قررت قتل الحايك، لأسباب متصلة بتاريخه كعميل في عصابات لحد. الحايك كان أحد السجانين في معتقل الخيام في ثمانينيات القرن الماضي. وبحسب أسرى تعرّضوا لشتى أنواع التعذيب في المعتقل المذكور، كان الحايك أحد أسوأ ثلاثة سجانين، إلى جانب أسعد سعيد وآخر كان معروفاً بلقب «بيدو» (السجانون الآخرون، وبعضهم لا يزال يسرح ويمرح في لبنان، لم يكونوا أفضل، بل إن الثلاثة كانوا الأكثر سوءاً). والحايك أحد الذين شاركوا في القمع الوحشي لانتفاضة المعقلين عام 1989. وأدى ذلك القمع إلى استشهاد المعتقلَين بلال السلمان وإبراهيم أبو العزة. وبحسب المسؤولين الأمنيين، فإن أحد السيناريوات التي يجري التحقق منها، هو أن تكون مجموعة منظمة، قررت أن تأخذ على عاتقها التعامل بـ«صورة ثورية» مع العملاء، بعدما «تورّمت قلوب الناس» من سوء إدارة الدولة لهذا الملف. ويشير مسؤول أمني رفيع المستوى إلى أن غالبية العملاء الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية بعد العام 2008، جرى إطلاقهم من قبل محكمة التمييز العسكرية. ويلفت إلى أمر «شديد الخطورة»، وهو أن البقاء في السجن بات شبه محصور بأبناء مذهب واحد من العملاء. لا يقول ذلك للشكوى على قاعدة الـ«6 و6 مكرر»، بل للفت النظر إلى أن الدولة توجّه رسالة إلى اللبنانيين مفادها أن العداء لإسرائيل يجب أن يكون طائفياً لا وطنياً! ويمكن في هذا السياق إدراج تصريحات بعض السياسيين، الذين لا يزالون مُصرّين على جعل التعامل مع العدو الإسرائيلي كما لو أنه جزء من الحرب الأهلية اللبنانية. وعلى رأس هؤلاء، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي ذكّرت تصريحاته أول من أمس بالاتصالات التي تلقّاها منزل رأس عصابات العملاء، أنطوان لحد، عام 1988، لتهنئته بالسلامة بعد العملية البطولية التي نفّذتها ضده المقاوِمة سهى بشارة. وبعض هؤلاء السياسيين نشر حينذاك خبر اتصاله في وسائل الإعلام (كجورج عدوان ودوري شمعون، على سبيل المثال لا الحصر).
ويرى المسؤول نفسه أن تهريب العميل عامر الفاخوري ربما يكون دافعاً لتصرّف هذه المجموعة، فيما لو ثبتت صحة هذا السيناريو.
– السيناريو الثالث الذي يتحدّث عنه مسؤولون أمنيون، يشير إلى إمكان أن يكون «طرف ثالث» دخل على الخط، وقرر تنفيذ العملية لأسباب مجهولة.
بين السيناريوات الثلاثة، يقول مسؤول أمني رسمي إن ما جرى في المية ومية ينبغي أن يشكّل صدمة للدولة، ويدفعها إلى إعادة النظر في طريقة تعاملها مع ملف المتعاملين مع العدو. كذلك، بحسب المسؤول نفسه، ما جرى يضع العملاء المطلق سراحهم في موقف لا يُحسدون عليه: «كلما تدخّلت الدولة اللبنانية أو دول خارجية لإطلاقهم من السجون، عليهم أن يخافوا».