قبائل الجامعة العربية
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
مع بدايات العام الماضي، نفذ العدو الصهيوني غارات عنيفة على عدد من الشاحنات في مناطق سودانية حدودية، إضافة إلى مستودعات ومعامل لتصنيع الأسلحة والصواريخ قبل توجهها براً وبحراً إلى غزة.
يقول العدو الصهيوني، أنه استهدف مصانع وشاحنات إيرانية بإدارة الحرس الثوري وحركة حماس، وقد تم تأكيد وقوع شهداء وجرحى بعد الغارات وخسائر مادية كبيرة باعتراف السلطات السودانية .
هنا نجد أنفسنا مضطرين للإعتراف بخسارة نظام السودان، بعد موافقته على الدخول بالتحالف العربي السعودي لشن حرب على اليمن دخلت شهرها العاشر دون تحقيق أي من الأهداف المخفي منها أو المعلن، ولا تزال مستمرة ملحقة آلاف القتلى والجرحى والمهجرين، وتدمير البنى التحتية لدولة فقيرة مادياً، ولكن غنية بعنفوانها وكرامتها ودعمها التاريخي للقضية الفلسطينية، وقدموا الكثير من الشهداء على طريق تحرير فلسطين.
الخسارة المؤقتة حالياً لدعم الشعبين اليمني والسوداني للقضية الفلسطينية، لم تكن حالة فريدة مؤخراً، فالمسماة الجامعة العربية، لم يسجل لها شرف الدعم العسكري القوي والصلب للقضية الفلسطينية، ولو قامت يوماً بمنح الغطاء الشرعي للجيوش العربية لحررت فلسطين منذ زمن، كما فعلت بالسنوات الماضية من خلال منح الشرعية للغرب للقيام بضرب ليبيا والعراق وسوريا، التي سمعنا بحقها تصريحات نارية حارقة خارقة في السنوات الخمس المنصرمة لا تحمل في طياتها سوى بطولات وهمية، وتهديدات عسكرية، لإسقاط حكم وحاكم، وتغيير أنظمة وإجراء انتخابات وتطبيق الديمقراطية، وتصدر عن وزراء في بلاد لم تعرف الانتخابات يوماً في حياتها السياسية الحديثة منذ حوالي مئة عام.
عند استخدام اليورانيوم والقنابل الحارقة والعنقودية أثناء الاعتداءات الصهيونية على غزة وجنوب لبنان، لم نجد من هؤلاء القوم المجتمعين صورياً والمتفرقين قلباً وقوة وعاطفة، سوى بيانات الإدانة والشجب دون أي تهديد يذكر ولو لمرة واحدة من على منبر الأمم المتحدة ، لا بل أكثر من ذلك، وعند احراق المسجد الاقصى في العام 1969 لم يصدر سوى البيانات ذاتها التي صدرت سابقاً أو لاحقاً.
لقد وصل عدد شهداء إنتفاضة شعب فلسطين خلال الأشهر الماضية إلى 165 شهيداً وأكثر من 15000 جريح وأكثر من 3000 آلاف معتقل، وتم إحراق أطفال ونساء ورجال في بيوتهم وهم نائمين، ولم نسمع تهديداً واحداً بقطع العلاقة مع الكيان الغاصب أو طرد السفارات والمكاتب التجارية التابعة له أو تهديداً واضحاً وصريحاً يشبه التهديدات الموجهة للدول العربية أو الإسلامية .
منذ العدوان الصهيوني في العام 2008 ولغاية الآن لا تزال آلاف العائلات الفلسطينية مهجرة وتعيش في الخيم أو البيوت الجاهزة الضيقة بانتظار قرار لم يأتِ بعد لإعادة إعمار منازلهم المدمرة، وكان لهذا العدوان آثار في مكان آخر وحصل إبان العدوان على غزة، حيث خرج مواطن سعودي ووقف على ناصية تقاطع طرق في جدة، وهو يحمل يافطة صغيرة يقول فيها “أنه متضامن مع غزة” ولغاية اليوم لا أحد يعرف عنه شيئاً، وهذا ليس بغريب على نظام يحرّم الإحتفاء بولادة الرسول الأكرم (ص) ويحرّم حرية التعبير والوقفات الاحتجاجية المتضامنة مع أي قضية إنسانية، وها هي سمر زوجة المعتقل السعودي رائف بدوي المحكوم عليه بسبب تغريدة 10 سنوات سجن و10000 جلدة، إنضمت الى قائمة المعتقلين السعوديين، ولو لفترة محدودة.
لقد قام بعض المتحمسين بإحراق جزء من سفارة بني سعود في طهران، وتم إلقاء القبض عليهم، وأحيل مسؤول كبير إلى التحقيق، وكان هناك ردة فعل سعودية أبسط ما يقال عنها إنها كانت جاهزة وغب الطلب ضمن خطة تحمل بنوداً تصاعدياً، ولكل دولة تحترم سيادتها أن تقوم بكل ما يلزم للحفاظ على حقوقها ضمن القوانين الدولية المرعية الإجراء، وهنا من حقنا أن نسأل لماذا لم تُستخدم هذه الإجراءات في الجامعة العربية ضد الكيان الغاصب لوضع حد لاعتداءاته المستمرة منذ 67 على الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
إن نظاماً كهذا يصرف المليارات لشراء جميع أنواع الأسلحة، وإرسالها إلى ليبيا وسوريا والعراق واليمن ولبنان لقتل العرب والمسلمين وبث الفتنة والتفرقة، وهنا نجد أنفسنا مدعوين للدعاء للشعب السعودي لخلاصه بخير مما سيعاني منه في المستقبل بعد الإفلاس النفطي الذي بدأ يلوح في الأفق.
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين