قانا خالدة في الضمائر.. عنواناً للعنفوان والإباء
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
ربيع نيسان الجنوب، ربيع احمر، كلوحة زيتية دامعة، كلما حاولنا طيّه في صفحات النسيان، تعيدنا الذكرى إلى تلك الأرض التي أريقت عليها دماء الأطفال والأبرياء والنساء والكهول.
فهناك في الجنوب، ركع التاريخ وصنع للمجد الوجود، وتخطى كل الحدود، هناك في قانا تحديداً، أقيم مجد للحرية، ستفتخر به ما حيينا، هناك في قانا الجليل روت دماء الأطفال الأرض، فأشرقت الشهادة شمساً نارها أحرقت المحتل، وحفرت رسالة عز وفخر، رسالة استمرار وبقاء، رسالة صمود ومقاومة.
انه الخميس 18 نيسان 1996، التاريخ الأسود في رزنامة البشرية، حيث قامت قوات الاحتلال الصهيوني بقصف مركز قيادة القوات الفيجية التابعة لليونيفل، بعد لجوء المدنيين إليه، وأدى قصف المقر إلى استشهاد 106 من المدنيين، معظمهم من الأطفال، وإصابة الكثير بجروح.
هذا اليوم الذي، كلما عاد بنا الأمر إلى استذكاره ، ترانا نلملم جراحاتنا وآلامنا، لنقول من جديد أننا سنبقى صامدين من أجل كل شهيد سقط على أرض الجنوب الأبي ليسطر بدمائه الانتصار.
أتذكرون أطفال قانا؟؟؟ كيف أثبتوا للعدو الصهيوني أنَّ النصرَ لأطفالِنا، ولجروحِهِم، ولحروقِهِم، فكانوا الجسر الذي عبرنا من خلاله إلى الحرية؟؟؟ أتذكرون أطفال قانا الذين غفت عيونهم على حلم الحرية بأجسادهم المشتعلة؟؟؟ أتذكرون ما جرى في هذا التاريخ؟؟
إن كنتم تذكرون، لا تقتلوا أطفال قانا بتآمركم على المقاومة، التي حررت الأرض ودحرت العدو الغاصب، وألحقت به هزيمة سيذكرها التاريخ ولن ينساها العدو، ولن ننساها نحن لأنهم علمونا دروساً في التضحية، وسيبقون خالدون في الضمائر عنوانا للعنفوان والإباء.
فإلى شهداء قانا، مني ألف تحية إكبار وإجلال، ستبقون في الذاكرة خالدين وفي القلب أحياء، لم يقتلكم العدو الغاصب، ولن نسمح للخونة بقتلكم من جديد.