قاعدة بريطانية عسكرية دائمة في البحرين .. رشوةٌ باهظة الثمن
قناة اللؤلؤة:
رشوة ولكن باهظة الثمن .. قاعدة عسكرية بريطانية، ثمنٌ تقاضته بريطانيا للصّمت عن انتهاكات حقوق الإنسان في الجزيرة الصغيرة.
في الخامس من ديسمبر العام 2014، أعلنت بريطانيا والبحرين إتفاقاً عسكرياً جديداً قبيل المؤتمر الأمني الذي عقد في العاصمة المنامة تضّمن تشييداً لأكبر قاعدة عسكرية بريطانية دائمة في منطقة شرق السويس منذ الإنسحاب المعلن في العام 1971.
وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة اعتبر أن “هذه الخطوة تعكس التعاون الوثيق بين البلدين الصديقين في المجالات كافة ومن بينها المجال الأمني، وحرصهما على الارتقاء بمستويات التعاون بينهما بما يلبي طموحاتهما ويزيد من مصالحهما المشتركة”.
وقد تحملت البحرين تكلفة القاعدة والتي تبلغ نحو 23 مليون دولار، في حين تتحمل المملكة المتحدة تكلفة تشغيلها، ما أثار قلق عدد من المنظمات الحقوقية التي اعتبره هذه الخطوة بمثابة شراء صمت الحكومة البريطانية.
بالمقابل، فقد عبّرت القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة عن قلقها البالغ من تعزيز التواجد العسكري الأجنبي الدائم في البحرين، موضحةً أن من شأن ذلك أن يضع البلاد في بؤرة من التوتر والتداعيات التي تشهدها دول الإقليم.
الإعلان هذا لاقى ردود فعل منددة لم تقتصر فقط على الساحة المحلية بل وصل صداها الى المجتمع الدولي، تلخّصت بكون مدخل المكافأة نظير السكوت عن جرائم النظام وبمثابة استعمار جديد.
وقد رأت صحيفة الإندبندنت البريطانية أيضاً في إنشاء القاعدة العسكرية البريطانية “مكافأة لصمت الحكومة البريطانية على التعذيب والاعتداءات والاعتقالات التعسفية التي تعرض لها المتظاهرين السلميين”.
الدولة التي تدّعي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان كانت قد ادّعت في تصريحات سابقة أن البحرين تشهد تقدماً ملحوظاً في المجال الحقوقي، حيث تناسى الحليف الأكبر والداعم الأول للنظام في البحرين تقرير لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني والذي أدان البحرين بقوله أن “الأدلة ضئيلة أو شبه معدومة بأن البحرين قد حققت تقدماً كافياً في تنفيذ الإصلاح السياسي”.
القاعدة التي دشن العمل عليها في ميناء سلمان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ونظيره خالد بن أحمد تحت مسمى “حفل بدء أعمال الإنشاء لمقر التسهيلات البحرية البريطانية” في 31 أكتوبر الماضي تأتي إلى جانب أن البحرين كانت مقراً لعمليات البحرية الأمريكية إبان حرب الناقلات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1987 و1988، وخلال حرب الخليج الثانية 1990 و1991، وخلال الحرب علي العراق 2003، وقبلها قدّمت مساعدات لبريطانيا نفسها إلى جانب الولايات المتحدة في عمليات ثعلب الصحراء العام 1998، هذا وتُعدّ البحرين مقرّاً للأسطول الخامس للسّلاح البحري الأمريكي.