قادة العراق يشددون على وحدة البلاد ورفض النزعات الانفصالية
شدّد عدد من كبار الساسة العراقيين على أهمية صيانة وحدة البلاد والتصدي للنزعات والتوجهات الانفصالية، ودعوا إلى الإلتزام بالمواعيد الدستورية لإجراء الإنتخابات في موعدها، وتجنيب البلاد أي فراغ دستوري.
وفي احتفالية نظمها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لتأسيسه في العاصمة بغداد، قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم: “إننا نحن نمر بمرحلة شديدة الحساسية والتعقيد، تُحتّم مواصلة الحوار بين الأطراف المختلفة وتكثيفه، والحرص على الوصول الى تفاهمات حقيقية على اساس الالتزام التام بالدستور، بهدف حماية حقوق الجميع دون استثناء واحترامهم كشركاء متساويين في الوطن وفي بناء المستقبل لا الى تحجيمهم او تركيعهم بأي شكل كان، وهذا الأمر هو الضمان الفعلي الوحيد للتوصل الى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز هذه الازمة، والتوجه للعمل معا على تحقيق الاهداف المشتركة، ومعالجة النواقص والاخطاء مهما كانت شدة الاختلاف في وجهات النظر والمواقف”.
وأشار معصوم الى أن “هذا التوجه يستوجب الشروع فورا بوضع حلول عاجلة وعادلة ومقنعة للجميع تهدف الى تجاوز الازمة الراهنة في المناطق المتنازع عليها لا سيما وقف التهديدات العسكرية وحفظ أرواح المدنيين ووقف التجاوزات والاعتداءات وطمأنة المواطنين بالحرص على حمايتهم ورعايتهم على وجه المساواة مع كافة العراقيين دون ادنى انتقاص من حقوقهم الدستورية وكرامتهم”.
من جانبه أكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ همام حمودي على أهمية الالتزام بالمواعيد الانتخابية المحلية والبرلمانية، والإسراع بتأمين كل ما يتطلبه هذا الاستحقاق الدستوري.
وقال الشيخ حمودي: “اننا نحتاج الى الشجاعة والحكمة والتعاون والهمة لنقف وقفة جادة ومسؤولة للتصحيح والإصلاح سواء لتصحيح نظامنا السياسي واصلاح العملية السياسية، أو لتصحيح واصلاح أوضاعنا الخاصة كأحزاب وقوى ومؤسسات سواء في الاهداف او السياسات أو الخطاب” .
واشار رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى “ان وحدة العراق جزء من سيادته وهي غير قابلة للمس او التشكيك، وعلى الحكومة الالتزام بخارطة الطريق التي أشارت إليها المرجعية العليا، وحلّ الخلافات عبر الحوار بين الحكومة الاتحادية والإقليم، وأن تكون المحكمة الاتحادية هي الفصل في النزاعات، فضلا عن الالتزام بقرارات مجلس النواب بهذا الصدد”.
وعبر الشيخ حمودي في كلمته بالاحتفالية عن شكره وتقديره للجمهورية الاسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعبا على وقفتها الصامدة مع شعبنا في مواجهة الدكتاتورية ومساندتها لنظامنا السياسي الجديد، وتقديم الدعم الكامل في مواجهة الاٍرهاب التكفيري، ومساعدتها في تحرير الاراضي والحفاظ على وحدة العراق”.
اما رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، فقد أكد في كلمته ان “العراق يمر بظرف تأريخي ومفصل حرج غير مسبوق يتطلب من النخبة السياسية الرائدة جهدا من الحوار والتفاهم وعبورا للخطوط التي يراها البعض حمراء”.
واشار الجبوري الى ان “ما انجزته قدرة العراق الفائقة من نصر عظيم يمثل فرصة للقاءنا، ومواجهة الارهاب أكسبته مكانة بين دول العالم التي صارت تتعامل مع العراق المنتصر، ما اثمر دعما دوليا لنا في كل ما واجهنا من مشاكل وآخرها تلك التي هددت وحدة العراق”.
ودعا رئيس مجلس النواب الى “فتح افاق حوار وطني شامل يركز على الثوابت الدستورية يشمل الجميع وفق مبدأ العدل والانصاف وتأكيدا على الوحدة الوطنية”.
الى ذلك اكد نائب رئيس الجمهورية ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي “وجود اعداء مازالوا يتربصون بالعراق، وان ما اراده البعض انفصالا تحول الى حركة تصحيحية للمسار”.
ونوه المالكي الى “وجود حاجة ملحة لإجراء المزيد من المراجعة لكل الخطوات التي اتخذناها، حيث اننا في نهاية الانتصار على الارهاب برزت لنا ازمة الاستفتاء، حتى ان البيت العراقي الذي بنيناه جميعا كاد ان ينهدم على رؤوسنا جميعا لولا تدارك الامر”.
واشار نائب رئيس الجمهورية الى ان “البعض خرج عن نطاق الدستور ولا اريد تسميته، ولابد من الوقوف سوية تحت مظلة وسقف الوطن الواحد الموحد وترك المسار الخاطئ بالتعامل والتوجه نحو الخيار الصحيح”.
من جانبه نفى الامين العام لمنظمة بدر والقيادي في الحشد الشعبي هادي العامري وجود انتهاكات في محافظة كركوك، مشدداً على أن القوات الامنية المنتشرة في المحافظة لا تقاتل الاكراد.
وقال العامري: “حصل الاستفتاء في اقليم كردستان وكان فتنة لتقسيم العراق، ولم يكن لدينا سوى اختيار الطريق الأصح لبسط الأمن، ونحن نرفض سياسة الأمر الواقع من أي طرف، ومستعدون للحوار تحت سقف الدستور على أن يكون القضاء هو الفيصل، وان الاكراد أهلنا وعلينا الحفاظ على عوائلهم كالحفاظ على عوائلنا”.