قائد الجيش اللبناني في أمر اليوم: في ذكرى المقاومة والتحرير يتطلع اللبنانيون إليكم حماة لهذا الإنجاز التاريخي
“يحل عيد المقاومة والتحرير هذا العام، وعيون اللبنانيين مشدودة إليكم حيث أنتم على حدود الوطن، تدافعون عن أرضكم وأهلكم في وجه العدو الإسرائيلي والإرهاب، وتحفظون أمانة شعبكم الذي انتصر على هذا العدو بعد أن لقنه دروسا لا تنسى في البطولة والتضحية والاستشهاد. وفي هذه المناسبة الوطنية، نحيي بإكبار وإجلال، أرواح شهدائنا الذين بصموا بدمائهم الزكية صفحات مشرقة من تاريخ الوطن، وجعلوا من أنفسهم وقودا لمشعل الحرية والكرامة الوطنية.
لقد كنتم على قدر التحديات التي مر بها الوطن، فلا العدو الاسرائيلي بتهديداته اليومية، استطاع إضعاف عزيمتكم، ولا اعتداءات المجموعات الإرهابية وخلاياها في الداخل، استطاعت النيل من تصميمكم على مواجهتها وشل قدراتها من خلال عمليات نوعية استباقية استهدفت رؤوسها المدبرة، وأنا على ثقة تامة بأنكم ستواجهون بالإرادة نفسها أي تحد آخر، مستلهمين من واجب الدفاع عن الوطن، والحفاظ على السلم الأهلي، وصون الوحدة الوطنية، ومواكبة الاستحقاقات الدستورية المقبلة، العنوان الأسمى لمهماتكم المرتقبة.
لذا أدعوكم إلى البقاء على أتم الاستعداد لمواجهة ما يبيته العدو الإسرائيلي من مخططات تستهدف أرضنا وشعبنا وثرواتنا الطبيعية، مع الحرص الدائم على التزام القرار 1701 ومندرجاته، بالتعاون الوثيق مع القوات الدولية. كما أدعوكم مع توسع انتشاركم على الحدود الشرقية إلى مزيد من اليقظة والجهوزية لمواصلة الحرب على الإرهاب، والعمل على استئصال هذا الخطر نهائيا من جسم الوطن، ونحن على ذلك لمصممون وقادرون.
كان من المؤسف أن نحتفل بهذا العيد، فيما لا يزال جرح رفاقكم العسكريين المخطوفين ينزف في جسم المؤسسة والوطن، لكن وعدي لهم ولذويهم وللبنانيين جميعا، أن يعمل الجيش وبكل السبل المتاحة، للوقوف على مصيرهم وإعادتهم إلى أحضان عائلاتهم ومؤسستهم.
في الذكرى السابعة عشرة للمقاومة والتحرير، يتطلع اللبنانيون إليكم حماة لهذا الإنجاز التاريخي المعمد بدماء الشهداء والجرحى. شعبكم معكم والحق إلى جانبكم، فكونوا كما عهدتكم، سياجا لحدود الوطن، وضمانا لأمنه واستقراره، وحراسا لإرثه العريق”.