فِي مَعنى النَصر عَلى الارهَاب الدّولي..
موقع إنباء الإخباري ـ
الأكاديمي مروان سوداح*:
تؤكد مختلف التصريحات التي تنطلق من المحور الدولي لمقاومة الارهاب، أن هذا الشر قد انتهى في سورية والعراق، أو في طريقه الى الانتهاء هذا العام.
هذه التصريحات انطلقت بدايةً مِن فم الرئيس فلاديمير بوتين، ثم تكاثرت ليؤكدها مختلف القادة من سياسيين وعسكريين ميدانيين.. محللين ومتابعين للشؤون السورية والعراقية والارهاب الذي ضرب منطقتنا وابتليت به منذ عام 1897م، واتّسع بدعم صهيوني وأمريكي وغربي إمبريالي الى ما هو عليه اليوم لبُوسه المتعدد القتـّال.
الإرهاب الذي تغنّت برعايته وتمويله السيدة كلنتون، في كتابها المَشهور، يَدنو من نهاية محتومة تترافق بزلزال سياسي في المنطقة والعالم، وقد أفضى إلى تجذّر تحالفات سوريا وإيران وروسيا والصين. ومع نهاية إمبراطورية الظلام هذه، ينتهي عصر الأنظمة والدول والقادة السياسيين الذين أفقروا شعوبهم واستعبدوها.. أذلّوها واستهبلوها واستحمروها وكذبوا عليها دهوراً، وكادوا يخرجونها من التاريخ والجغرافيا حتى، بموافقتهم المباشرة وبلا خجل على مخطط كلنتون الشيطاني للاعتراف بدولة داعش ورعايتها ومحوريتها في السياسة الدولية (!)، طمَعَاً منهم في استخدامها للقضاء على أعدائهم التاريخيين وتصفية الحسابات معهم لصالح المحور والقطب الامريكي الذي يخدمونه، ورغبة بالسيادة على اولئك وتمريغ أنوفهم في الأوحال، ولم يتمكّنوا، فتمرّغت أنوفهم هم أنفسهم بالوحول.. فتقنيات روسيا العسكرية وحذاقتها الدبلوماسية والسياسية، دخلت “من جديد” الى سوح الحرب العالمية الثالثة في الدولتين السورية والعراقية، وأكدت طليعيتها وقدراتها الجبارة وغير المحدودة، وغدت بمثابة جرس إنذار مدوٍ للإدارة الأمريكية ولغيرها من الإدارات ورؤوسها الحاميات، ورسالة مفتوحة لهم مفادها، أن إملاءاتهم وصيحاتهم لم ولن ولا تَجد آذاناً صاغية في محور المقاومة الدولي، الذي بدأ يُغيّر العالم ومنطقة “الشرق الاوسط” واثقاً بقواه الجبارة، ورغماً عن أنوف الجميع. فجميعنا يعي ويُدرك أن منطقتنا لن تهدأ ولن يَستقر السلام والأمان والعدالة فيها قبل تجفيف منابع الارهاب الأمريكي وربيبه الصهيوني، الذي تحكّم بها وفيها عقوداً طويلة، فهو في الحقيقة والواقع أساس البلاء والظلم التاريخي والعبودية السياسية والاجتماعية والإعلامية والسيكولوجية لشعوبنا جميعاً.
على الساحة السورية وخلال سنوات قليلة تحوّلت روسيا والصين ومحور المقاومة الدولي إلى دول وجهات مُقرّرة في السياسة “الأوسطية” والدولية، فقد أكدت الدولتان أنهما قادرتان على قهر المستحيلات، وبأن المنطقة العربية التي كانت حتى عهد قريب “مَلعب كرة قَدم” ومسرح مناورات للأمريكي والصهيوني والغربي، لم تعد كذلك اليوم. فإرادة فلاديمير بوتين وشي جين بينغ، ومعهما الأسد وقيادة إيران الاسلامية، وحزب الله، توحّدت في ساعد واحد لطرد الداعشيين وأشياعهم من شراذم (القاعدة)، و عبد الله عزام، و بن لادن وقادتهم القابعين وراء المحيط، وخلف البحر المتوسط وعلى سواحل فلسطين المحتلة الجريحة التي تتطلع هي الاخرى الى يوم النصر القريب وتحريرها بإذن الله.
أتذكرون كيف أخرجت واشنطن وعواصم المتروبول الاستعمارية موسكو من مؤتمر الشرق الاوسط للسلام وأبعدتها عن منطقتنا الحيوية، لتغدو هذه الواشنطن وحدها القطب الأوحد في المنطقة؛ أوَتذكرون أيضاً كيف أخرج السادات الخبراء السوفييت من مصر بالاتفاق مع الأعداء قُبيل حرب أُكتوبر المجيدة، التي استشهد فيها الجندي المصري والسوري والاردني والروسي والكوري الديمقراطي على الجبهتين السورية والمصرية، واجترح شهداء العرب والحُلفاء صوراً عظيمة من الشهامة والبطولة الخارقة، الى حدِ أن روح القيادة الصهيونية تحشرجت إلى حد الاختناق والموت، فبكت غولدا مائير بكاءً مرّاً وناشدت أمريكا الخلاص قبل موت إسرائيلها، فهبت هذه الواشنطن لمؤازرتها باستحداث جسر جوي عسكري مباشر الى (العريش)، حيث خرجت الدبابات الامريكية بطواقهما الامريكية مباشرة من الطائرات الامريكية والاطلسية إلى معارك سيناء ضد الجيش المصري البطل.. لكن وبرغم ذلك، استمرت مائير بالبكاء كالطفلة، وربطت عسكرييها على جبهات القتال بآلياتهم العسكرية، وشدت أيادي طياريها لحديد طائراتهم، خشية هروبهم من المعارك، فهم لا يقاتلون من أجل وطن..
وهل تذكرون كذلك كيف شنّت أمريكا خلال كل العقود المُنتهية حرباً مستمرة على دول المنطقة، لإفقارها وإلهائها وسحقها فتجريدها من استقلالها.. ولإبعَادِ موسكو وقِواها التحريرية عن شعوبنا ولتسييد الهيمنة الامريكية عليهم، وكأن هذه الهيمنة هي قدرنا المَحتوم ومَصيرنا وزيّنا وعَلمنا وخضوعنا الأبدي للعم سام ومنطق الكاوبوي الغاشم، لكنهم خسؤوا، ورب العزة لن نركع.. بل ننتصر..
لقد ولّت إمبرطورية الظلام الارهابي، وما أيامنا الحالية إلا تاريخية وعظيمة بحق، فهي تشهد ولادة نصر غير مسبوق على قوى الشر والشرير، وتشكّل محور المقاومة الدولي المُجيّش بصنوف الاسلحة الجبارة، والأهم أن هذا المحور مُستعد للرد على كل التخرصات بأقوى رد، فليس الروس قاتلوا ويقاتلون وحدهم كقوة دولية سوياً الى جانب جيوش سورية وحلفائها، بل كان أيضاً الأبطال من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قد شاركوا في حروب المنطقة، وأبلوا بلاءً حسناً، ولنا في كوريا كيم جونغ إيل قدوة نضالية وكفاحية عظيمة، ونتطلع الى أبطال جدد من وطن زوتشيه وسونكون في سورية لدحر الأعداء نهائياً والى الأبد، فنحن نعلم علم اليقين كيف يقاتل الكوريون، ونرجو أن تغدو كوريا قوة دولية وعظمى بسلاحها النووي والصوتي والهيدروجيني والنيتروني، لمساندة محور المقاومة الدولي ليس على جبهتها هي وحدها فقط، بل وعلى الجبهات السورية المختلفة، وسنبقى نُجل إجلالاً عظيماً شهداء كيم أيل سونغ في سورية ومصر. واليوم حيث تصطف كوريا كيم جونغ وون الى صفّنا، نُعظّمها وقائدها في بلداننا العربية كلها، فهي قد غدت قطباً دولياً يَستحيل تطويعه وكسره، لأنه كَاسر ويَكسر الأعداء ويَهب لنجدتنا بلا تردد.
*مروان سوداح: رئيس الفعاليات التضامن والزوتشيه مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في العالم العربي، ورئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، والرابطة الدولية للقَلميين العَرب أصدقاء بُوتين وحُلفاء روسيّه.