في مواجهة سياسة التمزيق والتفكيك.. إعصار اليمن يفشل مخطّطات العدوّ
صحيفة المسيرة اليمنية-
نايف حيدان:
قال اللهُ سبحانَه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا). صدق الله العظيم.
توجيهٌ رباني واضحٌ ولا يحتاجُ للتأويل أَو للتفسير أَو للدراسة.. آياتٌ واضحةٌ وبيّنة ومفهومة فقط ما تحتاجه الأُمَّــة المسلمة هو التطبيق الفعلي لهذا التوجيه..
وأحداثُ اليمن كشفت وبوضوح هذا المخطَّطَ فالسعوديّة لو لم تكُنْ متأكّـدةً من تنفيذها لهذه المخطّطات في اليمن لما تجرَّأت على إطلاق طلقه نحو الأراضي اليمنية ولكنها قد بدأت بتنفيذ هذا المخطّط من قبل أن تشن حربها على اليمن فاشترت ولاءات المشايخ والعملاء والمرتزِقة وشجعت على التناحر والتمزق والفرقة داخل المجتمع اليمني حتى تأكّـدت أن معظمَ القوى أصبحت كالخاتم بيدها تستخدمها ضد من رفض الرضوخ لسياساتها، وهَـا هي الحرب قائمة وسياسة التفكيك والتمزيق مُستمرّة، وخير شاهد على ذلك ما تشهده المحافظات الجنوبية من تناحر وتنافر وتكوين وتدريب جماعات تحارب بعضها البعض لتظل الحروب ولا تقوم لليمن قائمة.
وحتى على مستوى الدول العربية والإسلامية، فكل دولة تشهد الصراع والحروب الداخلية كالعراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وحتى روسيا وأوكرانيا اليوم كلها؛ بسَببِ غياب الوعي وعدم مواجهة هذه المخطّطات وهذا ما يسهل للعدو تحقيق أهدافه وعجز مقاومة مخطّطاته.
وخلاصة لكل هذه الأحداث كشف قائد الثورة عن هذه المخطّطات ونتائجها وخطورتها على الأُمَّــة فكانت إلى جانب المواجهة والصمود اليمني أن أطلقت اليوم حملة إعصار اليمن والتي تشمل كُـلّ محافظات اليمن لمزيد من التلاحم ورص الصفوف وتحصين الجبهة الداخلية من أي اختراق والمحاولة المُستمرّة لعودة المغرر بهم ليسلموا من شر المؤامرة التي تحاك عليهم أوّلًا وعلى اليمن والأمة ثانيًا.
فالوعيُ والبصيرة التي تتمتع بها القيادة الثورية والسياسية بالحرص على وحدة الصف اليمني ووحدة الصف العربي والإسلامي جعلت السياسةَ اليمنية قائمةً على طي ملفات الماضي ونسيان آلامه وجروحه ومدت اليد في اتّفاق السلم والشراكة وبعدها للمؤتمر بقيادة عفّاش، واليوم اليد ممدودة لكل من يقاتلنا للعودة لجادة الصواب وتفويت وإفشال مؤامرات أعداء الأُمَّــة وَأَيْـضاً عندما أعلنت السعوديّة حربها على اليمن لم يأتي الرد اليمني إلا بعد ٤٠ يوماً والإمارات لم تتلقَّ الرد إلا بعد سبع سنوات، وهذه السياسة لها رسالتها وحكمتها ولم تأتي بالمصادفة أَو بالعشوائية فالنظرة لبعد ولهدف كبير جِـدًّا حفاظا على وحدة الأُمَّــة وتحصينا لها من مؤامرات التمزيق والتشرذم التي يعتمد عليه الأعداء وتسهل لهم تنفيذ مخطّطاتهم.
اليوم بإعصار اليمن لا بُـدَّ أن يزداد التلاحم والتراص ورفد الجبهات بالرجال والمال وبكل الوسائل لتعزيز الثبات والصمود ولا بُـدَّ أن تبذل الجهود الكبيرة لدعوة المغرر بهم للعودة لحضن الوطن، وبهذا تكون الفرصة الأخيرة لهم لتطبق على من يستمر بغيُه وضلالُه العقوباتُ الرادعةُ والعادلة بعد إقامة الحجّـة عليهم.
فبوحدة الأُمَّــة العربية والإسلامية ورص الصف في مجابهة الأعداء يكون الخَلاصُ وإفشال مخطّطاتهم الخبيثة.