في محضر الشهداء
موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
ويمتزج دم الإعلاميين بدماء المجاهدين، ليكون عنوان النصر مرسوماً بالأحمر القاني، مدموغاً بطهر العطاء، الموسوم بوسام الشهداء.
تلك الإبتسامة التي ما بارحت ثغره في تقديم رسائله، يخطّ بها رسالته التي كانت ربما الأخيرة، وهي عبارة خطها شهداء معركة ميدون الشهيرة “نحن استشهدنا ولم نركع، أنظروا دماءنا وتابعوا الطريق” ، كلمات هي أصدق تعبير عن الواقع الذي نعيش.
هكذا يستقبلون الشهادة، باستعداد جميل، وهم مدركون ما هم واصلون إليه، نيل إحدى الحسنيين، يسيرون بثبات، وعظمة تليق بقاماتهم التي طاولت السحاب، يمضون بشموخ الجبال التي يدافعون عنها، تاركين بصماتهم في كل مكان، فما ينجزونه تعمّ بركته الكون، وتصل إلى قلوبنا المجبولة بعطائهم الزاخر، فتنبض القلوب باسمهم، وتنتفض وجلاً بحبهم، نبارك لهم… بكل تأكيد، وفي القلب لآلئ تفيض إلى العيون، وحنين عظيم يتحرّك مع كل شهيد، يلفّ القلب دفئاً وولهاً إليهم في كل حين.
يكبر القلب بذكرهم، وتزهو الأرواح بعطائهم، فليس بعد عطائهم عطاء.
ويمتد العطاء جسراً متكاملاً بين القلم والصوت والصورة والبندقية، ليسطّر أروع الملاحم البطولية، فتنبثق منه أزهار النصر فواحة بأريج الشهادة، وتتضح المعالم لدرب طويل، معبدّ بالدماء، هذه الدماء التي تسعى لاستئصال الشر الذي جاء مستورداً من كل العالم ليدنّس طهر بلاد الشام، ولكن طهارة شهدائنا ستجرفه من الوجود، لتبقى الأرض محفوظة بنقاء تضحياتهم العزيزة على قلوبنا، الغالية علينا، المرفرفة في ربوعنا، تحمي الحمى، وتحفظ سر هذه البلاد العاصية على هؤلاء الدخلاء والمتدخّلين، الذين لا يجيدون سوى لغة الغدر والبتر، والذين يعيثون فساداً وإفساداً.
دماء الشهداء ستنظّف الأرض منهم، لأن الأرض تنبذ كل نتن ولن تحفظ سوى رائحة الأطهار الأبرار ، فهم من يسطّر التاريخ، وهم الباقون فيها، تحفظ أجسادهم الطاهرة بكل عطف وحنان، وأرواحهم تحفظها من أعالي الجنان، هو الحب المتبادل بينهم وبينها، والعشق الباقي الذي لا تقدر عليه أيادي اللئام، عشق منسوج من شرايين القلوب المجبولة على أروع عطاء.