في ضرورة دخول الجهاد الإسلامي الانتخابات القادمة
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
يقولون أول الرقص حجلان. بالأمس وصلت فتح إلى مرحلة الرقص على أنقاض القضية الفلسطينية، وكانت حماس ما زالت في مرحلة الحجلان! اليوم كلا فتح وحماس وصلا إلى مرحلة الرقص، وأصبحا وجهين لعملة واحدة، ويتنافسان على إرضاء نفس الزوج! لذا ليس غريبا أن يقوم هنية بالاتصال بمركز كارتر للنزاهة ليطلب منه الوقوف شاهدا على نزاهة الانتخابات، وهو منحى جديد لحماس، فتطلب الرضا أكثر من كونه محكا موضوعيا! ففي انتخابات 1996، كان مركز كارتر الشاهد على نزاهتها. في هذا الانتخابات كنت مرشحا عن دارة خانيونس. أعتقلت السلطة دينامو حملتي الانتخابية، ولم يطلقوه إلا بعد أن انتهت الانتخابات. كما طردوا ممثلي في أحد مراكز الاقتراع في المنطقة الشرقية، مع أن له حق التواجد كوني ينوب عني! بل وأكثر منذ ذلك وصلت صناديق الاقتراع لمنطقة القرارة على الحمير بعد إعلان النتائج. ومع ذلك منح مركز كارتر شهادة نزاهة لانتخبابات عام 1996. مركز كارتر هو الذي أصدر شهادة نزاهة الانتخابات في انفصال الجنوب السوداني.
اليوم لدينا فصيل واحد رئيس مقاوم، وهو حركة الجهاد الإسلامي، وهو أمل الأمة المتبقى. أدعو الله أن ينير بصيرتهم ويثبت قلوبهم فيتمسكون بالعروة الوثقى. ما موقف حركة الجهاد الإسلامي من الانتخابات. أنا لا أريد أن أسمع سقف أوسلو ما فوقه وما تحته! نحن اليوم علينا أن نقوّم المشاركة، ما لها وماعليها.
ما يهمني كفلسطيني أن تبقى حركة الجهاد الإسلامي في المشهد، ولا يتم تغييبها عنه، بحيث تحتاج أن تزور هذا الفصيل أو ذاك لتتمكن من معرفة ما يطبح للقضية الفلسطينية. نحن لا نريدها فقط أن تكون في المشهد، بل أن تسجل نقاط تحفظها أو رأيها فيما يجري أمامها من نشاط. وهذه إن لم تكن لها ميزة غيرها، فتستحق لها أن تدخل في الانتخابات لتوائم بين خططها وما يجري على أرض الواقع، حتى لا تكون خططها نظرية ونغمة نشاز في واقع السيمفونية الفلسطينية.
منظومة العمل الناعم هي الأهم في إجمالي أنشطة حركة مقاومة، فهي التي تحرك منظومة العمل الصلب. ما يبني الثقة في قدرات المقاومة الإسلامية في لبنان ليس ما لديهم من أسلحة، بل قدرتهم على إدارة منظومة العمل الصلب. لذا فقد استطاعت المقاومة الإسلامية في لبنان تجاوز مكرهم بعد الانتصار الكاسح في منظومة العمل الصلب في مواجهة 2006، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال. وجود المقاومة الإسلامية في مجلس النواب اللبناني هو قوة للمقاومة الإسلامية. ولو لم تكن فيه لربما دولة لبنانية يقودها أمثال جعجع والحريري وفتفت، قدمت المقاومة الإسلامية إلى المحاكم اللبنانية. وهي بحد ذاتها كارثة على المقاومة الإسلامية لو حدث ذلك.
دخول الجهاد الإسلامي في المجلس التشريعي الفلسطيني هو وضع تستطيع من خلاله الحركة أن توائم بين منظومتي العمل الناعم والعمل الصلب، من خلال العملية التي يطلق عليها التقويم الحقلي أو الميداني. هو نشاط ينطوي على تطوير القدرات الشاملة لدى حركة الجهاد.
قد يفوز أي من الفصيلين فتح أو حماس بالأغلبية، وإن الوضع صعب تخيله. وهذا يعني أن يستفرد هذا الفصيل أو ذاك بالقرار الفلسطيني في فترة حرجة من تاريخ هذه الأمة. دخول الجهاد الإسلامي على الخط، وهي قادرة على انتزاع ما لا يقل عن 30% من الأصوات، فيبقى لفتح 30% ولحماس 30% ولباقي الفصال والمستقلين 10%، وهذا يمنع بالضروة تكوين حكومة قادمة من فصيل واحد. وبالتالي يمنع تفرد فصيل بالقرار الفلسطيني.
رجاء حار إلى الإخوة من المفكرين الاستراتيجيين المؤيدين للمقاومة الإسلامية في لبنان أمثال أنيس النقاش وناصر قنديل وغالب قنديل والعميد وليد سكرية والعميد أمين حطيط أن يأخذوا المبادرة ليقنعوا قيادة الجهاد الإسلامي سواء في لبنان أم في دمشق بالدخول في الانتخابات الفلسطينية القادمة؛ فهي ضرورة حياة لخط المقاومة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.