في صفعة لمنظمة “إيباك”… نائب الرئيس الأميركي بايدن يخاطب غريمتها منظمة جي ستريت اليهودية الداعية للسلام
موقع القدس ـ
سعيد عريقات :
فيما اعتبر انقلاباً سياسياً مهماً “في معركة التنافس بين المنظمات الأميركية اليهودية المختلفة للتأثير على القرار الأميركي السياسي وحشده لخدمة إسرائيل، والذي تسيطر عليه لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (إيباك)، اللوبي اليهودي الأقوى في الكونغرس، استطاعت منظمة “جي ستريت” اليهودية الأميركية المقربة من “حركة السلام الآن” اقناع نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن ليكون متحدثها الرئيسي في حفلة العشاء الرئيسية يوم الآثنين، 30 أيلول (سبتمبر) بحسب ناطق باسم المنظمة.
وكان شرف مشاركة الرئيس الأميركي ونائبه يذهب تقليدياً إلى منظمة “أيباك” التي يشارك في مؤتمرها السنوي الذي ينعقد في العاصمة الأميركية واشنطن في الربيع (آذار أو نيسان) من كل عام، تقريباً كل أعضاء الكونغرس بشقيه، وذوي الشأن والمال، حيث يتملقون اسرائيل لدرجة تسبب الغثيان، ويتبنون مواقف الحكومات الإسرائيلية المتتالية بشكل كامل، مع الحماس لحزب “ليكود” ودعاة الاستيطان بدرجة أكبر، بحسب جي ستريت.
وعلمت القدس من مصدر مطلع أن نائب الرئيس الأميركي بايدن الذي طالما وصف نفسه “بالصهيوني” سيشير إلى أن “مبادرة الإدارة الأخيرة في استئناف المفاوضات الدائرة اليوم من أجل تحقيق السلام وقيام حل الدولتين، إسرائيل آمنة، وفلسطين مستقلة وقابلة للحياة ومتواصلة، تعيش بسلام وأمن مع إسرائيل وجاراتها الأخر، هو في مصلحة إسرائيل ومصلحة الولايات المتحدة الأمنية القومية”.
وسيحذر بايدن من “إنه على الرغم من انطلاق الأمل مجدداً مع استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الأخيرة، خاصة وأن الطرفين يظهران الجدية والنوايا الحسنة للتوصل إلى اتفاق نهائي لهذا الصراع الذي طال، إلا أننا سنضاعف جهودنا سعياً وراء السلام بالنظر الى أن النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد”.
وبالطبع سيلقي بايدن خطاباً مناصراً لإسرائيل.
ويقر مصدر من “إيباك” لـ القدس بأن موافقة بايدن على مخاطبة مؤتمر “جي ستريت” جاء بمثابة “لطمة” لمنظمته إيباك التي تشعر باحتكار سوق السياسيين الأميركيين ومتى، و”أين يشاركون أو لا يشاركون في القضايا التي تخص إسرائيل، وهم الآن يشعرون بالدوار، بينما تشعر جي ستريت بالنشوة”.
ويؤكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه “إنه على الرغم من إننا (إيباك) سمعنا الشائعات حول مشاركة شخصية فذة من ذوي الشأن في هرم السياسة الأميركية، لم نتوقع أن تكون بمستوى بايدن؛ نعم، بإمكانك القول أننا فوجئنا على الرغم من أن البعض يدعي أننا لم نفاجأ لحفظ ماء الوجه”.
وتصف المنظمة اليهودية الأميركية جي ستريت (التي تأسست في شهر نيسان/ابريل من عام 2008) نفسها بالقول: “إننا وجدنا من أجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، ونستهدف الدفع باتجاه السلام على هذا الأساس ونحشد الطاقات اليهودية وغير اليهودية الأميركية الشابة التي سئمت استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتتناقض مع المنظمات الأخرى التي تتبنى المواقف الإسرائيلية المتطرفة، ونرى أن قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تتعايش بأمن وسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل هو امر يصب بكل تأكيد في مصلحة إسرائيل”.
أما جيفري غولدبرغ الباحث والكاتب من “مجلس الاطلسي” والكاتب لشبكة بلومبرغ فيقول: “لو كنت من أصحاب نظرية المؤامرة، لوصفت ما حدث لإيباك الأسبوع الماضي: أولاً الدفع من أجل ضرب سوريا، والآن نائب الرئيس يخاطب (غريمتها) جي ستريت، لقلت أن الرئيس الذي اتسمت علاقاته مع إيباك بالتوتر خطط لذلك من أجل النيل من سمعتها”.
ويدعي غولدبرغ، وهو من ذوي العلاقات الوطيدة على أعلى المستويات في إدارة الرئيس الأميركي أوباما، “لقد سمعت من مصادر موثوقة من الإدارة ومن الكونغرس أن القرار بإيفاد بايدن اتخذ بالدرجة الأولى كمعروف (جميل) للويس ساسمان، من مؤسسي جي ستريت والذي عينه الرئيس سفيراً لبريطانيا، وتربطهما علاقات جيدة وهو (ساسمان) الذي طلب ذلك”.
إلا أن مصدراً في الإدارة قال لـالقدس: “نحن في وسط عملية السلام ومن الطبيعي جداً أن تشرح الإدارة موقفها من هذه القضية المهمة في كل محفل مهم”. ويضيف المصدر “إن معسكر السلام بين اليهود الأميركيين كبير جداً ويشكل قاعدة مهمة للرئيس وللإدارة بما يمكنها الضغط لاتخاذ القرارات الصعبة عن الوصول إلى تلك النقطة”.
كما سيخاطب المؤتمر مبعوث الرئيس الأميركي لمفاوضات السلام مارتن إنديك الذي عاد إلى واشنطن الثلاثاء الماضي بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين الماضي.
وكان جيريمي بن عامي رئيس جي ستريت وقائدها الروحي قد قاد وفداً كبيراً من المنظمة إلى رام الله والتقى الرئيس عباس العام الماضي.
وينعقد مؤتمر “جي ستريت” السنوي الرابع في واشنطن من السبت 28 أيلول (سبتمبر) إلى الثلاثاء 1 تشرين الأول 2013 (اكتوبر).
وعارضت جي ستريت توجيه هجمات على سوريا الأسبوع الماضي ورفضت ضغط الإدارة لحشد التأييد في الكونغرس لتفويض الرئيس أوباما بتوجيه الضربات لسوريا.
ويصادف الاثنين 30 أيلول 2013 يوم إلقاء بايدن لخطابه أمام جي ستريت اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.