في ذكرى إستشهاد فارس القدس القائد الشهيد قاسم سليماني
صحيفة الوفاق الإيرانية-
عارف العامري:
بقيام الثورة الإسلامية في إيران،تلاشت مخططات النظام الأمريكي والكيان الصهيوني، وتبددت اطماعهم في المنطقة،فحاولوا القضاء على الثورة بوسائل مختلفة،وتحريك الدولة العميقة ،وصناعة جماعات المعارضة،والتي فشلت كلها أمام إيمان القيادة الثورية في إيران بعدم الرضوخ والقبول بأي املاءات تمس السيادة الوطنية، ووقوف شعب جمهورية إيران الإسلامية الى جانب قيادته الثورية الحكيمة في مواجهة التحديات والمخططات التي يواجهها،والتي حاولت الأنظمة الغربية فرضها او تمريرها عبر اذنابهم من حكام الأنظمة الرجعية.
بعد الفشل الذريع الذي منيت به تلك الأنظمة في خلخلة الداخل الإيراني،لجأت الى صناعة وزراعة التنظيمات المتطرفة التي تتحدث بإسم الدين،الامر الذي وجب على الدول الإسلامية محاربته ومواجهة صانعيه والقضاء على قادته .
وبتعيين المجاهد قاسم سليماني فارس الشهداء قائداً لفيلق القدس ،استطاع هو ورفيقه في الحياة والاستهشاد ابو مهدي المهندس، تحجيم تلك التنظيمات الإرهابية المدعومة من امريكا والكيان الصهيوني،والممولة بأموال دول في الخليج الفارسي والحد من خطورة انتشارها.
وبانطلاقة حيدرية جهادية ايمانية، وبمواقف بطولية في ساحات الجهاد الإسلامي، عمل القائد الشهيد قاسم سليماني والشهيد المهندس على توجيه المجاهدين للقضاء على دولة ما يسمى بداعش في بلاد العراق والشام،الامر الذي جعلهم ورفاقهم محط اهتمام الكيان الإسرائيلي كشخصيات يجب القضاء عليها،كونهم يعطلون مشاريعها المستقبلية في تمرير صفقة القرن، ويعيق تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد.
فكان إصدار مجلس الشيوخ الأمريكي قرارا يعتبر القائد الشهيد قاسم سليماني راعيا للإرهاب،واصدرت مرسوماً ينص على وجوب القبض عليه ومحاكمته.
الخلاصة، إنهم عطاء الله للأمة، وهم الجسر الذي نعبر من خلاله إلى النصر.
بسياسة المجاهد،استطاع القائد قاسم سليماني والشهيد المهندس أن يحبطا مؤامرة أمريكية، استهدفت شق الصف العراقي، ومحاولة تقسيمها،وافشال كثير من مخططات العدو.
فمن هنا نعرف أن القائد الشهيد سليماني والشهيد ابو مهدي قد أقلقا دول الاستكبار العالمي والأنظمة الرجعية العربية.
كل ذلك بسبب الدور الحيوي للشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في إحلال السلام والأمن في غرب آسيا والذي خططا له على النحو التالي:
1 – مكافحة الإرهاب التكفيري.
2 – إفشال المشاريع الأمريكية.
3 – العمل على تكامل محور المقاومة .
4 – التحول في معادلة القوة.
5 – خلق الأخوة بين شعوب المنطقة.
6 – احترام سيادة الدول.
7- الدعوة الى تحرير القدس المحتلة.
8 – إخراج اي قوى أجنبية مهما كانت مهامها من المنطقة.
فكان لهما ما أرادا في جزء كبير من المشروع المقاوم،بالمشاركة والدعم والإسناد للقوات اللبنانية ومجاهدي حزب الله اللبناني في طرد اليهود من جنوب لبنان في حركة تموز،ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) في سوريا والعراق،ووجوده في أفغانستان ومرافقة المجاهدين الأفغان.
ولا نغفل هنا الدور الدبلوماسي للقائدين سليماني والمهندس في العديد من الدول للتحقيق في بعض الأحداث، وحلحلة كثير من التوترات، والعمل على تجاوز الصعوبات،ومن اهم اعمالهم الدبلوماسية المرتبطة بالجانب الجهادي هو افشالهم للمشروع الصهيوامريكي المتمثل في صفقة القرن وما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد.
ورغم أن اغتيال الشهيد سليماني والشهيد المهندس ورفاقهما ، ترك ندبات كبيرة في قلوب محبيهم ، وألم شديد، إلا أن النقطة المهمة هي أن جبهة المقاومة والممانعة لم تنتكس رايتها بهذه الجريمة ، بل تسببت في إحراز تقدم هائل في هذه الجبهة يوماً بعد يوم واهمها كان في :
– موافقة الإدارة الأمريكية على انسحاب قواتها من العراق وتزايدت المطالبة العامة وتوحيد الجهود المبذولة لسحب القوات الأمريكية بالكامل من المنطقة.
– استمرار الانتصارات على جبهة المقاومة .
– انتصارات الجيش واللجان الشعبية في اليمن على التحالف السعودي .
– التضامن الشعبي مع جبهة المقاومة.
– ارتفاع معدل انتشار ثقافة وروح الجهاد في سبيل الله ،ومن اجل الحرية والعدالة والاستقلال .
– ظهور الوجه القبيح لأمريكا في العالم.
– افتضاح المطبّعين مع الكيان الإسرائيلي.
– توجيه صفعة قوية للإدارة الأمريكية،واستهداف قاعدتها الموسومة عين الأسد في العراق،كرد كانت قد توعدت به القيادة الثورية في جمهورية إيران الإسلامية.
استطاع شهيد القدس القائد قاسم سليماني ورفيقه أن يوجها بوصلة العداء نحو الشيطان الأكبر، منذ توليه قيادة فيلق القدس.
وبأيمانهم أن فلسطين هي قضية الأمة،وهبا نفسيها من أجلها،حتى أصبحا غريمين لأنظمة الاستكبار العالمي.
فحققا مالم يقدر عليه سواهم في مواجهة أذرع أمريكا في المنطقة،وقادا فيالقهما للتخلص من التنظيمات المتطرفة الإرهابية المدعومة من الغرب وعلى رأسهم أمريكا والكيان.
فالعديد من هذه الحالات كلها تعود لجهود وتضحيات و دماء شهداء قادة المقاومة بشكل عام، والشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني ورفيقه بشكل خاص، الأمر الذي جعل يد محور المقاومة هي اليد المهيمنة في المنطقة ، وبالتأكيد أصبحت الان هذه اليد هي العليا التي ستبقى في المنطقة و الإرث الذي خلفه الشهداء القادة والشهيد قاسم سليماني.
وباعتباره هدفا استراتيجيا سعت امريكا من خلال إغتيال القائد قاسم سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس ،لوقف أو اضعاف حركة المقاومة في المنطقة وبالتالي تغيير مسار التطورات التي كانت تمتاز بها المقاومة ، وبالقدر الكبير الذي حظيت به، والانتشار الواسع في عدد من دول المنطقة،والايمان القوي الذي تتحلى به .
وكلما كانت المقاومة اقوى ،فهذا يعني ان التيار المناهض لها في المنطقة سيصبح أضعف ،وتلك القوى متمثلة بالكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية المرتبطة بالقوى الأجنبية وكذلك القوى الأجنبية نظير الولايات المتحدة في المنطقة.
باغتيالهم واستشهادهم ساء الوضع في الولايات المتحدة و في وضع التحالفات الغازية ، بل أدى هذا الاستشهاد إلى زيادة التعاطف مع المحور والوحدة ونداء الثأر والانتقام في جبهة المقاومة.
استشهاد الجنرال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس مثل خسارة كبيرة لدى محور المقاومة الإسلامية،فلقد كانا رمزاً قومياً في الجهاد في سبيل الله ومن أجل الحرية والعدالة، واضعين نصب عينيهما تحرير كامل الأراضي المحتلة.
إضافة إلى ذلك ، جعلت انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة في أسرع وقت ممكن مطلباً عاماً، بل وتم اتخاذ إجراءات فعالة في هذا الصدد. فقد وفّر اغتيالهما حافزاً إضافياً لمواصلة طريق هذين الشهيدين ضد المخططات الصهيونية الأمريكية في المنطقة.
ومن هنا صار لزاما ان نعلم بان الدور الريادي الذي قاما به قاهري امريكا، قد وضع حدا للخطر والغطرسة الأمريكية الصهيونية في المنطقة .
وإن شاء الله في يوم من الأيام سنرى تدمير الكيان الصهيوني المزيف والنظام الإرهابي للولايات المتحدة.