في حقائق السّلام والتطوّر الإسلامي والعَالمي
موقع إنباء الإخباري ـ
يلينا نيدوغينا*:
خلال استماعي لكلمة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى المملكة الاردنية الهاشمية، سعادة السيد مجتبى فردوسي بور، في حفلٍ بمناسبة العيد الوطني الايراني، وجدت نفسي أدخل في مقارنة ومشاركة جدانية ما بين الواقع الإيراني الحالي، ووقائع عددٍ من الدول الغنّية، لأجد أن إيران وبرغم الحِصارات المؤلمة المَفروضة عليها، تطوّرت وتعمّق إزدهارها في مناحي عديدة، ماأفضى بحكومات عديدة للإعلان عن رغبتها الانسحاب من إتّفاق (خمسة زائد واحد) الدولي، إعتقاداً منها بأنه يُمكنها وقف التقدّم الإيراني وتألّقه الذي غدا جاذباً للاستثمارات والشركات الغربية.
السيد السفير بور نوّه الى ان تطور بلاده يَكمن في مكانتها العلمية، وثقة الشعب الايراني بنفسه وقيادته. وفهمت من كلمته، أن هذا الشعب يَتميّز بصفوفه المتراصّة لتحقيق غاياته الوطنية والتطوريّة، في إطار إنساني مَحض، لا يَجمعه جامع مع تلك الرغبات اللاإنسانية لمن يقفون في مواجهته.
وفي الرؤية الموضوعية، ان الاقتصاد الايراني وصل اليوم الى حالة متقدمة في المنافسة السلمية للبلدان الصناعية المتقدمة، وتشتهر البلاد الايرانية بعلمائها وخبرائها العلميين وإنجازاتهم، بخاصة في الصناعات الدقيقة والعلاجية والزراعة وعلوم الفضاء وارتياده، وبإختراعاتهم المتواصلة في شتى الحقول، وها هم ينتشرون في غير إيران أيضاً، ليكونوا قِيمة مُضافة لوطنهم، تُحسب لها ولهم عالمياً، مايُوفّر جُهوزية للتعاون الايراني مع الآخرين، من أجل تحقيق الاستقرار الاقليمي في المجالات المختلفة، بخاصة في المجال الاقتصادي، مايوفر أرضية مناسبة لتعزيز الاستقرار والأمن المُستدام على صَعيد عالمي.
ويَنسحب التقدّم المادي لإيران على التقدم في الفكر والفلسفة والعلاقات المتحضّرة مع الآخرين، ولجهة التعاون مع مختلفة الأنظمة ذات التوجهات المخالفة أو المختلفة، من خلال “الإيمان باستقلالية الأنظمة الحاكمة وإحترامها، الذي هو ضامن مهم لتعزيز السّلم والاستقرار، والحفاظ على الأمن الاقليمي والدولي، وترحّب إيران بالتفاهم المشترك والخطوات الودّية في سبيل التوصل الى حلول سلمية للخلافات القائمة”.
في التوجّه الإيراني، الذي نلمسه في علاقات إيران الكبرى مع المعسكرات المتباينة والدول المُخالِفة في الرأي والتحالفات، – وهو ما شدّد السفير عليه -، تأكيد طهران على الجهود المَحمودة المَبذولة لمنع الفتن المذهبية بين المسلمين، “وهو من أهم الموضوعات المطروحة اليوم في العالم الاسلامي، إذ تُعدُ الوحدة الاسلامية من أبرز العقائد الدينية في الجمهورية الاسلامية الايرانية”، لكن ومن ناحية أخرى، ترى كيف أن “من أهم الأهداف المشؤومة لإعداء شعوب المنطقة، هي إثارة الفتن المذهبية والتفرقة بين الشعوب، ولهذا تؤمن الجمهورية الاسلامية، بأن هذه المساعي الخطيرة ليست في صالح بلدان المنطقة وشعوبها”.
ومن البديهي كذلك، أن وحدة المسلمين حول مبادئ جامعة، وانتشار السلام بين الدول الاسلامية، والاستقرار في العلاقات ونفعِها والمَنفعة المشتركة والمتبادلة، يؤدّي الى انفراج في أقاليمها وفي العالم ككل، مايَصل بالعالم الى تجذير عملية التقارب الدولي وتعميق التفاهم بين قيادات العالمين الشرقي والغربي وشعوبهما، للانتقال الى حالة جديدة في العلاقات الدولية، تقوم على بناء صرح تطوّري واستثماري مشترك، يُجذّر المصلحة المشتركة للجميع.
ومن خلال السلام الاسلامي – الاسلامي، يتم تمكين نشر السلام العالمي وضمان شساعته واستمراريته وثباته، وتحقيق العدالة للشعوب المُضّطهدة وبينها، وبضمنها العربية والاسلامية، وللتمكّن لاحقاً من تسهيل الجهود لتدشين علاقات نوافع دولية متوازنة، واستبدال اقتصادات الحروب والارهاب باقتصادات التعاون والانتاج والازدهار الواقعي والمنطقي والسلمي للشعوب، ولعمري فأن إيران تسير في هذا الإتجاه المُرحّب به وبكل جهود مُمَاثِلة على امتداد البسيطة.
*كاتبة روسية ونائب رئيس رَابِطة القَلمِيين مُحبِي بُوتِيِنْ ورُوسِيّه لِلأُردنِ وَالعَالَم العَربِي.