في حارة حريك.. «ابن ضيعتنا» صار رئيساً!

haret-hreik

صحيفة السفير اللبنانية ـ
زينة برجاوي:

 

أمام أحد أفران منطقة حارة حريك، يقف محمد خليل (21 عاماً) مع صديقه بانتظار أن تجهز «منقوشتهما»، ليخبره عن الصورة الكبيرة التي عُلّقت للرئيس ميشال عون على «جسر الحارة». يعرب محمد عن فرحته بذلك، ويبررها بأن «عون ابن منطقتنا وهو من قبلنا هنا».

تستعد حارة حريك لتزفّ ابنها العماد ميشال عون رئيساً. ليس بالغريب عليها، وهي المنطقة التي يرد ذكرها في إطار المعادلات الإقليمية التي ترسم التوازنات في المنطقة، أن تخرّج رئيساً للجمهورية، «انحاز كلياً الى محور المقاومة، فترجم إنجازه انتصاراً رئاسياً».. هذا هو معنى «الحارة».

بروتوكولياً، أتمّت بلدية حارة حريك واجباتها تجاه «الجنرال». فرحّبت به بالطريقة التي تليق به: «أسطورة طائر الفينيق تحققت بعد وصولك الى الرئاسة»، تقول اللافتات المنتشرة في الطرق.

هنا، ينتزع عون عباءته الحزبية، ليرتدي الوشاح الوطني. غابت أعلام «التيار الوطني الحر»، واستبدلت بالاعلام اللبنانية لاستقبال «فخامة الرئيس».

في كنيسة مار يوسف في حارة حريك، حيث يتوافد المئات من أبناء منطقة حارة حريك للمشاركة في قداس كل احد، يشارك محمود برو، وهو في العقد السابع من عمره، ويعمل في بلدية حارة حريك، في وضع اللمسات الأخيرة على الاحتفالات التي يتم التحضير لها. تعني المناسبة كثيراً له، فهو يقول إنه كان الحلاق الخاص لـ «أبي الميش»، عندما كان يقيم في المنطقة. ممازحاً، يؤكد محمود استعداده للتوجه إلى قصر بعبدا والإشراف على «التسريحة الأولى لسيد القصر».

حضر أبناء حارة حريك من كسروان والمتن وجونية. يزور هؤلاء «الضيعة» كل يوم أحد، وهو الاسم الذي يطلقونه على منطقة حارة حريك. يزورونها للتعبير عن «ولائهم» للمنطقة التي ولدوا فيها، قبل هجرها لأسباب أمنية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. هنا، تُرفع الكلفة بين عون وأبناء منطقته. تغيب الالقاب، ليبقى «ميشال» وحده سيد الموقف في سرد الذكريات.

يعبّر شربل عن فرحه بتولي «ابن ضيعتي» منصب رئيس الجمهورية. أما أغاد شويفاتي، وهي واحدة من العائلات الخمس التي لم تغادر حارة حريك، والتي سبق أن حضرت زفاف عون في كنيسة مار يوسف، فتقول «بالامس زُفّ عريساً داخل هذه الكنيسة، واليوم ومن المكان نفسه نزفّه رئيساً». كما تؤكد أنها ستتوجه الى القصر للاحتفال بـ «ابن ضيعتنا».

أمام الكنيسة، يتناوب كل من حضر على سرد ذكرياته مع «الجنرال»، وبينهم من جلس على مقاعد الدراسة الى جانبه. يروي جوزف شديد كيف انتابه شعور الفرح حين كان تلميذاً في مدرسة «الفرير ـ فرن الشباك»، ورأى عون برفقة خاله الذي حضر ليسجّله في المدرسة، فزفّ الخبر حينها الى أولاد المنطقة «ميشال صار معنا بالمدرسة».

من جهته، يؤكدّ رئيس بلدية «حارة حريك» زياد واكد أن «الاحتفالات ستبدأ عند العاشرة من صباح اليوم في المنطقة، حيث ستنصب شاشات كبيرة أمام الكنيسة لمتابعة مراسم الانتخاب». واستبعد واكد زيارة قريبة لعون الى المنطقة، لأسباب أمنية، مؤكداً، في الوقت نفسه، أنه سيترأس وفداً من البلدية لزيارته في بعبدا.

الفرحة الكبيرة ينغصها غياب «أبو نعيم» (الياس عون) الشقيق الأكبر لـ «الجنرال. هو الرجل الذي يعرفه كل أهل الحارة وكل من كان يريد سندا في الأيام الصعبة. العونيون يلجأون إليه يوم كان «الجنرال» يقيم في المنفى الباريسي. توفي «أبو نعيم» قبل خمس سنوات. حلمه تحقق لكن الغصة الثانية أن نجله نعيم تم إبعاده وثلة من رفاقه فقط لأنهم قرروا أن يرفعوا صوتهم.. تصويباً للمسار. «أبو نعيم» على موعد اليوم مع ثلة عونية ستضع اكليل ورد على ضريحه، في غياب نعيم وهو غياب يفهمه أحد أبناء الحارة: للأمانة، مشكلة نعيم أنه لا يريد شيئا لنفسه، وهذه القماشة لا تناسب القيمين على أمور «التيار»!

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.