في جلسة “كشف المستور”.. إنتخاب الرئيس “فرق على واحد”!
وكالة أنباء آسيا-
زينة ارزوني:
سيناريو الجلسة الاولى نُفذ بحذافيره كما رسمته مختلف الكتل البرلمانية لجهة انتهائها بعدم انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية، وما قد يليها من جلسات تبقى سيناريوهاتها ضبابية في انتظار نضوج الطبخة التي يشارك فيها الجميع للتوافق على اسم الرئيس العتيد.
ولكن من دون ان يدرون، كاد سيناريو اخر ان يُنفذ في اخر لحظة، فبعد فرز اصوات النواب واعلان النتيجة، سأل رئيس المجلس نبيه بري عن عدد الحاضرين ليتفاجأ انه يتواجد داخل القاعة 85 نائباً، فيقول ممازحاً: “جبلك شي واحد من برا”، فتوافقه النائبة بولا يعقوبيا الرأي وتبدأ بالمناداة “بدنا واحد”، وعندها يرفع الرئيس بري الجلسة لعدم اكتمال النصاب، ليكون انتخاب رئيس الجمهورية في “جلسة النيات”، قد “فرقت على واحد”.
الاوفر حظاً في هذه الجلسة كانت الورقة البيضاء التي نالت 63 صوتاً، فيما نال النائب ميشال معوض 36 صوتاً، 10 للبنان، 11 صوتا لسليم إده، حيث كشفت مصادر نيابية ان اصوات “نواب التغيير” الـ 11 صبت كلها لمصلحة المرشح سليم ميشال إده، بينما غاب اثنان منهم هما النائب ابراهيم منيمنة الذي اعتذر عن الحضور لإصابته بكورونا، والنائبة نجاة صليبا بداعي السفر، فيما اقترع النائب كريم كبارة لـ”نهج رشيد كرامي”، ونائب اخر وضع ورقة في صندوق الاقتراع تحمل اسم الايرانية مهسا اميني.
جميع الكتل حضرت الى الجلسة كما وعدت، وهم على علم مسبق بأن “الدخان الأبيض” لن يخرج من مدخنة قبّة البرلمان، ما دام التوافق ليس موجوداً، واسم الرئيس لم ينزل مع “الوحي” حتى اللحظة.
ومع أن معظم الأوراق كانت بيضاء، الا ان النواب جلسوا في أماكنهم “للتحمية” كما قالوا خلال الجلسة، لم يرد أحد أن يكشف أوراقه قبل معرفة ما يخبىء الآخرون من أوراق، وحدهم من سمّوا النائب ميشال معوض كانت أوراقهم مكشوفة.
مشهد اليوم كرّس معادلة قديمة- جديدة، وهي أن الشعب في وادٍ والسلطة في وادٍ آخر، فالشعب يُدرك ان اهل السلطة يتوافقون دائماً عليه وعلى مظلوميته، فهم بهذه الجلسة دفعوا البلد إلى فراغ يعترفون أنه سيكون “قاتلاً”.
فحتى الساعة لا يملك فريق وحده الاكثرية المطلوبة لتأمين النصاب القانوني لجلسة الانتخاب لايصال مرشحه الى سدة الرئاسة، بحسب ما تؤكد المصادر.
وبعد انتهاء المسرحية وإسدال الستار مع رفع الجلسة، جدد الرئيس بري التأكيد على أنه “عندما يتمّ التوافق على رئيس أدعو لجلسة مقبلة لمجلس النواب، واذا ما صار في توافق واذا ما كانوا 128 صوت لن ننقذ لبنان”.
وبانتظار الدعوة للجلسة الثانية، أشار النّائب سامي الجميل الى أنّه “لدينا فرصة كلّنا خلال هذا الشّهر، أن نعمل ونتواصل مع بعضنا البعض ونوحّد صفوفنا كمعارضة أوّلًا، للتّعاطي مع الفريق الآخر بمعادلة متوازنة، والوصول إلى حلّ للبلد”، مشدّدًا على أنّ “لا أحد يستطيع أن يربح المعركة لوحده”.
ولفت عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي حسن خليل إلى أنه “بغياب التوافق لا يمكن انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
وبعد نيله 36 صوتاً، أشار النائب ميشال معوّض إلى أنّه “لم يكن هناك أيّ توقّع بأن تُنتج الجلسة الأولى رئيساً للجمهورية، وهناك 36 نائباً صوّتوا لي بالإضافة إلى 4 نواب تغيّبوا وأبدوا دعماً لي”، مضيفاً: “أعتبر أنني أمثّل خيار السيادة والدولة والإصلاح والمصالحة والوفاق بين اللبنانيين من دون استقواء”.
اما المرشّحة الرئاسيّة ميّ الريحاني، وبعدما نالت صفر صوت خلال الجلسة الأولى، فقد قالت “أتوقّع أنّ يُطرح إسمي في الجلسات المقبلة، وأنا متفائلة جدًّا”.