في تشرين أول: أطلق سراح 26 أسيرا واعتقل 390 فلسطينيا
أفاد مركز أسرى فلسطين للدراسات في تقريره الشهري حول الاعتقالات وأوضاع السجون أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي، تشرين أول/أكتوبر، حملات الاقتحام والاعتقال التي تمارسها بحق أبناء شعبنا، في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، حيث نفذت ما يزيد عن 240 عملية اقتحام للقرى والمدن والمخيمات والأحياء، اختطف خلالها الاحتلال ما يزيد عن 390 مواطناً فلسطينياً، بينهم 65 طفلا، و3 فتيات ونائبان.
وأوضح تقرير المركز أن الاحتلال صعد الشهر الماضي من عمليات الاعتقال لكسر فرحة الفلسطينيين بإطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى القدامى، ولإرضاء الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة التي كانت ترفض إطلاق سراحهم، حيث شهدت مدن وقرى الضفة المحتلة والقدس عمليات اعتقال واسعة، شملت العشرات من كافة شرائح المجتمع الفلسطيني.
النساء والأطفال
وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال اختطفت خلال الشهر الماضي ما يقارب من 65 طفلاً، أصغرهم الطفل عكرمة محمد سويدان 8 أعوام، من قرية عزون قضاء قلقيلية، والطفلان فرحات نافع الرجبي 9 أعوام، وعبد الرحمن عامر برقان 10 أعوام من الخليل، بحجة إلقاء الحجارة على الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى الطفل المقدسي لؤي صيام 10 أعوام، فيما اختطف الاحتلال 3 فتيات، وهن الطالبة في جامعة القدس المفتوحة لمى إبراهيم عبد الله حدايدة 25 عاما من مدينة طولكم بعد اقتحام منزل عائلتها الكائن في مخيم طولكرم وتفتيشه، وتم نقلها إلى مركز توقيف وتحقيق الجلمة للتحقيق معها، ومدد اعتقالها الخميس لمدة 6 أيام، وهى تعاني من ضيق تنفس وآلام في الجيوب الأنفية، وكذلك الفتاة منتهى محمود احمد الحيح 20 عاما من الخليل، بعد اختطافها من السيارة التي كانت تقلها عند أحد الحواجز على مدخل بيت أمر، وتم نقلها إلى مركز تحقيق المسكوبية، فيما اعتقل فتاة ثالثة في العشرينات من عمرها على حاجز مفاجئ على مدخل مخيم الفوار قضاء الخليل، بعد إيقاف المركبة التي تستقلها، حيث أوقفها جنود الاحتلال ونقلوها لجهة مجهولة ولم تعرف هويتها.
اعتقال النواب والقيادات
وبين التقرير أن الاحتلال شن هجمة شرسة على القيادات الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث اختطف نائبين إضافة الى العديد من القيادات وهما: النائب نزار رمضان، والنائب محمد ماهر يوسف بدر،من الخليل، وتم تحويلهما إلى الاعتقال الإداري، والقيادي في حماس الدكتور عدنان أبو تبانة المحاضر في جامعة القدس المفتوحة في الخليل، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها ومصادرة أجهزة حاسوب واتصال منها، والقيادي في حركة حماس الشيخ جمال حدايدة 45 عاما من محافظة طولكرم، فيما اعتقلت الشيخ جمال الطويل بعد مداهمه منزله في مدينة البيرة، بعد الاعتداء عليه وعلى زوجته وتهديد ابنته بالاعتقال، وكذلك اعتقلت الشيخ حسين أبو كويك من منزله في بلدة بيتونيا، والقيادي، فرج رمانة، من منزله في حي أم الشرايط في المدينة.
قمع واعتداء
وأفاد التقرير أن إدارة السجون صعدت الشهر الماضي من استهداف الأسرى بعمليات القمع والاقتحام ولم تراى حرمه أيام عيد الأضحى المبارك، حيث تعرض الأسرى لأكثر من 13 عملية قمع خلال أكتوبر الماضي، من بينها 5 خلال أيام العيد، حيث اقتحمت أقسام الكرافانات التي يتواجد بها 200 أسير فلسطيني، ومحاولة عزل الكرفانات وتصغير حجم الأقسام، بحيث يصبح كل 3 كرفانات في قسم واحد بدل 8 كرافانات في القسم، كذلك اقتحمت أعداد كبيرة من وحدات القمع قسم رقم 1، في سجن “جلبوع” برفقه الكلاب البوليسية المتوحشة وقامت بالتنكيل بالأسرى، و قامت إدارة السجن بمعاقبة الأسرى بنقل 12 أسيرا للزنازين الانفرادية، ونقل سبعة آخرين إلى سجون مختلفة، وسحب الأجهزة الكهربائية.
وفي سجن عسقلان تعرض أهالي الأسرى في أول أيام العيد خلال زيارة ذويهم لمعاملة مذلة دفعت الأسرى للاحتجاج، فيما هدد مدير سجن “ريمون”، باقتحام غرف الأسرى من قبل وحدات “المتسادا” الأمر الذي دفع الأسرى إلى التهديد بحرق الأقسام والغرف إذا ما تم اقتحامه، واقتحمت وحدة “ديروم” غرفة رقم 8 بقسم 25 في سجن النقب الصحراوي، وأجرت حملة تفتيش على محتويات الغرفة، وحطمت أغراض الأسرى الخاصة بحجة البحث عن أجهزة اتصال، واقتحمت وحدات القمع غرفة رقم 13 بقسم 3 في سجن عسقلان وأخرجت الأسرى إلى ساحة الفورة، ومن بينهم أسرى مرضى وكبار السن. وحطمت جميع مقتنايتها بالكامل وتم تكسير الخزائن الخاصة بالأسرى، وقامت إدارة سجن النقب بتركيب أربعة أجهزة تشويش في أقسام 21، و22، 23، بالسجن مما سيتسبب لهم بمضار صحية.
نقل وعزل
وواصل الاحتلال سياسة العزل والنقل بحق الأسرى، حيث قامت مصلحة السجون بنقل الأسيرين القياديين الشيخ جمال أبو الهيجاء من سجن شطة لسجن “جلبوع”، والقيادي الأسير إبراهيم حامد من سجن “جلبوع” لسجن شطة، كذلك قامت بنقل الأسير سامح سمير الشوبكي (33 عاما) من قلقيلية من مركز تحقيق الجلمة إلى العزل الانفرادي بحجة خطورته على أمن الاحتلال، وكان قد نقل قبل العيد إلى من “هداريم” إلى الجلمة، وقامت إدارة سجن “هداريم” بنقل الأسير عاصم محمد الكعبي (35 عاما) إلى سجن مجدو.
ونقلت إدارة سجن النقب الصحراوي الأمين العام لأسرى حركة الجهاد الإسلامي عمار عمر القواسمة إلى سجن نفحة، فيما قامت الإدارة بعزل الأسير محمد أبو ختلة من قطاع غزة في الزنازين الانفرادية لمدة سبعة أيام إلى جانب منعه من زيارة الأهل لمدة شهرين بتهمة محاولة تهريب نطف لخارج السجن، وأقدمت على عزل الأسير المقدسي مراد محمود نمر من القدس المحتلة في عزل “ريمون” بعد عودته من تحقيق “بيتح تكفا”، وقامت إدارة سجن ريمون بعزل الأسير ياسر ذيب حمدوني من جنين انفراديا منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك وبشكل تعسفي دون مراعاة لحالته الصحية، ويعاني الأسير من كسور في الساق و قرحة في المعدة.
احتجاج الإداريين
وأفاد المركز أن الأسرى الإداريين أعلنوا فى العاشر من الشهر الماضي بدء برنامج نضالي تصاعدي ضد سياسة الاعتقال الإداري فى خطوة تعتبر الأولى من نوعها بشكل جماعى يُقدِم عليها الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال، وبدأت الخطوة العلمية الأولى لهم فى الخامس والعشرين من الشهر بمقاطعة محاكم الاعتقال الإداري بأنواعها، مما دفع سلطات الاحتلال إلى استخدام سياسة التهديد والوعيد بحقهم، وتجميعهم أسرى النقب الإداريين فى قسم واحد تمهيدا لاتخاذ عقوبات بحقهم، وقامت بنقل بعض الأسرى بالقوة للعرض على المحاكم، وفي نهاية اكتوبر بدأ الأسرى الإداريون خطوة أخرى بالتوقف عن تناول الدواء، والخروج إلى عيادات السجن مما يشكل خطورة حقيقة على حياتهم حيث أن أكثر من نصفهم مرضى وكبار فى السن.
ويستمر الأسرى في خطواتهم الاحتجاجية بشكل متدرج، وسيقدمون على إضراب متقطع عن الطعام خلال الشهر الحالي حتى تستجيب إدارة السجون لمطالبهم العادلة.
الإداري والتمديد
وكشف تقرير المركز بأن محاكم الاحتلال مددت اعتقال ما يزيد عن 200 مواطن فلسطيني لأيام وأسابيع خلال الشهر الماضي، فيما جددت الاعتقال الإداري لأكثر من 30 أسيرا ادارياً، من بينهم الأسير النائب محمد إسماعيل الطل من الخليل لمدة 4 أشهر للمرة الثالثة على التوالي، وثبتت الاعتقال الإداري الصادر بحق الأسير الكاتب والمحلل السياسي أحمد قطامش 60 عاما لمدة أربعة شهور، وجددت الإداري للمرة الرابعة للأسير الصحفي الأسير أسامة شاهين من الخليل، ورفضت النيابة العسكرية الاستئناف المقدم له.
فيما حولت الأسير الجريح يوسف عماد عامر من مخيم جنين للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، وأصدرت محكمة “عوفر” حكما بالسجن المؤبد إضافة إلى ستين عاما على الأسير حسين علي القواسمة من الخليل.
وجدد المركز مطالبته للمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بضرورة تشكيل لجان للاطلاع على أوضاع الأسرى الصعبة في سجون الاحتلال، ووضع حد لجرائم الاحتلال بحق الأسرى.
المصدر: موقع عرب 48