في الذكرى الـ 66 للنكبة.. المؤامرة على القضية الفلسطينية مستمرة.. والفلسطينيون يواصلون تمسكهم بثوابتهم وأرضهم
وكالة الأنباء السورية ـ سانا:
يستذكر أبناء الشعب الفلسطيني بمرارة غدا الذكرى السادسة والستين لنكبة فلسطين والتي شكلت ولا تزال جرحا نازفا ومفصلا مأساويا استثنائيا في تاريخنا العربي المعاصر عامة والتاريخ الفلسطيني خاصة.
وعلى الرغم من أن تسمية النكبة لم تحمِل كل المعاني والمآسي الحقيقية التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948وما قبله وما بعده إلا أنها تعبر عن بعض ما ألم بهذا الشعب من مجازر وقتل وتهجير جماعي و عمليات تطهير عرقي على أيدي العصابات والمجموعات الصهيونية والتي أدت إلى تهجير معظم أبناء هذا الشعب من وطنه والاستيلاء على ارضه ومصادرة تاريخه وجغرافيته.
ووفقا لما تم توثيقه من معطيات ووقائع عن مجريات بداية العام 1948وصولا إلى الخامس عشر من أيار ذكرى النكبة قامت العصابات الصهيونية مثل الهاغانا وشتيرن وغيرهما بمساعدة من سلطات الاحتلال البريطاني انذاك بطرد وتهجير اكثر من 750 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم وحولتهم إلى لاجئين في دول عربية وغير عربية.
كما ارتكبت هذه العصابات عشرات المجازر ضد الفلسطينيين كمجازر دير ياسين وبلد الشيخ والطيرة وقبية وعين الزيتون وحيفا والقدس وغيرها والتي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء الفلسطينيين إضافة إلى هدم وتدمير أكثر من 500 قرية ومدينة فلسطينية وتحويلها إلى مستوطنات لإقامة المهاجرين المستجلبين من مختلف بقاع الأرض.
وفي قراءة للظروف التاريخية التي رافقت نكبة العام 1948 يشير المراقبون والمتابعون إلى أن هذه النكبة كانت جزءا من مخطط استعماري رسم من قبل الدول الغربية لزرع كيان استيطاني استعماري في قلب المنطقة العربية ودعمه وتسليحه ليكون ذراعا ضاربة وشرطيا يحمي مصالح ومطامع هذه الدول في المنطقة ولعشرات السنين.
ويضيف المراقبون أن هذا المخطط نجح في تحقيق أهدافه في تلك المرحلة بسبب حالة التشرذم والضعف العربي إذ كانت معظم الدول العربية واقعة تحت الاحتلال أو خارجة لتوها من نيره فيما دول أخرى تحكمها أسر وملكيات تابعة وخاضعة لشروط الدول الاستعمارية ومصالحها.
وبالنظر إلى واقع الشعب الفلسطيني بعد 66 عاما على النكبة يمكن القول إن مفاعيل هذه النكبة ما زالت قائمة بل وتزداد خطورة في ظل استمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على تكريس الاستيطان وزيادته بشكل كبير من خلال مصادرة مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية وتهجير أهلها لفرض واقع جغرافي وديمغرافي جديد على الأراضي ليترافق ذلك مع محاولات الاستيلاء على المقدسات والأوابد الحضارية ومحاولات تهويد القدس خدمة لنفس الهدف.
يضاف إلى ذلك الرفض الاسرائيلي المستند إلى المواقف الأميركية والغربية لحق العودة الذي كفلته الأمم المتحدة ممثلة الشرعية الدولية عبر قرارها رقم 194 وغيرها من القرارات التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى ارضه ودياره.
وعلى الرغم من المحاولات الكاذبة التي جرت لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي وخاصة بعد مؤتمر مدريد عام 1991 إلا إن الفلسطينيين دخلوا في نفق المفاوضات المخادعة التي لم تسفر عن إيجاد سلام حقيقي يضمن إعادة الحقوق لأصحابها ويحرر الأرض وينهي الاحتلال وتوابعه.
ومع ذلك يصر الفلسطينيون على التمسك بثوابتهم الوطنية وأرضهم وحقوقهم حيث أظهرت الوقائع خلال الأشهر الماضية عبر المحادثات الأخيرة التي حاولت الولايات المتحدة أن تصل من خلالها إلى اتفاق نهائي للصراع القائم الرفض الفلسطيني للخضوع للشروط والإملاءات الإسرائيلية فيما يخص الاعتراف فيما يسمى يهودية الدولة ورفض حق العودة وموضوع المستوطنات القائمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
واليوم وبعد مرور 66 عاما على نكبة فلسطين يمكن القول إن الظروف تتشابه وتتطابق في كثير من مفاصلها فالمخططات الاستعمارية للسيطرة على المنطقة ونهب خيراتها ومقدراتها مازالت قائمة وبأشكال وتسميات مختلفة مستمرة فيما الواقع العربي يزداد ضعفا وتشرذما في ظل وجود أنظمة وملكيات ومشيخات لا هم لها سوى نيل الرضا الأميركي والإسرائيلي والمشاركة في تنفيذ مخططاتهما ليظل الشعب الفلسطيني هو الضحية الأولى لهذا الواقع المرير.
وليس بعيدا عن كل هذه المعطيات يمكن القول وفقا للمراقبين إن ما تشهده الساحة العربية من أحداث وأزمات منذ بضع سنوات ليس إلا جزءا من عملية استكمال مفاعيل نكبة فلسطين واستهداف القضية الفلسطينية لمنع الفلسطينيين من نيل حقوقهم المشروعة.
وضمن هذا الإطار يمكن النظر إلى ما تتعرض له سورية تحديدا من استهداف من قبل الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي وحلفائهما الغربيين والاقليميين وبعض الممالك والمشيخات الخليجية عبر أدواتهم المتمثلة بالمجموعات الارهابية المسلحة والتي تعمل وفق أجندة تهدف إلى ضرب سورية لوقوفها ولعقود طويلة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته لاسترجاع حقوقه السليبة ولمواجهتها المشاريع الاستعمارية التي تستهدف تشتيت المنطقة وشرذمتها.