في التطبيع “المونديالي”!
موقع إنباء الإخباري ـ
ياسر رحال:
تشكل وسائط الاتصال الاجتماعي “حلقة” في عالم التواصل الحديث، فهي من جهة مفتاح للوصول إلى أكبر قدر من المشتركين أو المشاركين استقاءً للمعلومات أو نشراً لها على حد سواء. ومن جهة هي منصة للأعداء لتسويق بضائعهم في أوساطنا فيما يعرف بالاختراق أو الغزو الثقافي أو بحسب المصطلح “التطبيع”.
وفيما نغرق في سبات التلقي والاستهلاك، يلعب الأعداء لعبتهم بـ “شطارة” يقدمون احتياجات الجمهور ويتركون ثغرة لينفذوا منه إلى عقله. واليكم مثالاً واقعياً قريبا:
يحتل الاهتمام بمتابعة المونديال كل أربع سنوات صدارة اهتمام العرب، سيما عندما يتقدم فريق أو أكثر إلى التصفيات الأولى، وهذا العام بالتحديد شكلت الانعطافة التي تمثلت بوجوب دفع البدلات المالية لقاء متابعة المبارايات عبر قناة bein مشكلة لدى الكثيرين من ذوي الدخل المحدود، فانبرى البعض لإيجاد حلول، فكان البحث عن الاقمار المفتوحة وتصدر القمر الاسرائيلي “أعموس” قائمة الأقرب بثاً والاكثر انتشاراً في عالمنا العربي.
استغل العدو الصهيوني هذه الفرصة ف ـ”تبرع” ما يسمى المتحدث باسم رئيس الوزراء الصهيوني للإعلام العربي “أوفير جندلمان” بإنتاجٍ خصصه للمتابع العربي على الشاشات الصهيونية للمونديال، وأسماه قاموساً(عبرياً ـ عربياً) يتضمن مجموعة من أهم مصطلحات كرة القدم التي تستخدم تعقيباً على المشاهد.
وأرفق القاموس المصمم بشكل احترافي والمنشور على صفحته على الفايسبوك بعبارات جاء فيها: “إهداء خاص مني لمشجعي كرة القدم بدول الجوار الذين يشاهدون المونديال على القنوات الإسرائيلية دون ترجمة للعربية. تفضلوا بهذه القائمة من المصطلحات المترجمة من العبرية للعربية وأتمنى أنكم ستجدوها مجدية”.
بين قوسين لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المتابعين لـ “أموس” في العالم العربي، ولكن إذا احتسبنا عدد السكان في مصر فقط فالحصيلة كارثية، ملايين العرب وبفضل احتكار عربي لبث المونديال في أفريقيا والشرق الأوسط يتحولون لمشاهدة مبارايات كرة القدم على القمر العبري…!
من المسؤول وكيف يتم التغاضي عن هكذا سقوط في فخ التطبيع بفعل الطمع والجشع والاحتكار إن لم نقل بسوء النية الموجود عن سبق ترصد وإصرار على الدفع باتجاه السقوط في أحضان الصهاينة و”قاموسهم”!!