في إدلب أطفال المخيمات ضحايا للصقيع والفساد منتشر كالوباء
وكالة أنباء آسيا-
عمر قدور:
رغم قساوة الأحوال الجوية السائدة حالياً في الشمال السوري، من برودة شديدة وثلوج، إلا أنه لم يمنع الناس الغليان الذي بسبب قرارات تنظيم هيئة تحرير الشام، فيما تعلوا الأصوات والمناشدات بمساعدة ساكني المخيمات، وسط انشغال بعض شرعيي الهيئة بشروط النكاح، ووجود اتهامات لتحرير الشام بتبديد ما يقارب الملياري دولاري على مشروع خدمي غير ضروري لا يكلف في أحسن أحواله ملياري ليرة سورية بحسب مصادر خاصة.
أطفال المخيمات ضحية للبرد والهيئة غير موجودة
بعد أن انتشر مقطع فيديو يتضمن محاضرة للشيخ المدعو أنس عيروط الذي يوصف بأنه قيادي من الصف الأول في هيئة تحرير الشام، يتحدث فيه عن شروط نكاح المرأة، انتشرت حالة من السخط بين سكان ادلب، تنديداً بالأمور التي ينصرف إليها رجال الهيئة في وقت يعاني فيه الناس من البرد ، وسط معلومات عن وفاة أطفال صغار من شدة البرد في مخيماتهم.
حول ذلك تقول مصادر محلية من ريف ادلب لوكالة آسيا نيوز: لقد انتشر فيديو الشيخ أنس وسط انزعاج حقيقي من الأهالي، إذ بدل أن يوجه نداءً لكل الناس من أجل التكاتف ومساعدة العائلات في المخيمات، يتحدث عن الزواج، فمن يستطيع الزواج حالياً؟.
إلى ذلك أكدت ذات المصادر أن طفلة تبلغ من العمر 8 أشهر قد توفيت في مخيم أطمة من شدة البرد، حيث حاول والديها إسعافها راجلين دون وجود أي سيارة تقلهم، لكنها توفيت قبل وصولهم إلى المشفى.
بدورها قالت مصادر أهلية في المخيم المذكور أنهم ناشدوا حكومة الإنقاذ التابعة لتحرير الشام من أجل نشر نقاط طبية أكثر في المخيمات، مع تقديم عناية أكبر لسكان المخيمات لجهة لوازم مكافحة الأحوال الجوية السيئة فقط، ولقد بدأت تلك المطالبات منذ شتاء العام الماضي، لكن لم تتم الاستجابة لاستغاثاتنا.
وختمت المصادر بالقول: لو تم تخصيص جزء من الأموال التي تحصلها الهيئة من الضرائب والأتاوات لخدمة المخيمات لما توفي الأطفال من شدة البرد، ولو بدأت الهيئة خطةً لتدعيم المخيمات في الصيف قبل حلول الشتاء لما كنا شهدنا عشرات القصص المأساوية في المخيمات وفق تعبيرها.
أكثر من ملياري دولار على أحد الطرق، الذي يصل معبر باب الهوى مع ريف حلب، تسبب بإثارة السخط لدى سكان ادلب عموماً وسكان المخيمات بشكل خاص، حيث أكد بعض هؤلاء القاطنين في أحد المخيمات أنه كان من الأولى صرف هذا المبلغ على الأسر الفقيرة وعلى المدنيين الذين يقيمون على الحدود السورية – التركية ضمن مخيمات غير مؤهلة.
واستغرب هؤلاء كيف تفرض الهيئة الضرائب على أصحاب المحال التجارية والمزارعين إلى أكثر من 50 بالمئة من إنتاجهم، وفي ذات الوقت لا تصرف 20 % على الأقل من دخلها لمساعدة اهالي المخيمات؟.
عمليات احتيال منظمة و الفساد منتشر كالوباء
تشهد ادلب وريفها استياءً شعبياً مما أسموها ممارسات تحرير الشام الموصوفة بالسرقة العلنية، بحكم قوة السلاح، حيث تُفرض الضرائب والمكوس على كل شيء، بل وتطورت حالات السرقة إلى وضع اليد على أملاك الناس وتزوير المستندات العقارية.
في هذا السياق قالت مصادر خاصة لمراسل آسيا نيوز في الشمال أن ظاهرة السطو على الأملاك بعد تزوير المستندات باتت منتشرة بشكل كبير، ويعود ذلك إلى سعي هيئة تحرير الشام لجني أرباح عبر ضرائب وإتاوات تفرضها لإبرام عقود وتثبيتها، دون التأكد من صحة الأوراق.
فقد أكدت المصادر أن عمليات تزوير سندات ملكية لأراضي زراعية في بلدة الفطيرة قد حدثت على نطاق واسع، مؤكداً وجود عدد من شكاوي وقضايا لأصحاب تلك الأراضي الحقيقيين ولم يستطيعوا استعادة حقوقهم إلى الآن.
ذات المصادر توجه اتهاماتها لموظفين فيما تُسمى حكومة الإنقاذ و قادة في تحرير الشام، حيث تجمع الطرفان شراكة تتمثل بعمليات احتيال ووضع يد على الكثير من العقارات الأراضي الزراعية بدرجة أولى ثم المنازل بدرجة أقل.
أحد المحامين في ادلب والذي فضل عدم الإفصاح عن هويته قال لآسيا نيوز: لقد اكتشفنا حالات فسادة كبيرة منتشرة لموظفين ومسؤولين في حكومة الإنقاذ وبعض مسؤولي القطاعات الأمنية في تحرير الشام، حيث يقوم مقربون من العناصر الأمنيين للهيئة بالتوجه إلى كتاب عدل بتوصية ليتم تزوير وثائق للعقارات المنوي السيطرة عليها، وتتم عملية تثبيت الملكية للمالك المزور بوثائق جديدة ومسجلة لدى كاتب العدل.
ولفت هذا المحامي إلى وجود مئات القضايا المقدمة لسبب تزوير سندات ملكية، لكثير من الأراضي الزراعية والمنازل لكن غالبيتها لم يتم البت فيه، و لم يحصل أصحابها على حقوقهم حتى الآن، إذ أن القضاء يعاني من فساد كبير أيضاً.