فيلم “ومن أظلم”: يسلّط الضوء على الانتهاكات بحق دور العبادة في البحرين

موقع إنباء الإخباري ـ
سحر بلوط:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
بهذا الآية الكريمة افتتحت شركة أصداف للإنتاج الإعلامي حفل تدشين فيلم “ومن أظلم” الذي يسلّط الضوء على الانتهاكات بحق دور العبادة في البحرين بحضور عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية البارزة في البحرين ولبنان. الفيلم من إخراج الإعلامية والمخرجة سناء حمدون التي يعرفها الوسط الإعلامي المقاوم بنشاطها في مجال التوثيق الدرامي للنواحي الاجتماعية في البيئة المقاومة.
استُهلّ الحفل بكلمة للمخرجة حمدون التي اعترفت أنها أصابت الفائدة مرتين في عملها هذا، الفائدة الأّولى أنها حصلت على معرفة مقرّبة جداً بالثورة والثانية أنها نالت شرف المشاركة كإعلامية في مسيرة أولئك الذين لا يبخلون بالدم من أجل قناعاتهم. والمعروف طبعاً أن السلطات البحرينية تمارس أشدّ أنواع القمع بحق الصحفيين والإعلاميين ولا توفّر وسيلة، مهما كانت عنيفة، لمنعهم من نقل صورة الحراك في البحرين.
بعدها كانت كلمة للكاتب والمسؤول عن صفحة العدل في جريدة الأخبار اللبنانية الدكتور عمر نشابة الذي اعتبر هذا الفيلم بمثابة فرصة للمطالبة بالعدل مجدّداً في صراع غير متكافئ القوى مذكّراً ببعض أهم محطات الحراك البحريني خاصة لناحية المعتقلين وضحايا المظاهرات السلمية. فتوقّف عند الأطفال من شهداء الثورة البحرينية مشيراً إلى شهامة ذويهم في إصرارهم على عدم الانزلاق إلى لعبة الانتقام التي يحاول النظام استدراجهم إليها لوضعهم تحت مجهر العالم في حربه ضد الديمقراطية المحقة.
وأشار إلى كون المحافظة على سلمية الثورة ليس دليل ضعف، على العكس، بل إنه دليل على إيمان أهل البلد الواحد بأن البحرين لكلّ أهلها وأن الحق لا بدّ من أن ينتصر دون الانجرار إلى الدم وقتل الآخر. وعن عدم لجوئهم إلى السلاح قال نشابة إن ذلك ليس سببه استحالة تهريبه بل إصراراً على احترام حقوق الإنسان مهما بلغت التضحيات.
ووجّه الدكتور نشابة تحية إجلال لشعب رفض أن يرفع إلا علم البحرين معبّراً عن أهمية الولاء للوطن وعدم الوقوع في فخ الطائفية التي يلصقهم فيها النظام الخليفي، نظام يتجاهل أبسط الحقوق البشرية ويحرم أبناء من الوطن من الاختلاف بعقيدتهم على الرغم من أنها حرية يكفلها لهم الدستور، نظام وصلت به الوقاحة إلى حد إصدار حكم بتخفيف مدة السجن لمعتقل استشهد بسبب الإهمال الصحي المقصود أي إصدار حكم على ميت وهذا كافٍ لإدانة أي حكم وحكومة ودلالة على خلل فاضح في نظام العدالة.
في ختام كلمته، قال نشابة إن الفيلم هو جزء من عملية الحراك ومن شأنه رفع الصوت نصرة للحق والمطالبة بدولة القانون والعدالة والاحتكام إلى أسس ديمقراطية لبناء الأوطان مشيداً بشجاعة  الثوار وصبرهم في هذه الأزمة.
بعدها، كانت مشاركة للنائب اللبناني السابق بشارة مرهج وجّه فيها تحيّة للشركة المنتجة للعمل “أصداف” مشيراً إلى أهمية الوقوف إلى جانب شعب متمسّك بهويته وعروبته بحيث لا يألو جهداً للوصول إلى هدفه بمسؤولية خاصة مع دخوله اختبارات سياسية صعبة مشدّداً على حق الشعب البحريني في الاطمئنان إلى حاضره ومستقبله مع الحفاظ على تاريخ كافة أطيافه وختم كلمته بتوجيه تحية خالصة للمناضل البحريني عبد الرحمن النعيمي (1944-2011).
اختتم اللقاء بعرض لمشاهد من الفيلم وفيه مقابلات مع عدة شخصيات دينية وسياسية وحقوقية بحرينية وعربية منهم المتحدّث الدولي والمدرّب في علم النفس الفلسفي الشيخ ميثم السلمان، المحامي الكويتي عبد الحميد دشتي وهو الأمين العام للمؤتمر العام لنصرة شعب البحرين ورئيس المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الانسان، الأستاذ الأميركي في القانون الدولي البروفيسور فرانكلين لامب، الشيخ زهير جعيد رئيس جبهة العمل المقاوم، رئيس رابطة علماء فلسطين في لبنان الشيخ بسّام كايد والمفكّر المغربي الناشط إدريس هاني.
قد يكون “ومن أظلم” مجرّد فيلم في نظر كثر من متابعي الحراكات العربية إلا أنه في عيون البحارنة ومناصري حقوقهن في العالم توثيق ضروري لارتكابات نظام آل خليفة وأرشفة لخطاياه بحقّ وطنه وأبنائه ومن المؤكد أن التاريخ سيحفظ الثورة عبر هذه الأعمال التوثيقية الشفافة.