فياض: اغتيال شطح يستهدف جميع اللبنانيين في أمنهم واستقرارهم
تعليقاً على التفجير الإرهابي الذي استهدف العاصمة بيروت أدلى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض بتصريح لقناة الجديد قال فيه:
عليناً جميعاً كمسؤولين أن نتحمل المسؤولية وأن ندفع باتجاه مناخ وبيئة سياسية مختلفة، تقطع الطريق على كل الذين يسعون على دفع البلد باتجاه هذه الفوضى الأمنية ودوامة الدم والقتل وتهديد الاستقرار التي تستهدف البلد.
أمام مشاهد الموت والجثث والدم، يصبح كل موقف سياسي إلى حد ما قاتل وأحياناً كثيراً ربما يدعو للخجل. لكن المطلوب في هذه اللحظة الحساسة كما كل اللحظات السابقة التي استهدفت الأمن في لبنان، أن نتعاطى بوعي ومسؤولية مباشرة وعلى نحو عملي أيضاً حتى لا يقتصر الأمر فقط على المعالجات الكلامية والمواقف العامة. ما يستهدف من هذه الجريمة هو الاستقرار.
الأمر واضح هناك من يسعى بدأب واصرار إلى دفع الساحة اللبنانية إلى مستوى خطير من التعقيد والتداعي الأمني، وبالتالي، وفي الوقت الذي ندين الجريمة بأشد عبارات الإدانة والحزم، لكن نحن نعرف تماماً أنها طالت شخص ظل مؤمناً بالحوار والتواصل حتى في أشد اللحظات السياسية حدة والتباساً.
وهذه الجريمة بآثارها وأهدافها تستهدف اللبنانيين جميعاً – نحن نعتبرها كذلك – تستهدفهم بأمنهم واستقرارهم وتستهدف محاولات السعي للخروج من الأزمة المستعصية التي يمر فيها البلد.
برأينا، من الطبيعي أن تكون ردة الفعل مسؤولة على هذا الفعل الإجرامي، وهي تفويت الفرصة على ما هدف إليه المجرمون، من خلال التأكيد على أولوية الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي وترجمة هذا الأمر على مستوى الممارسة السياسية من قبل المعنيين. حقيقة نحن ندعو الأجهزة الأمنية لبذل كل جهد بدأب وإصرار وحزم لكشف الإرهابيين القتلة والاقتصاص منهم أمام العدالة.
أنا باسمي الشخصي وباسم حزب الله، نتقدم بخالص العزاء ومشاعر المساواة، من أهل وعائلة وأصدقاء المرحوم الوزير محمد شطح.
الوزير محمد شطح كان الشخص الذي يتم اختياره بمبادرات على المستوى الداخلي وعلى المستوى الدولي، كان الشخص الذي يتم اختياره لدخول أطر حوارية خلفية تحاول أن تخفف من حدة الإنقسام الداخلي وتبحث عن منافذ لمعالجة الأزمة القائمة، كان هو الوزير محمد شطح.
لذلك، هو مصنف من الشخصيات التي تملك اعتدالاً ما، وتملك منهجية تؤمن بالحوار والتواصل بغض النظر عن الإختلاف السياسي الذي يعرفه الجميع. لكن الصفة العامة التي طبعت شخصية الوزير شطح من كل الذين اقترب منهم أو اقتربوا منه من مواقع سياسية مختلفة كان الإنطباع هو الإعتدال والإيمان بالحوار والتواصل.
ورداً على سؤال حول اتهام مقربين من شطح حزب الله بكشف البلد أمنياً نتيجة تدخله العسكري في سوريا قال فياض:
هذا هو من أكثر المواقف السياسية التي تتسم بعدم المسؤولية والإستعجال وزيادة الوضع السياسي تعقيداً.
الجريمة تخدم أمراً أساسياً وهو تهديد الإستقرار، الجريمة تهدف إلى زيادة الوضع السياسي تعقيداً في هذا البلد، الجريمة تهدف إلى إدخال الساحة اللبنانية في الفوضى الأمنية التي تتشابك فيها الخيوط والتي تزيد الوضع السياسي ثقلاً والتباساً ولذلك يجب أن توضع هذه الجريمة الإرهابية في يد الأجهزة المعنية بهدف الكشف عن القتلة الحقيقيين. لكن على المستوى السياسي اللحظة هي لحظة مسؤولية وطنية كبيرة، كما هي الحال تماماً أما أي انفجار يستهدف الساحة اللبنانية.
ماذا نريد نحن كلبنانيين الآن أمام كل هذه العواصف التي تعصف بأمننا واستقرارنا وبحياتنا السياسية والإجتماعية.
المطلوب أن نفكر كيف نصون هذا البلد، كيف نعيد ترميم الوحدة الداخلية وكيف نعيد إطلاق المؤسسات الدستورية المشلولة وكيف نحمي اجتماعنا اللبناني وعيشنا المشترك.
لذلك أنا آمل من الجميع أن يطلقوا مواقف تخدم هذه الوجهة وليست وجهة الإنقسام وليس بالمنهجية الإنتهازية التي ترى في كل حدث فرصة لتعميق الإنقسام وزيادة المأزق تفاقما. أنا رأيي في هذه المرحلة المطلوب التعاطي بهذه الطريقة.
وتعليقاً على بيان الرئيس سعد الحريري، قال فياض: على أي حال أنا ذكرت بأن اللحظة هي لحظة مسؤولية وطنية، القتلة الحقيقيون يكشفهم التحقيق الجدي الذي تتولاه الأجهزة الأمنية، دعنا نطلق مواقف ترأف بوضع البلد وتفتح النوافذ أمام الضوء الذي ينتظره اللبنانييون جميعاً. برأينا المطلوب في هذه المرحلة هو ذلك وليس أي شيئ آخر.