فلسطين ككاشف بين الإسلام الأصيل والزيف
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور شاكر شبير:
لا شك أن الإسلام يختزن عناصر قوة. هذه القوة يستفيد منها من آمن أو من لم يؤمن! فقد وضعت شركات المياه في أستراليا جزءاً من حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في المياه على كل زجاجات المياه التي يتم تداولها بأوستراليا “لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار”!
الإسلام الحقيقي ينطلق لتجميع هذه القوة للعمل لصالح الأمة الإسلامية. وهو يعمل بوسائله وضمن حدوده. أعداء الإسلام يعرفون هذه الخاصية في الإسلام ويحاولون استغلالها لصالحهم!
زيف الإسلام يأخذ صورة الإسلام ليستغل عناصر القوة هذه لأجندات غريبة إن لم تكن معادية! فعندما دخل الاتحاد السوفيتي أفغانستان، وخافت الإدارة الأمريكية أن يتحكم في وسط آسيا، فقام الرئيس ريجان بالشراكة مع الكونجرس بقيادة ديمقراطية حيث قالوا إنها فكرة طيبة؛ دعونا نتعامل مع الآي إس آي العسكرية الباكستانية، ودعونا نستقطب مجاهدين، ودعونا نحضر شيئاً من العربية السعودية وأماكن آخرى مستوردين نسختهم الوهابية من الإسلام حتى هزيمة الاتحاد السوفيتي. وقد خسروا بلايين الدولارات وأدى ذلك إلى انهيار الإتحاد السوفيتي! كل الجهاد الأفعاني هو زيف الإسلام لأنه تسخير قوة الإسلام لأجندات خارجية!
البروفيسور نجم الدين أربكان أسس حزب النظام الوطني، فكان أول تنظيم سياسي ذي هوية إسلامية تعرفه الدولة التركية الحديثة. ـ
ثم أسس حزب الرفاه في عام 1983م بعد حظر العسكر لحزب النظام الوطني. واسس حزب الفضيلة بعد حظر حزب الرفاة عام 1998 الذي تم حظره عام 2000 ليعود ويؤسس حزب السعادة. ـ
ساعدت الإدارة الأمريكية في تاسيس حزب العدالة والتنمية كانشقاق عن حزب الفضيلة في اجتماع جرى في 25 يناير 1997، حيث تم التخطيط فيه لإسقاط حكومة أربكان وتكوين مجموعة حزب العدالة والتنمية كبديل! وقد تم إسقاط حكومة أربكان في 28 شباط عام 1997!ـ
والآن كيف نميز أيها الإسلامي وأيها زيف الإسلام؟ نحن بحاجة إلى كاشف موضوعي كما في المحاليل الكيماوية والبيولوجية مثل الميثيلين الأزرق والفينول فثالين والفينول الأحمر، أليس كذلك؟ إنها القضية الفلسطينية، القضية المركزية في وجدان الأمة. فالحمد لله الذي أعطى الأمة القيوط الصهيوني كاشفاً فعالاً يميز بين من يعمل لصالح الأمة ومن يقف ضدها!
فمن يعمل لصالح الأمة فهو إسلام أصيل أو حقيقي ومن يعمل لأجندة خارجية فهو يعمل ضد مصلحة الأمة.
وعليه من يقف حيث يقف القيوط الصهيوني فهو زائف الإسلام، ومن يقف في المقابل هو الإسلام الأصيل أو الإسلام الحقيقي. ـ
دعونا نطبق هذه القاعدة، نرى أن نجم الدين أربكان رحمه الله قد: ـ
1. قدم بعد تشكيل الحكومة بقليل مشروع قرار للبرلمان بتحريم الماسونية في تركيا وإغلاق محافلها.
2. أظهر أكثر من موقف مؤيد صراحة للشعب الفلسطيني ومعاد للقيوط الصهيوني.
3. نجح في حجب الثقة عن وزير الخارجية آنذاك خير الدين أركمان بسبب ما اعتبر سياسته المؤيدة لإسرائيل.
4. حتى بعد خروجه من الحكومة، قدم حزب أربكان مشروع قانون إلى مجلس النواب في صيف عام 1980م يدعو الحكومة التركية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وأتبع ذلك مباشرة بتنظيم مظاهرة ضخمة ضد القرار الإسرائيلي بضم مدينة القدس، كانت المظاهرة من أضخم ما شهدته تركيا في تاريخها المعاصر.
5. وقع على الاتفاقيات المتعلقة بإسرائيل بعد تأخير لمدة 10 أيام واضطر للتوقيع عليها بعد ضغوط عسكرية شديدة وصلت للتهديد بالانقلاب العسكري وهو ما كان معتاداً في تركيا .. ورغم ذلك لم يعهد عليه أنه زار أو طلب زيارة إسرائيل.
لذا فأربكان يمثل الإسلام الأصيل أو الإسلام الحقيقي
في المقابل حزب العدالة والتنمية لديه البيانات الحقلية في موقفه من القضية الفلسطينية وروافدها الداعمة كالتالي:
1. كان موقفه في دافوس أكثر من رائع، ولو استمر على ذلك لقلنا إنه حزب إسلامي حقيقي.
2. كان موقفه من الحصار جيداً في البداية، لكن رد فعله على قتل الأتراك وهم مرسلون بدعم من الحكومة كان ركيكاً، فلم يقم بأي رد، كما أنه عاد للتعاون مع إسرائيل عسكرياً واستخباراتياً، وكأن شيئاً لم يكن!ـ
3. سمح لعسكريي ومخابرات إسرائيل (الموساد) بالدخول إلى سوريا! فهل السماح لرجال الموساد بالدخول إلى سوريا يخدم حرية الشعب السوري؟!
4. يقف في المعسكر حيث يقف القيوط الصهيوني، وهو ما يعني بالضرورة أنه من حزب الشيطان، وأن أول تصرف له في دافوس فقط كان ليكسب شعبية وليخدع الأمة!
بمعنى أن حزب العدالة والتنمية هو زيف الإسلام!
وما يؤكد إسلامية أربكان الحقيقية هو انفتاحه بقوة على العالم الإسلامي، فبدأ ولايته بزيارة إلى كل من ليبيا وإيران، وأعلن عن تشكيل مجموعة الثماني الإسلامية التي تضم إلى جانب تركيا أكبر سبع دول إسلامية: إيران وباكستان وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وبنغلاديش وماليزيا.
وقد اتهم نجم الدين أربكان نفسه حزب العدالة والتنمية الحاكم الآن في تركيا بالعمالة لأمريكا وإسرائيل، محذراً الشعب من أن التصويت لهذا الحزب سيكون بمثابة التصويت لدخول جهنم، واصفاً حزب العدالة والتنمية الحاكم “بالعميل الأول للإمبريالية”. وكشف أن الولايات المتحدة هي من أسس الحزب في اجتماع 25 يناير1997. وقال عن تلك الانتخابات بأنه لا يتنافس فيها 16 حزباً كما يقال بل حزبان فقط هما حزب السعادة الإسلامي مقابل الأحزاب الأخرى العميلة والمتأمركة ..
لذا فإن الشعب عليه أن يختار إما الإسلام مع حزب السعادة أو العمالة لأمريكا وإسرائيل مع الطرف الأخر