فلسطين: إصابة أكثر من 30 صحفياً معظمهم بالرصاص المعدني
كان مشهد إصابة مراسلة قناة الميادين هناء محاميد بقنبلة صوت مباشرة في الرقبة والوجه أثناء تغطيتها الأحداث أمام منزل الشهيد فادي علون ببلدة العيسوية، مثالاً حياً على استهداف الصحفيين في أحداث انتفاضة القدس خلال الأسبوعين الأخيرين.
فوفقًا لتقرير صادر عن اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية، فقد أصيب عشرات الصحفيين باستهداف مباشر للطواقم الإعلامية وسيارات البث التلفزيوني في نقاط المواجهة بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة.
وحتى الثالث عشر من الشهر الحالي سجل الاتحاد إصابة 33 صحفياً على الأقل، منهم 15 بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب الآخرون بقنابل الصوت والغاز أو بحالات اختناق شديدة خلال تغطياتهم الميدانية.
اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية
ويشكل استهداف الصحفيين والطواقم الإعلامية مخالفة صريحة لنصوص القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي نصت على اعتبار الصحفيين ” مدنيين” كما ورد في المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقية جنيف الرابعة، كما أن “التعمد في توجيه هجوم مباشر ضد شخص مدني يرقى إلى جريمة حرب” حسب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وخلال الأسبوعين الأخيرين، رافق استهداف الصحفيين الفلسطينيين حملة تحريض من المستوطنين على بعض القنوات والشبكات الفلسطينية كتلفزيون فلسطين وشبكة قدس الإخبارية، بزعم ” تحريضها على هجمات ضد الإسرائيليين”.
وسجل اتحاد الصحفيين إصابة كل من الصحفيين والمصورين: أحمد طلعت حسن، هناء محاميد، أحمد براهمة، أمون الشيخ، طه أبو حسين، صلاح زياد الذي أصيب بالرصاص الحي في بطنه، علاء دراغمة، عاطف الصفدي، أحمد زويد، صخر زواتية، عامر الخطيب، سامي الجعبري، مثنى الديك، أمجد شاور، محمد فوزي، عصام الريماوي، منى القواسمي، فادي الجعبة، محمود خلاف، نضال النتشة، رامي سويدان برصاص حي في قدمه، مهندس البث لفضائية فلسطين اليوم محمد الشريف، أشرف أبو عمرة، هدى عبد الحميد، علي ديواني، رأفت حجي، سمير البوجي، وائل الدحدوح ومصوره محمود عوض، ومحمد الكحلوت وداوود أبو الكاس وحسين عبد الجواد، وعاصم شحادة وسمير البوجي وحسين كرسوع.
وأصيب خلال تغطية المواجهات صحفيان أجنبيان هما مصور وكالة الأناضول التركية في غزة متين كايا أثناء تغطيته للمواجهات شرق مدينة غزة، وصحفي أجنبي من الوكالة الأوروبية خلال تغطيته مواجهات محيط مستعمرة بيت إيل شمال مدينة البيرة.
وخلال الأسبوعين الأخيرين، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة صحفيين هم رائد الشريف ورائد الزغير من راديو منبر الحرية في الخليل، والصحفية المقدسية هنادي القواسمي التي احتجزت أثناء إعدادها تقريرا عن الحركة التجارية في البلدة القديمة للقدس المحتلة.
وقررت سلطات الاحتلال إبعاد مراسلة قناة فلسطين اليوم في القدس لواء أبو ارميلة عن المسجد الأقصى حتى إشعار آخر بعد محاولة الاعتداء عليها قرب باب المغاربة.
وقال الاتحاد، في بيان له “إن استهداف الطواقم الصحفية الفلسطينية يذكر بالجريمة الإسرائيلية البشعة التي طالت عشرات الصحفيين ومقارهم الإعلامية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الصيف الماضي والذي راح ضحيته 16 صحفياً “.
ودعا البيان اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة “مراسلون بلا حدود” والاتحادات والنقابات الصحفية العربية إلى “العمل من أجل توفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين ووقف استهدافهم، والمساهمة في نشر الانتهاكات والجرائم التي يتعرضون لها”.
وحث بيان الاتحاد الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية على “المضي في تغطيتهم لعدوان جيش الاحتلال “الإسرائيلي” ومستوطنيه على القدس والقرى والمدن في الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي لمحتلة عام 1948″.
وشدد الاتحاد على “ضرورة بث الرواية الفلسطينية للعالم في مواجهة الروايات الإسرائيلية المضللة، واستثمار مشاهد حالات الإعدام التي تبث على منصات الإعلام الاجتماعي لإثبات جرائم الاحتلال وتوثيقها وجر المسؤولين عنها وعن الجرائم السابقة بحق الصحافة الفلسطينية إلى المحاكم الدولية”.