فضح اسباب ارتباك السعودية بعد ”تحريم الجهاد” في سوريا
موقع أونلي ليبانون:
نشر الناشط السعودي مجتهد تفاصيل القصة الحقيقية التي سببتها فتوى تحريم الجهاد في سورية التي صدرت عن الشيخ عبد الله المنيع في مقابلة أجراها مع جريدة الرياض الرسمية.
واوضح مجتهد في تغريدات على تويتر ان اتصال الرياض بالمنيع لم يكن “مبادرة من رئاسة التحرير وليس هذا واردا على صحيفة رسمية تجاه قضية حساسة مثل القضية السورية فيها جدل كبير، حتى أن جميع الصحف السعودية التقليدية لا يمكن أن تبادر بمقابلة أو بطلب تصريح أو فتوى في قضايا حساسة مثل هذه إلا بتكليف رسمي من الديوان أو الداخلية”.
وأضاف أن الشخص”الذي تتم معه المقابلة يكون قد أخبر بشكل مباشر أوغير مباشر عن التوجه الذي يرغب به الديوان (الملكي) أو (وزارة الداخلية ،ليس هذا فحسب بل إن الصحف الرسمية ملزمة بأن تعرض هذه المقابلات الحساسة على جهات معينة للمراجعة والتدقيق (تعرفها الصحف) قبل النشر.
أزشار الى ان مقابلة المنيع خضعت لكل هذه الترتيبات فقد هييء الشيخ بتوجيه غير مباشر -يعرفه الشيخ- وكلفت الصيحفة بالاتصال وتمت مراجعة الفتوى قبل نشرها، وكان ذلك في إطار مشروع إعلامي ديني سياسي لتغيير الصورة الجميلة للجهاد في سوريا التي أحرجت الدولة من عدة جهات منها توجه الشباب للقتال هناك
تضمن ذلك حملة صحفية للتشكيك في الثورة السورية ثم هجوم من الشيخ عبد العزيز الفوزان على فصائل جهادية ثم إعلان الداخلية اعتقال من يفكر بالذهاب
وتابع مجتهد الذي يعتبر أكبر مصدر للتسريبات في المملكة، قائلاً أن “الدولة كانت بحاجة لدعم علماء أثقل من عبد العزيز الفوزان فلجأت لهيئة كبار العلماء والذين كان أسهلهم الشيخ المنيع الذي لا يرد طلب ال سعود ابدا، فاتصلت الصحيفة بالشيخ وتم النشر وكانت النية أن يحتفى بالفتوى من قبل الإعلام السعودي ويكلف مشايخ آخرون بتأييدها لكن حصل ما لم يكن بالحسبان”.
غير أن الشعب انفجر من خلال التويتر ووسائط أخرى في وجه الشيخ وهيئة كبار العلماء وانصدم الديوان والداخلية بردة الفعل التي قلبت الخطة رأسا على عقب. وحصل ارتباك هائل عند الجهات المعنية هل تتراجع أو تترك الموضوع ينساه الناس واذا تراجعت هل تطلب من صحيفة الرياض النفي أو ينفي الشيخ بطريقته؟
وتبين أن إلزام صحيفة الرياض بالنفي لن يكون عمليا لأنها لا يمكن أن تنفي إلا أن تقول أنها اختلقت الكلام اختلاقا وهذا يعني تجريم خطير للصحيفة فكان الحل العاجل هو نفي بأي وسيلة من أي جهة حتى لو كانت اقل مصداقية من صحيفة الرياض عسى ولعل أن يقلل المشكلة وكانت النية ان يصادر التسجيل ثم تكلف صحيفة الرياض بكتابة اعتذار فيه زعم بتحريف عبارات الشيخ ويحاسب الصحفي شكليا أمام المحكمة لإقناع الناس لكن المتورطين في نشر المقابلة أدركوا أنهم سيكونون كبش فداء وربما يتعرضون للمحاسبة والسجن فبادروا بتسريب التسجيل لحماية أنفسهم وهذا ما حصل.
“بعد تسريب التسجيل تضاعف الارتباك وتوصل الديوان إلى أن هذه السقطة من المنيع ستقصم ظهر بعيرهيئة العلماء المهيأة للانهيار بسبب سقطاتها المخزية وبعد أخذ ورد بين الداخلية والديوان اتفق الطرفان أن مصداقية المنيع وهيئة العلماء أهم من تشوية صورة الجهاد في سوريا فقررا أن وضع ثقليهما معه وهنا استنجدت الداخلية ببعض “علماء الصحوة” للدفاع عن الشيخ المنيع واتفقوا ن يصر المنيع على النفي ويقف معه هؤلاء المتعاونون من علماء الصحوة”.
لذا بات واضحاً ان الجهاد في سوريا بات يربك السعودية، حتى أن الداخلية والديوان الملكي باتا عاجزين عن وضع حد للظاهرة وبالتالي فإن كل ما بذلته السعودية لتخفيف تأثير القاعدة قد تلاشى بسبب الأزمة السورية. والبعبع الذي ظنت انها حبسته في القمقم إلى الأبذ. ها هو، يطل برأسه من جديد.