فساد السلطة وغياب العدالة والتكفير " منبع المشاكل "
وكالة أنباء فارس ـ
علي ال غراش:
من حق كل مواطن في أي مدينة أو قرية أو هجرة في الوطن أن يحصل على كامل حقوقه الوطنيه، وعلى السلطة أن تعمل باخلاص وأمانة لخدمة الشعب، وأن يتم محاسبة كل المسؤولين عن الفساد والتقصير في مؤسسات الدولة بأشد العقوبات؛ ولكن الحقيقة على أرض الواقع عكس ذلك. وبالتالي فان حرمان المواطنين من حقوقهم ومنها المشاركة في بناء الوطن ومن الثروة الوطنية، واستفراد السلطة الحاكمة بالبلاد والعباد والثروة، وأصرارها على تبني فكر تكفيري وفرضه على كافة المواطنين على حساب التعددية؛ .. سبب غضب شعبي وحراك ومطالبة بالإصلاح الشامل نتيجة تفاقم الظلم والفساد والفقر لدرجة ان نحو 80 % من المواطنين لا يملكون منازل في دولة شاسعة المساحة وتملك ثروة مادية هائلة منهوبة..، في ظل الغنى الفاحش لأفراد العائلة الحاكمة ومسؤولي السلطة .. وهذا دليل على وجود مشاكل.
العديد من مدن الوطن قد حرمت من الإهتمام والرعاية والعدالة وعدم الاستفادة من الطفرة الإقتصادية، والعوامية التي تشهد حراكا منذ بداية ثورة الشعوب العربية للإصلاح والتغيير – الربيع العربي – هي جزء من القطيف والأحساء والوطن قد ذاقت مرارة الحرمان والأهمال كبقية المدن، ومن الطبيعي نتيجة هذا الظلم لمدة عقود من الزمن أن يتحرك المواطنون المخلصون بدافع وطني للمطالبة وبشكل سلمي لتطبيق العدالة وليحصل كافة المواطنين في كافة المدن على حقوقهم المسلوبة من قبل السلطة الحاكمة، ولكن للاسف أعداء العدالة والحرية والتعددية والتنمية الوطنية يحاولون جعل كل من يطالب بالإصلاح والعدالة هو المشكلة، كما فعلوا مع العوامية وأهلها، والحقيقة ان أصل المشاكل وسببها في الوطن هي سياسة السلطة الحاكمة وغياب العدالة الإجتماعية والحرية – حسب القانون الشرعي و الوضعي – ، وإنتشار الفساد والظلم في إرجاء الوطن وعدم وجود دستور يمثل إرادة الشعب.
أعداء الإنسانية والوطن والإصلاح والتغيير والنشطاء السلميين في كل مناطق الوطن ومنها العوامية يحاولون اللعب على سياسة فرق تسد بين المواطنين على أساس طائفي مذهبي تارة ومناطقي وقبلي تارة اخرى، وشق صف المجتمع الكبير في كل مدينة ومنطقة، – كما يحدث في الأحساء والقطيف – من خلال فصل المجتمع العوامي عنه، واستغلال الأخطاء وتضخيمها، وتلك الأساليب الشيطانية واضحة للعيان، فالمجتمع العوامي مثل اي مجتمع في العالم، يوجد فيه تنوع فكري، ويوجد فيه الصالح والشجاع والشهم والكريم والمؤيد للحراك..، كما يوجد عكس ذلك وهذا طبيعي، وإذا هناك أخطاء فالأخطاء واردة في كل مجتمع وفي كل عمل؛ فكيف بالعمل الحركي النضالي الإصلاحي في ظل الظروف والتحديات والأساليب الأمنية الحديدية، والحملات الإعلامية المسيئة، ووجود مجموعات مخربة تستغل الوضع وبعضها تعمل لصالح السلطة، بالإضافة إلى الترهيب والتخويف والقتل والحرق والإعتقال والتعذيب وإعدام الرمز الكبير الشهيد الشيخ نمر باقر النمر وعدد من الشباب الشهداء: الشهيد علي ال ربح، والشهيد محمد الصويمل، والشهيد محمد الشيوخ؟.
النشطاء في الوطن ومنهم أهل العوامية أبطال، وهم قادرون على حماية أنفسهم ومدينتهم، عبر العمل بروح واحدة وبحكمة وسلمية فهم أعرف بالمصلحة، والعوامية تحتضن أكبر نخبة من الاكاديمين المتميزين على مستوى البلاد، ومنها أكبر عدد من المعتقلين الأبطال السلميين، ومنهم رمز النضال السلمي القائد الشهيد السعيد أية الله الشيخ نمر النمر، كما يتميز أهلها بنصرة المظلومين، ورفض الظلم والفساد والإعتداء، والتضامن مع المعتقلين وأهاليهم ومع أهالي الشهداء، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الأبطال الشرفاء على مستوى البلاد بعيدا عن المناطقية والمذهبية.
المواطنون في كل مناطق الوطن، وبالخصوص أهالي الأحساء والقطيف ومنهم العوامية أثبتوا تمسكهم بخيار السلم والسلام والإعمار، ورفضهم لسياسة الظلم والفساد والإعدام، وانهم مع الإصلاح الشامل والعدالة والحرية والتعددية في ظل دولة القانون والمؤسسات لتشييد دولة حضارية متقدمة، وهم يعملون بجهد وصدق لبناء وطن حضاري لجميع المواطنين، ويشعرون بالفخر والكرامة والعزة لما حققه الشهداء والمعتقلون الشرفاء من أبناء الوطن من مواقف وطنية وإنسانية سيخلدها التاريخ وبالخصوص الرمز الشهيد الشيخ نمر باقر النمر.
الأعتذار الشديد من النشطاء الشرفاء في كافة مناطق الوطن ومنهم أهل العوامية الأعزاء الشرفاء بالتقصير نحوهم، رغم محاولات الدفاع عنهم وعن كل مظلوم. وتحية إكبار وتقدير لأهل الشهداء والمعتقلين، ورحم الله الشهداء في العوامية وفي المنطقة، ونأمل الإفراج العاجل عن المعتقلين، وأن يعم الخير والأمن والسلام على العوامية وبقية مدن البلاد.
وفي النهاية؛ الوطن بحاجة إلى إعادة نظر لإنقاذه من دائرة المخاطر؛ والبداية تكون بالتحول إلى دولة القانون والمؤسسات حسب دستور يمثل إرادة الشعب عبر صناديق الإنتخاب تحترم فيه الحريات والتعددية وإنتقال السلطة، وعدم التفريق بين المواطنين.
وقبل ذلك لابد من تحديد المرض والمشكلة في الوطن بشفافية، فسبب مشاكل الوطن والأزمات ليست العوامية أو النشطاء الوطنيين المخلصين أو من يطالب بالعدالة والحرية والتعددية أو الشهيد الشيخ النمر أو حسم أو غيرها من تيارات وطنية تؤمن بالسلمية والإصلاح حسب دستور شعبي؛ وإنما منبع المشاكل والأزمات يكمن في السلطة الحاكمة المستبدة المسؤولة عن إنتشار الفساد وغياب العدالة والحرية والتعددية، وتدريس مناهج التكفير والكراهية في المدارس الرسمية، وتعتقل وتقتل من يطالب بالإصلاح والحقوق بشكل سلمي. نعم السلطة منبع المشاكل.