فريق 14 آذار والعيش على الفتنة…. من الذي قتل الوزير السابق شطح؟
موقع العهد الإخباري –
فيصل الأشمر:
بعد وقت قصير جداً من حصول عملية التفجير التي أدت إلى مقتل الوزير شطح طلع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وفريقه الإعلامي على الشعب اللبناني في بيان غير مسؤول ليقول إن “الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري” قاصداً بالتأكيد القول إن القاتل هو حزب الله وليس القتلة الحقيقيين. فهل أن سعداً يتذاكى هنا أم أنه يريد إثارة غضب فئة من اللبنانيين على فئة أخرى، لا سيما بعد النظرية التي تبنتها محكمتهم الدولية من أن قتلة رفيق الحريري عناصر في حزب الله، وهي النظرية التي صدقها “أحرار لبنان في تيار المستقبل وقوى 14 آذار” وعلى أساسها شنوا ويشنون معاركهم الإعلامية والسياسية المكلفة مادياً ومعنوياً؟
بسرعة اكتشف سعد الحريري وفريقه الإعلامي – الذي من اختصاصاته الجديدة البحث والتحري والاستقصاء الجنائي – الفاعلين، فـ”الموقعون على الرسالة لا يخفون بصماتهم”. ويضيف بيان سعد الحريري أند كو: “إرهابيون وقتلة ومجرمون يواصلون قتلنا أمام بيوتنا ومكاتبنا وفي مدننا وساحاتنا وشوارعنا، كما قتلوا رفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال، وها هم قد نالوا هذا الصباح من رفيق دربنا وشريكنا في الإرادة الصلبة والكلمة الطيبة ومسيرة الدفاع عن لبنان والدولة القرار الوطني المستقل الأخ الدكتور محمد شطح”.
في المبدأ: حزب الله قادر أمنياً وعسكرياً ولوجستياً على تنفيذ أي عمل أمني في لبنان، ومن خلفه سوريا وإيران، وأيضاً كوريا الشمالية وروسيا لمن أراد الاستزادة.
وفي المبدأ الوزير السابق شطح في الطرف الآخر المناقض لحزب الله والمناوئ له سياسياً، أي فريق الرابع عشر من آذار.
وقد تكون الفائدة من قتل شطح تخويف فريق الرابع عشر من آذار من السير بعملية تشكيل الحكومة من طرف واحد مدعومين بتأييد رئيس الجمهورية لهذا القرار، وتخويف كل شخصية تواصل اعتراضها على تدخل حزب الله في سوريا.
لكن، المبدأ أيضاً، جهات حزبية مختلفة في لبنان قادرة على تنفيذ عملية اغتيال كتلك التي أودت بالوزير شطح، ومن بينها جهات فاعلة ومؤثرة في فريق الرابع عشر من آذار.
وفي المبدأ أيضاً هناك جهات داعمة لفريق الرابع عشر من آذار قادرة على تنفيذ مثل هذه العملية، كالمملكة العربية السعودية على سبيل المثال لا الحصر.
وفي المبدأ أيضاً هناك العدو الإسرائيلي القادر أمنياً على كل شيء تقريباً. لكن هذا العدو مستبعد دائماً من تفكير وافتراضات فريق الرابع عشر من آذار، ومبرّأ من كل شك أو تهمة.
وبالتأكيد الدول الصديقة لهذا الفريق مشطوبة من لائحة الأطراف المشتبه فيها لديه.
لكن: لماذا لا يكون شطح قد قُتل من قبَل دولة عربية داعمة لتيار المستقبل وحلفائه، وعلاقتها بالولايات المتحدة الأميركية ليست على ما يرام في هذه الأيام، وأرادت توجيه رسالة إلى واشنطن عبر قتل شطح، رجل واشنطن في تيار المستقبل كما تقول المصادر؟ وها هي المعلومات تُتناقل من أن السيارة التي جرى تفجيرها أتت من مخيم عين الحلوة وتقف خلفها فتح الإسلام، ويعلم الجميع من الذي يشغّل فتح الإسلام. كما أن المعلومات الأولية تشير إلى أن تفجير السيارة تم عن بعد، والمكان الذي كانت مركونة فيه هو تحت الحراسة الأمنية التابعة للمستقبل، وكان من المفترض عقد اجتماع لقوى الرابع عشر من آذار، وحركة المشاركين لا يعرفها إلا الحماية الأمنية الخاصة بهم.
ولماذا لا يكون قتل شطح، المعروف باعتداله السياسي داخل تيارالمستقبل، والذي لا ظهر له مقارنةً بغيره من أعضاء فريق الرابع عشر من آذار، والذي لا يُغضب قتله الجهات النافذة في هذا الفريق، وسيلة لتسريع تشكيل الحكومة من دون مشاركة فريق الثامن من آذار، تعبيراً عن الغضب الظاهريّ من عملية قتل شطح وإظهاراً للرغبة في استتباب الأمور السياسية في البلد وبحجة أن أمن البلد غير ممسوك من دون حكومة تمارس مهامها الواجبة عليها، أو هو وسيلة لتسريع هذا التشكيل بمشاركة الثامن من آذار لكن وفق شروط الرابع عشر من آذار؟
على تيار المستقبل إذا كان يخاف فعلاً على البلد، وعلى فريق الرابع عشر من آذار إذا كان يريد فعلاً صالح البلد، أن لا يسارعوا إلى إرسال اتهاماتهم بالقتل إلى أية جهة كانت، وبالأخص إلى جهات داخلية تعبر عن رأي نصف اللبنانيين على الأقل، حمى الله الوطن وأهله من كل شر.