فتحعلي: الرئیس الأسد هو الخيار الوحيد لتجاوز أزمة ’داعش’ والإرهاب التكفيري في سوريا
حذر السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي من “وجود خطة كبيرة تُحاك، تهدف الى إعادة تقسيم المنطقة حيث إنّ هذه الخطة ستُعرّض الحياة والاستقرار ومصالح شعوب المنطقة لخطرٍ دائمٍ لا يقتصر على الوضع الحالي”.
في الوقت عينه، أشاد بالخدمة التي تقدمها سوريا وحزب الله بمواجهتهما الإرهاب في المنطقة، إذ سيسجّلها لهما التاريخ، لأنهما اذا لم يقوما بما قاما به، مَن كان ليعرف كيف سيكون الوضع في لبنان والمنطقة، أو حتى أوروبا، وبناءً على ذلك نعتقد أنّ الرئیس الأسد هو الخيار الوحيد لتجاوز أزمة “داعش” والإرهاب التكفيري في سوريا.
وعزا السفير الإيراني في لبنان في حديث لـ”الجمهورية” “المشكلات التي تعاني منها شعوب المنطقة اليوم، لـ”الغفلة أو التفسير غير الصحيح لقادة وشعوب المنطقة للقضايا الرئيسة فيها. والاعتماد على أعداء هذه المنطقة في مرحلة من المراحل، أدّى الى سلب الراحة والاستقرار من شعوبها لعقود من الزمن وتوغّلهم في المشكلات أكثر فأكثر”.
وأشار فتحعلي إلى أن قادة المنطقة وشعوبها المتحدة، لو انتبهوا لِما ستؤول اليه الأمور في القرن الأخير، منذ بدأ النفوذ الصهيوني بنواياه الخفيّة، لواجهوا الخطر في أوّله ولكان شكلُ المنطقة مُغايِراً عمّا هو عليه اليوم.
ولفت فتحعلي إلى أن صناعةَ المؤامرات تمتدّ الى العصر الحالي. ونحن نشهد أنّ الولايات المتحدة تسعى من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الشرق الأوسط الجديد لإعادة ترسيم المنطقة وتقسيمها.
وحذّر السفير الإيراني من أنّ بعض دول المنطقة، يعمل، عمداً أو سهواً، في خضمّ المشروع الاستراتيجي الأميركي لحماية مصالح الكيان الصهيوني وأمنه. وأضاف “نحن نعتبر أنّ الحوادث المؤلمة في سوريا والعراق وظهور التكفيريين والإرهاب جزءٌ من هذا المشروع. ويهدف هذا المشروع الى توسيع رقعة الكيان الغاشم وسرقة ثروات المنطقة وإيجاد دولٍ صغيرة لا تعتبر الصهيونية عدوّة لها بل تعتبر أنّ بقاءها واستمرارها مرتبطٌ بمسير هذا الكيان. ولهذه الأسباب نرى أنّ المنطقة تمرّ بمرحلة مصيرية من تاريخها.
وشدد فتحعلي على أن بلاده، منذ بادئ الأزمة، حذرت من أنّ هناك خطة لاستغلال واستثمار المطالب الشعبية لمآرب تؤذي الشعب السوري والمنطقة عموماً، وهي استمرت في التأكيد على أنّ الدفاع عن حقوق الشعب لا يتمّ بتشكيل فِرق تكفيرية وتجهيزها خصوصاً أنّ الرئیس الأسد يتمتع بشعبية كبيرة بين شعبه. والملفتُ في الأمر أنّ بعض الدول التي لا تعرف طعمَ صناديق الاقتراع لمرة واحدة هي أكثر الدول المشارِكة بهذه المطالب وتدّعي دعمها لحقوق السوريين، وبناءً على ذلك دفعت بمعارضيها من الإرهابيين ودعمتهم بالعتاد والمال الى سوريا، ولضمان التخلص منهم في بعض الحالات تمّ سحب الجوازات منهم عند وصولهم لضمان عدم عودتهم.
وتابع فتحعلي “نحن نملك خبرة في القتال مع المجموعات الإرهابية على حدودنا، والتي تشكّلت من بعض الدول التي هي نفسها اليوم ترعى الإرهابَ في سوريا. وفي ذلك الوقت لطالما أبلغنا وأوضحنا للعالم أنّ تغذية التطرّف ستؤدّي الى نتائج وخيمة، وتشهدون ونشهد أيّ فاجعة يُسبّبها الإرهاب المتطرّف اليوم”.
وأكد أن إيران، من اليوم الأوّل للأزمة السورية، شددت على الحلّ السياسي، و”لكنّ البعض كان يُؤَمِّن انتقال الإرهابيين من كلّ بقاع الأرض وتجهيزهم وتأمين الدعم المالي لهم، لوضع العقبات للنظام السوري. ونحن نعتقد أنّ هؤلاء ارتكبوا خطأَين بفعلتهم هذه، أولاً، لعبوا دوراً في الخطة الأميركية إن كانوا مدركين أو عن غير عمد، وحرصوا على تطبيق الخطة الأميركية – الإسرائيلية. وثانياً، كانت تقديراتهم خاطئة عن سوريا”.
وأكد فتحعلي أن النظام في سوريا شرعي، و”إذا أرادوا أيَّ تغييرٍ بناءً على طلب الشعب يجب أن يتمّ تحت مظلّة القانون وبناءً لرغبة الشعب السوري. ورغم أنّ مناطق عدّة وقعت تحت سيطرة الإرهابيين، إلّا أنّ الشعب ما زال يحمي ويدافع عن النظام في مناطقه، وإذا لم تكن هذه الحماية من الشعب لما كان لهذا النظام أن يبقى”.
وعن الاتفاق النووي، قال “إنّ الاتفاق يجب أن يمرّ بمراحل التصديق اللازمة في كلا البلدين وإيران تتابع هذا الملف كما هو الحال في الولايات المتحدة. ولكن كما أعلن قائد الثورة الإسلامية لا يزال مصيرُ الاتفاق في البلدين غير معروف بعد، ولكن ما هو مؤكد أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تلتزم بتعهّداتها”.
وتمنى أن تتيح الظروفُ الجديدة الاستفادة من قدرات إيران لسدّ بعض حاجات لبنان، مضيفاً نعتقد أنه لا ينبغي انتظار ما سيؤول إليه الاتفاق النووي، كما لم ينتظر الأوروبيون ذلك. نحن لا نرهن علاقاتنا بأيّ دولة بأيّ عامل آخر، بل نعمل استناداً إلى المصالح المتبادَلة.